السياسية- متابعات:

على رغم أن اللواء فيصل رجب قائد عسكري كبير، ويمثل رقما مهما في عمليات وصفقات تبادل الأسرى، وعلى رغم أن لدى أنصار الله الكثير من الأسرى لدى التحالف وأدواته، إلا أن ذلك لم يشكل عائقا أمام الإفراج عنه من دون مقابل تكريما لوفد قبائل أبين الذي قطع مسافات طويلة حتى يصل إلى العاصمة صنعاء.
ومع أن وسائل الإعلام الموالية للطرف الآخر تشن حملات إعلامية مستمرة ضد أنصار الله في ملف الأسرى، وتحملهم المسئولية عن عرقلة أو فشل أية صفقة، ضمن دعاية الحرب الإعلامية، إلا أن وفد قبائل أبين قدم إلى صنعاء ولديه أمل كبير في تجاوب قيادة أنصار الله معه.
في ذات الوقت، تدرك قبائل أبين أن أمر حكومة المنفى ليس بيدها وإنما بيد التحالف، ولن تسفيد شيئا من مطالبتها بإدراج اللواء فيصل رجب ضمن قوائم الأسرى، لهذا وجدت أن الطريق إلى العاصمة صنعاء أقرب منه إلى عدن التي لا يفصلها عن عاصمة أبين سوى نصف ساعة.
إلى جانب ذلك، يعكس هذا التحرك الانطباع الحقيقي لقبائل أبين حول استقلال القرار في صنعاء، وعدم ارتباطه بحسابات إقليمية ودولية أو ارتهانه لها، وقد أثبت التجاوب العملي ذلك ونسف كل ما ظل الإعلام المعادي يردده طوال السنوات الماضية.
يمكن القول إن حكومة صنعاء قدمت درسا مهما في التعامل مع هذا النوع من القضايا الإنسانية رغم أنها المتهمة دوما بتعقيده من قبل الطرف الآخر وأدواته، وفق تعبير كثير من المهتمين بالشأن اليمني تعليقا على عملية الإفراج عن اللواء رجب.

تشكيك استباقي:

ولأن تحرك وفد قبائل أبين إلى العاصمة صنعاء مثلا حرجا للطرف الآخر، ولأن الطرف الآخر استنتج من حفاوة الاستقبال تجاوب صنعاء من مطالب الوفد، فقد استبق عملية الإفراج بتشكيكات وشائعات عديدة، بشكل رسمي وغير رسمي.
فعقب وصول وفد أبين إلى صنعاء، كانت الرواية المسيطرة على إعلام الطرف الآخر تفيد بأن الأمر مسرحية بين الوفد وقيادة الأنصار، وأنه تحرك من أبين بإيعاز من صنعاء، لغرض تحسين الصورة.
في وقت لاحق، خرج مسئول ملف الأسرى لدى الطرف الآخر ليؤكد أن فيصل رجب مدرج ضمن قوائم أسرى الدفعة التالية، رغم أنه لم يشر إلى ذلك عقب تنفيذ عمليات التبادل السابقة، حين كانت الأسئلة عن مصير اللواء فيصل رجب تتردد كثيرا.
أما وفد القبائل فلم يسلم تهم التبعية لصنعاء، خصوصا من قبل الناشطين والإعلاميين المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي الذين يبدو أن أمر الإفراج عن “رجب” أزعجهم كثيرا.

رد العهدة:

قبل 8 سنوات، وحين تم أسر اللواء فيصل رجب، كان بحوزته بندق فرخ روسي ومسدس. ومع أنها غنيمة حرب لا شك فيها، إلا أنها بقيت محفوظة في صنعاء إلى اليوم الأحد 2023 حين اصطحبها “رجب” معه.
في مقابل ذلك، استولت قيادات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي على منزل اللواء رجب في عدن، وعلى أرضيته، وفق شكوى نجله إلى قيادة المجلس. لم يتوقف الأمر عند هذه الحد، بل تمت مداهمة المنزل قبل أشهر، والاستيلاء على ما فيه.
إلى يومنا هذا، مايزال منزل رجب وأرضيته تحت سيطرة ناهبيه، ولن يعود إلى عائلته لو لم يسلط ما حدث في صنعاء الضوء على حادثة السطو هذه.

مصطفى المتوكل:

على رغم أن قضية الدكتور مصطفى المتوكل إنسانية بحتة، كونه كبيرا في السن، ومدنيا مسالما، ولديه أسرة لا تعرف حتى اللحظة لماذا اعتقل، إلا أن الطرف الآخر يتجاهل كل هذه الاعتبارات، ولا يكتفي بإخفائه، بل يخفي أخباره عن أسرته. مع العلم أن المتوكل لم يعتقل في معركة، وإنما تم اختطافه من الطريق في مأرب أثناء عودته من المغرب.

  • عبدالرزاق علي / عرب جورنال
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع