السياسية: تقرير / مرزاح العسل

 

تحت شعار “الضفة درع القدس” وانتصاراً للقدس المحتلة في يومها العالمي، وتجديداً للعهد والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهته لكيان العدو الصهيوني والتصدي لجرائمه ومؤامراته التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسلمين.. تحيي اليمن مع سائر الدول العربية والإسلامية ذكرى يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم غدٍ آخر جمعة من شهر رمضان المبارك.

وتأتي هذه المناسبة في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم وانتهاكات من قبل كيان العدو الصهيوني ومحاولاته لتهويد المسجد الأقصى المبارك، للتأكيد على وحدة ساحات المقاومة والاستعداد للدفاع عن المقدسات الإسلامية وأن فلسطين هي القضية المركزية للأمة.

ويُعد يوم القدس العالمي مناسبة عالمية انطلقت من إيران باقتراح من الإمام الخميني في شهر رمضان عام 1399هـ ليكون يوماً رسمياً لمناصرة الشعب الفلسطيني في آخر جمعة من شهر رمضان من كل سنة.

وبهذه المناسبة زين شعار “الضفة درع القدس” ليوم القدس العالمي لهذا العام، والذي أطلقته الهيئة الدولية لإحياء يوم القدس العالمي في فلسطين المحتلة، كشعار موحد لإحياء هذه المناسبة الخالدة هذا العام (2023) مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، كما زينت جدارية هذا الشعار طريق مطار بيروت في لبنان، وجدارية الفردوس في العاصمة العراقية بغداد، وشارع ولي عصر في العاصمة الايرانية طهران والشوارع الرئيسية في بعض عواصم العالم العربي والإسلامي.

وأوضحت الهيئة في بيان لها الأسبوع الماضي، أنه تقديرا لبسالة أبطال الضفة الغربية وما قدموه خلال الأشهر الماضية من تضحيات ومقاومة شكلت حدثا استثنائيا في مسار المعركة المتواصلة مع العدو لأجل تحرير القدس الشريف، واستبشارا بما يعدون بتقديمه من عمليات بطولية تجعلنا من تحرير القدس أقرب، وتفرض حول القدس درعا حصينا يحفظ هويتها ومستقبلها، ولأن الدرع في الحرب يعبر عن الاستعداد للمواجهة والجاهزية لصد العدوان، تطلق الهيئة الدولية لإحياء يوم القدس العالمي (في فلسطين)، الشعار الموحد ليوم القدس العالمي هذا العام 2023م 1444 ه، تحت عنوان “الضفة درع القدس”.

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، قد دعا مؤخراً في إحدى محاضراته الرمضانية، إلى أوسع مشاركة بإحياء مناسبة يوم القدس العالمي كجزء من المواجهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وكما هي العادة في كل عام تخرج في مثل هذا اليوم مسيرات مليونية في العديد من الدول الاسلامية ومنها اليمن وإيران والعراق ولبنان مناصرة للقضية الفلسطينية ومساندة للشعب الفلسطيني المضطهد من قبل كيان العدو الصهيوني، وتذكير للعالم بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة الاسلامية.

كما تصدح أصوات أحرار العالم بيوم القدس العالمي، منددة باعتداءات كيان العدو الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، ومطالبة بتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من يد كيان العدو الغاصب.

وفي اليمن حددت اللجنة المنظمة للفعاليات، العديد من الساحات للرجال والنساء لإحياء يوم القدس العالمي غداً الجمعة في أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة.. داعية إلى الخروج الكبير والمشرف نصرةً للمسجد الأقصى والقدس ودعمًا للشعب الفلسطيني في مقاومته لكيان العدو الصهيوني المحتل، وتوجيهًا حقيقيًا لبوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي.

وقد أقيمت بهذه المناسبة خلال الأيام الماضية في أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، العديد من الفعاليات والأمسيات الثقافية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام ويوم القدس العالمي تحت شعار” الضفة درع القدس”.

وأكد المشاركون في هذه الفعاليات، على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ويجب أن تتمحور حولها كل المواقف الرسمية والشعبية من أجل تحرير المقدسات الإسلامية من اليهود الغاصبين.

وندد المشاركون في الفعاليات، باستمرار جرائم وانتهاكات كيان العدو الصهيوني بحق المسجد الأقصى، واقتحام وتدنيس باحاته والاعتداء على المصلين والمعتكفين واعتقال المئات منهم خلال أيام شهر رمضان المبارك.. مجددين التأكيد على دعم المقاومة والشعب الفلسطيني في ردع غطرسة وصلف العدو الصهيوني.

وفي مدينة غزة، أطلقت اللجنة الفلسطينية لـ”يوم القدس العالمي”، حملة تغريدٍ واسعة، في حفلها السنوي لإحياء المناسبة، تحت شعار هذا العام “الضفة درع القدس”.

وأكدت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، أنّ محور القدس بات اليوم أكثر قوةً وتماسكاً في مواجهة العدو الصهيوني، بحيث يتصدى ويتصدّر المواجهة مع العدو، بكل قوةٍ واقتدار.

وجاء ذلك، خلال حملةٍ إعلاميةٍ للتغريد، وإفطارٍ جماعيّ نظمته اللجنة الفلسطينية لـ”يوم القدس العالمي”، في مدينة غزة، للمئات من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، يحيث تمّ التغريد على وسم #الضفة_درع_القدس، ووسم #يوم_القدس_العالمي.

وبهذه المناسبة قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب، في كلمة ممثلة عن الفصائل: إنّ “محور المقاومة، في أكثر من جبهة اليوم، يتصدر ويتصدى للعدو بكل قوة”.

وأضاف بحسب وكالة “فلسطين اليوم”: إن “كل مقاتل في محور المقاومة يدرك أنّ السيادة الحقيقية على الأرض لا تتم في ظل التهديد المستمر من العدو الصهيوني لدولنا العربية والإسلامية”.

وتابع قائلاً: “إننا نلتقي اليوم في ظل هذا الحشد الكبير من رجال الإعلام المقاوم وناشطيه، من أجل تدشين مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع العدو الصهيوني، وهي جبهة حماية الوعي والرواية”.

وذكّر شهاب في كلمته بأنّ “العدو يستبيح، في عدوانه اليوم، سوريا ولبنان، بالإضافة إلى محاولات التطبيع، التي تخترق عالمينا العربي والإسلامي، وتخترق عواصمنا”.. مشدداً على أنّ ما يحدث من محاولات تطبيع هو “خطوة آثمة على عكس إرادة الشعوب”.

وفي لبنان دعت نقابة عمال ومستخدمي التعاونيات والاستهلاكيات في بيروت وجبل لبنان في بيان لها بالمناسبة، إلى المشاركة الكبيرة والكثيفة في إحياء يوم القدس العالمي، بهدف الحث على وجوب نصرة القدس والشعب الفلسطيني بكل أطيافه.

وحيت النقابة، “المقاومة المجاهدة المشكّلة من مجموعات مناضلة وبطلة تقاوم من أجل تلقين هذا العدو المغتصب المتعدّي والكيان المؤقت درسًا لا ينساه، فهو لن يدوم مهما طال البقاء على الأراضي المحتلة”.

ودعت “الشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض لدعم المقاومة لتبقى فلسطين حرة أبية مناضلة، لا ترضخ للغاصب ولا تتزعزع أمام وهم بيت العنكبوت”.

أكد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني السيد هاشم صفي الدين، في مؤتمر صحفي الليلة الماضية، حمل عنوان” درع القدس الضفة نحو عهد جديد” بمناسبة يوم القدس العالمي بحسب موقع المنار، أن قضية فلسطين والقدس محور أساسي في المجالات كافة.. مشددا على أن أي فعل صهيوني قادم سيكون الرد عليه من كل الساحات.

وقال السيد صفي الدين: “إن المحور وحد المقاومة وأصبح نهجا لإنهاء الاحتلال وازالة الكيان من الوجود”.. مضيفاً: إن “الضفة الغربية اليوم إذا كانت هي درع القدس فإننا جميعا درع للضفة والقدس ودرع لفلسطين”.

وجدد التأكيد على أن المحور اليوم وحّد المقاومة ونجد أن العدو الصهيوني بدأ يفقد أعصابه والهدف واحد هو إزالة “إسرائيل”.. مشدداً على أن محور المقاومة يخطط ويعمل ومستعد لمواجهة العدو الصهيوني.

وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية في لبنان، أحيا فنانون من سوريا، مصر، الجزائر، فلسطين، لبنان وإيران يوم القدس العالمي لهذا العام على طريقتهم الخاصة خلف الجدار العنصري العازل بجدارية تحكي عن التحرير القريب لفلسطين المحتلة من جحافل العدو الصهيوني بأيقونات ورموز تتحدث عن المقاومة ضد العدو الصهيوني.

وحملت الجدارية عنوان “وفتح قريب” استلهمت جملتها من القرآن الكريم وتم تصميمها بشكل مشترك بين الفنانين الستة بإشراف الفنان القدير مسعود نجابتي الذي هو متخصص في مجال التصميم الفني المقاوم.

وفي إيران.. دعت وزارة الخارجية الايرانية في بيان لها اليوم الخميس بمناسبة يوم القدس العالمي، جميع أحرار العالم الى توحيد الصفوف لمواجهة كيان العدو الصهيوني، “الغدة السرطانية التي تزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، والعمل على دعم وحماية حقيقية للشعب الفلسطيني المظلوم”.

وقالت الوزارة في بيانها بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا): “بعد مرور ما يزيد عن أربعة عقود على اختيار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك بعنوان “يوم القدس العالمي” من قبل قائد الثورة العظيم ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران “الامام الخميني (رض)”، لقد تحولت فلسطين والقدس الشريف اليوم الى رمز لوحدة العالم الإسلامي ونموذجا للدفاع عن حقوق المظلومين والأحرار في العالم بمختلف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم”.

وتابع البيان بالقول: “إن صراخ ظلامة الشعب الفلسطيني وحقيقة ما يدور في أرض فلسطين اليوم، ستصدح به حناجر مئات الملايين من الجماهير التواقة للعدالة والأحرار في أرجاء العالم أكثر من أي وقت مضى، مع تأكيدهم على تحرير فلسطين ليس باعتبارها قضية العالم الاسلامي الأولى فحسب، وإنما لكونها ترزح لأبرز مصاديق انتهاكات حقوق الإنسان وفق نصوص القانون والمعايير الدولية أيضا”.

وطالبت الخارجية الإيرانية في بيانها المنظمات الدولية وحقوق الإنسان أن تكون على قدر المسؤولية في حماية حقوق الشعب الفلسطيني المحتل والمظلوم، ووضع حد للاحتلال وجرائمه الوحشية في القدس وسائر المناطق الفلسطينية المحتلة وانهاء السياسات التوسعية لهذا الكيان الغاصب تجاه المنطقة.

أما في البحرين.. فقد دعا المرجع الديني البحريني الشيخ عيسى قاسم في بيان نقله موقع “مرآة البحرين” الإخباري، إلى “المشاركة الكثيفة” في فعاليات يوم القدس العالمي (غدا الجمعة).. مؤكدا أن هذه المناسبة العظيمة تعكس للعالم مدى إهتمام الأمة الاسلامية وجديتها في القضية الفلسطينية والقدس والأقصى.

في المقابل.. رفع كيان العدو الصهيوني جهوزيته العسكرية إلى درجة التأهب القصوى، استجابةً لمعلومات رجحت إطلاق صواريخ ومسيرات من لبنان نحو الأراضي الصهيونية في يوم القدس العالمي، الذي يصادف يوم الجمعة.

الجدير ذكره أن يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف هو حدث سنوي يعارض احتلال كيان العدو الصهيوني للقدس، ويتم حشد وإقامة المسيرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، وخصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة، ويعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع.

  • سبأ