السياسية:

 
موقع “UnHerd” البريطاني يقول إنّ عدداً من المدن الأميركية شهدت بعض الانتعاش على مدار العقد الماضي، لكن هذا “الازدهار” أفاد إلى حد كبير الوافدين الجدد من متعلمين وأرباب العمل الأثرياء.

 أصبحت المناطق الحضرية أكثر ثراء وفقراً، ويوجد الآن أكبر تفاوت في أميركا في “المدن الخارقة”

تحدث موقع “UnHerd” البريطاني، عن تغير الديموغرافيا في الغرب، المنخرط في صراع عميق منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وأشار الموقع في تقرير مفصل إلى أنّ هذا الصراع يندلع في بعض الأحيان على شكل نقاش سياسي، وأحياناً كحرب ثقافية، ولكن مهما كان الشكل الذي يتخذه، فإنه يتم تأطيره حتماً على أنه خلاف بين الطبقات أو الأجناس أو الأيديولوجيات.

ولفت الموقع إلى أنّ الجغرافيا هي التي تحدد شكلها السياسي،حيث يتعلق أكبر تقسيم اليوم بالمكان على وجه الخصوص، ثلاثة تضاريس أساسية: حضرية وضواحي وريفية والتي تعكس تبايناً في المصلحة الاقتصادية، وهيكل الأسرة والقيم الأساسية، لا سيما بين اقتصادات المدن الكبيرة وتلك الموجودة على الأطراف.

وأوضح الموقع أنّ هذا الصدع يتسع في وقت يتغير فيه التوازن الديموغرافي بين هذه المناطق، علماً انه خلال معظم القرنين الماضيين، كان الاتجاه غالباً نحو التحضر.

أما اليوم، فإن هذا النمط يتغير، لا سيما منذ الوباء، الذي شهد خروج مليوني مواطن من المدن الأميركية الكبرى. وحتى في أوروبا ذات “التوجه الحضري”، وفق الموقع، شهدت 63% من المدن انخفاضاً سكانياً أثناء الوباء.

في الوقت نفسه، أوضح التقرير المنشور أنّ العديد من المدن شهدت بعض الانتعاش على مدار العقد الماضي، لكن هذا “الازدهار” أفاد إلى حد كبير الوافدين الجدد من المتعلمين  وأرباب العمل الأثرياء.

ووفقاً للتقرير، فقد أصبحت المناطق الحضرية أكثر ثراء وفقراً، ويوجد الآن تفاوت كبير في أميركا في “المدن الخارقة” ، مثل سان فرانسيسكو ونيويورك ولوس أنجلوس وسان خوسيه.

هذا الواقع الديموغرافي، بحسب التقرير، أدى إلى تحول نحو سياسة أكثر تقدمية. على سبيل المثال، في عام 1984، فاز رونالد ريغان بنسبة 31% من الأصوات في سان فرانسيسكو و27.4% في مانهاتن، أما في العام 2016،  فاز دونالد ترامب بنسبة 10% فقط  من الأصوات في كل منهما. 

وبين عامي 1998 و 2018، انتقلت المقاطعات الحضرية من 55% إلى 62% ديمقراطية، بينما اليوم لا يوجد عمدة جمهوري واحد لمدينة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة. 

كذلك، تقدر  منظمة “Nature Conservancy”، أن تحقيق أهداف الولاية الصفرية الصافية (كاليفورنيا)، سيتطلب ما يصل إلى عُشر المساحات الزراعية في العقود القادمة.

واستجاب الأشخاص الذين يعيشون في المناطق كما هو متوقع. وبين عامي 2015 و 2022، زاد رفض المجتمع لمثل هذه المشاريع في الولايات المتحدة من 50 إلى أكثر من 500. 

وفي الوقت الحالي ، يمثل الانتعاش السياسي في المدن الصغيرة والمناطق الريفية دفعة هائلة لليمين، كما وجدت دراسة أجريت عام 2020 من معهد بينيت بجامعة كامبريدج، أن هناك “تصدعاً جغرافياً عميقاً” في المجتمعات الأوروبية يذكرنا بـ “الانقسامات السياسية الحضرية والريفية الصارخة في أوائل القرن العشرين”.

ومع ذلك، فإن الضواحي هي التي ستحدد مستقبل أميركا في النهاية، حيث لا زالوا، على عكس الأراضي الأخرى، قابلة للمنافسة، خاصةً أنها أصبحت موطناً لما لا يقل عن 40% من جميع مقاعد مجلس النواب الأميركي.

* المصدر: موقع الميادين نت 
* الماده نقلت حرفيا من المصدر ولا تعبر عن رآي الموقع