أحمد يحي الديلمي—–

يقال في المثل “ما مع المشنوق إلا لسانه” هذا المثل ينطبق كليا على جماعة المرتزقة والعملاء وأبواقهم الإعلامية المأجورة فلقد تتابعت ردود الأفعال على القرار الحكيم الذي أقدمت عليه القيادة السياسية بصنعاء والذي تمثل بإعادة الانتشار في مدينة الحديدة وموانئها من طرف واحد تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم .

الجماعة ولأنهم فاقدين كل شي لم يأخذوا خطوه مناسبة لما تم كما كان المأمول وبحسب الاتفاق نفسه أن يكون الانسحاب متوازي وفي زمن واحد ، لكنهم للأسف طوعوا كل الوسائل الإعلامية للصراخ والعويل والتشكيك بالخطوة التي أقدمت عليها قيادة صنعاء مع أنها عكست النوايا الطيبة والرغبة في ترجمة الاتفاق عمليا على أرض الواقع بأفق وطني وإنساني بالغ الأهمية لأنها راعت في المقام الأول أبناء الحديدة في ظل الحر الشديد وإصرار جوقة العملاء والمرتزقة على استمرار العدوان واستخدام الأسلحة المختلفة ضد أبناء المدينة المساكين الذين يميلون إلى السلام والمحبة  ، لكن أولئك لا يتصرفون ببعد يمني وانتماء للوطن بقدر ما ينفذون التوجيهات القادمة من أبو ظبي تارة ومن الرياض تارة أخرى وفي أغلب الحالات القادمة من واشنطن من أروقة البنتاغون.

إنها أشياء مخجلة جدا أن نسمع ما يسمى وزير إعلام الشرعية المزعومة يصف ما جرى بالمسرحية الهزلية مع أنها إجراءات تمت أمام أعين الجميع وبحضور بعثة الأمم المتحدة المعنية بمتابعة وتنفيذ الاتفاق فمن أين جاء لفظ المسرحية ولماذا وصفها بالهزلية؟؟ كما يقال “كل إناء ينضح بما فيه” .

الرجل اعتاد على إن يلعب دور الكومبارس في المسرحيات الهزلية التي تُكتب سيناريوهاتها في عواصم خليجية ويقوم هو بالدور الثانوي المؤكل إليه أي أنه اعتاد على الكلمة وأصبحت دارجة في رأس لسانه يرددها لوصف القبيح أو الحسن بل أنه من كثرة الانغماس في العمالة بات يُقبح الحسن ويُحسن القبيح يا له من مسخ ويا لها فعلاً من مهزلة أن تسقط النفوس إلى هذا الحد من العمالة والخيانة المطلقة للآخرين على حساب الوطن.

هذا يعني أن ما جرى ويجري في الحديدة شي كبير جدا بحيث صعب على العملاء والمرتزقة استيعابه لأن التوجيهات لم تصلهم بعد وهم لا يتحركون إلا تبعا لما تمليه عليهم هذه التوجيهات لذلك فشلوا في فهم ما جرى وصاروا ينادون بأصواتهم النشاز وبمواويل تعكس ذواتهم المسحوقة التي انغمست في الخيانة إلى حد الغرق ، فأصبحت غير قادرة على تفسير الأشياء كما هي في الواقع أو فهم المبادرات العظيمة ذات البعد الإنساني وهذا هو حالهم للأسف.

في المقابل ستظل مبادرة الحديدة خطوه هامة لابد أن يدركها العالم ويعرف من يحمل أوراق الزيتون ومن يصر على استمرار الحرب والدمار والقتل خاصة بعد انتهاء المرحلة الثانية… اللهم لا شماتة.

والله من وراء القصد..