رفض يمني للقمة العربية.. الجامعة شريك أساسي في معاناة الشعب اليمني
السياسية:
كالعادة لم تحظ القمة العربية 32 التي عقدت مؤخرا بمدينة جدة بالسعودية ، بأي اهتمام لأن الشعوب لا تعول كثيراً على ما يصدر من تلك القمم التي تعقد وخاصة الشعب اليمني، فما تسمى القمة العربية وخلال كل السنوات الماضية كانت هي السبب الذي أوجد وشرعن التدخلات الدولية ودمر الشعوب لتحقيق المشروع الصهيوني، حيث إن قرارات تلك القمة وخلال كل العقود السابقة لم تستطع أن تقدم شيئاً للقضية الفلسطينية ولم تمنع الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وفي السياق ذاته فقد كانت القمة العربية وخلال 12 عاماً تعمل ضد مصالح الشعب السوري بل إنها عملت على حصار هذا الشعب بالقرارات التي أصدرتها ومنها تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية إضافة إلى ذلك فقد ساهمت بشكل رسمي في صياغة المبررات للتحالف السعودي في العدوان على الشعب اليمني.
في السياق نفسه إن المتابع لمختلف هذه القمم العربية على مدى سنوات، يلاحظ عمق الانقسامات العربية، وفشل القمة في مختلف دوراتها السابقة في خلق كيان عربي موحد ومتماسك أو سوق عربية مشتركة أو عملة موحدة، بينما لا تزال الحدود تمثل عائقاً كبيراً بين الأقطار العربية، ومنها ما هو مصدر توتر إلى اليوم.
وفي هذا الصدد يمكن القول لم تنجح مؤسسات جامعة الدول العربية، وهي من أقدم وأعرق المنظمات الدولية التي نشأت عام 1945، أي مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، في إرساء آليات قوية تلتزمها الدول الأعضاء في التكامل العربي اقتصادياً ومالياً وعسكرياً. ولهذا لا مجال للمقارنة بين القمة العربية في مختلف دوراتها والقمم التي تعقد في الكيانات الاقتصادية والسياسية الأخرى، من حيث الفاعلية والرهانات المطروحة، فالبيانات الختامية للقمم العربية لا تتجاوز التنديد والوصف ولا تتوصل إلى قرارات لها صبغة تنفيذية أو إلزامية.
رفض يمني للقمة العربية
اعتبر محمد علي الحوثي، القيادي في جماعة أنصار الله، أن بيان مؤتمر القمة العربية الذي عقد في جدة، السعودية، لا يعكس الواقع ولا يؤكد على قيادة الأمة العربية.
وقال محمد الحوثي وهو عضو المجلس السياسي الأعلى عبر “تويتر”: “بيان لا يفي بالواقع ولا يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يؤكد على قيادة الأمة العربية، لو كان هناك عمل واقعي لخرج اجتماع القمة باتفاق مذيل يعمل من تاريخ نشره”.
واقترح بشأن ما تضمنه البيان من بند رفض لتشكيل أي مليشيات خارجة عن مؤسسات الدولة، أن يتم إيقاف جميع الموازنات الداعمة للمليشيات من قبل الدول الأعضاء في الجامعة العربية، وتحويل كل الدعم إلى الفصائل الفلسطينية المجاهدة، وتعليق جميع العلاقات مع أي دولة عضو لم تنفذ القرار، وتجميد أرصدتها وأنشطتها التجارية والاقتصادية.
وأشار القيادي في حركة أنصار الله إلى أن: “هذا هو القرار العربي الذي لا يختلف عليه عربي من النهر إلى البحر”.
وأكد البيان الختامي للقمة في إعلان جدة” دعمه لأمن واستقرار اليمن وتحقيق تطلعات الشعب اليمني، ودعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، واستنادها إلى المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلياتها ونتائج الحوار وقرار مجلس الأمن رقم 2216.ويشهد اليمن منذ تسع سنوات عدواناً من قبل التحالف السعودي الإماراتي. وتأثرت اليمن بتداعيات هذا الصراع على مختلف الجوانب، ما تسبب في أزمة إنسانية مروعة تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم.
وخلفت الحرب في اليمن حتى نهاية عام 2021 ما يقدر بحياة 377 ألف شخص، وتسببت في خسائر اقتصادية تراكمية بقيمة 126 مليار دولار، وحالة الحاجة إلى المساعدات الإنسانية تشمل 80% من الشعب اليمني وفقًا للأمم المتحدة.
من جهةٍ أخرى أثارت المخرجات الصادرة عن ختام أعمال القمة العربية الـ 32 التي عقدت في مدينة جدة السعودية الجدل في أوساط اليمنيين على وسائل التواصل، حيث يرى اليمنيون أن القمة العربية لم تتطرق لليمن بشكل جاد وهي شريك أساسي فيما يحدث باليمن حيث إنها وقبل سنوات شرعنت للعدوان على اليمن بل إن الدول الأعضاء في الجامعة العربية هي التي تقتل الشعب اليمني وتحاصره منذ سنوات، فالجامعة العربية لم تعر اليمن اهتماما بالشكل المطلوب والا كان من المفترض أن تتطرق الى الحصار الذي يعاني منه الشعب اليمني بسبب تلك القرارات التي صدرت من الجامعة العربية في قممها السابقة ولهذا يمكن القول إن الجامعة العربية هي شريك أساسي في المعاناة التي يعاني منها الشعب اليمني.
في الختام يمكن القول وبكل وضوح إن القمة العربية التي عقدت في جدة مؤخرا لم تكن بالشكل المطلوب فالقرارات التي تصدر عنها لن تقدم شيئاً للقضية الفلسطينية ولن تستطيع ان تمنع الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني لان أغلب الدول الخليجية الحاضرة في تلك القمة هي مطبعة مع الكيان الصهيوني وتقيم علاقات مع كيان الاحتلال منذ سنوات طويلة، وتتغاضى عن الجرائم الصهيونية، وفي السياق فإن الجامعة العربية هي السبب فيما يحدث من معاناة في البلدان العربية فقد كانت مواقفها سيئة جداً تجاه الشعوب العربية وهي شرعنت الحصار وتشكيل التحالفات والعدوان على البلدان العربية ومنها اليمن.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة نقلت حرفيا من المصدر وليس بالضرورة أن تعبر عن رأي الموقع