السياسية:

لم يقف اليمنيون مكتوفي الأيدي أمام آلة العدوان التي استهدفت كل شيء جميل في الوطن ، ودمرت البنية التحتية لكل القطاعات الحيوية، فكانت إرادتهم صلبة في مواجهة العدوان في مختلف الميادين ، بقدر رفضهم وتصديهم للعدوان وبشاعته .

 ولم تقتصر مواجهة أبناء شعبنا اليمني للعدوان على جبهات القتال فحسب، بل شملت مختلف الجبهات العسكرية، الاقتصادية، الزراعية، الصناعية، التربوية والإعلامية، فكانوا فرساناً في كل الميادين وتغلبوا على معاناتهم وخاضوا غمار التحدي بقوة وعزيمة قهروا بها الصعاب.

 لقد كان للمبادرات المجتمعية نصيبًا وافرًا في رسم أبهى معاني الصمود المجتمعي في مواجهة قوى العدوان وعنجهيته، وسطرت المبادرات المجتمعية أروع معاني التلاحم الشعبي للخروج من عنق الزجاجة الذي حاول العدوان وضع الشعب اليمني فيها.

 في محافظة صنعاء كان لجهود إدارة المبادرات المجتمعية بمشاركة السلطات المحلية في المديريات ومساهمة المجتمع، الفضل في تنفيذ المئات من المشاريع الخدمية والتنموية التي تجاوزت بها الكثير من الصعوبات التي فرضها العدوان والحصار، وحتى التي كانت تمثل حلما للشعب خلال العقود الماضية.

 تكللت تلك الجهود بإشراف ومتابعة السلطة المحلية بالمحافظة في إنجاز 292 مشروعاً ، خلال الفتر من 1 محرم إلى 22 شعبان 1444هجرية من إجمالي عدد المشاريع  البالغ عددها 317 مشروعاً، بتكلفة بلغت مليار و201 مليون و26 ألفا و939 ريالا، ولا زال العمل جارٍ في تنفيذ 25 مشروعاً.

 وبحسب تقرير صادر عن لجنة إعداد التقارير بالمحافظة حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه ، بلغت المبادرات الذاتية خلال الفترة نفسها 286 مبادرة بتكلفة 417 مليونا و950 ألفا و950 ريالا، في حين بلغت المبادرات المدعومة 31 مبادرة بتكلفة بلغت 449 مليونا و253 ألفا و 493 ريالا.

 وأشار التقرير إلى أن مساهمات المجتمع بلغت 333 مليونا و 822 ألفا و497 ريالا، لافتا إلى أن عدد المبادرات من الخطة التنموية للعام 1444 هجرية بلغت 22 مبادرة بتكلفة 653  مليونا و330 ألفا و655 ريالا.

 وكان للمبادرات المجتمعية نتائج إيجابية تمثلت في الرفع من مستوى الوعي المجتمعي بأهمية المبادرات المجتمعية بمديريات المحافظة لدى المواطنين، وتطوير وتحسين مستوى تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية بالمحافظة، والاستفادة المثلى من أوجه الدعم المقدم من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة في المبادرات المجتمعية.

 كما كان لها الأثر في تشجيع المجتمع على تبني مشاريع حيوية مهمة وتقديم الدعم اللازم لتنفيذها، في إطار أنشطة البناء الاجتماعي الذي يعزز ويرسخ الهوية الإيمانية اليمنية.

 كما أسهمت المبادرات المجتمعية في تنمية وبناء قدرات أعضاء الجمعيات التعاونية والخيرية وفرسان التنمية بالمحافظة في مختلف المجالات.

 

عوامل النجاح   

من أبرز عوامل النجاح الذي شهده قطاع المبادرات المجتمعية الاهتمام الكبير والدعم المقدم من قبل قيادة المحافظة وتذليل كافة الصعوبات، وكذلك تضافر كافة الجهود من أجل إنجاز وتنفيذ المبادرات المجتمعية الذاتية وما ورد من مبادرات ملحة في خطة المحافظة.

 لقد ساهمت المبادرات المجتمعية في زيادة مستوى الوعي المجتمعي بأهمية المبادرات المجتمعية بمديريات المحافظة لدى المواطنين، تمخض ذلك إنشاء إدارة تمويل المبادرات ووحدة التمويل الزراعي والجمعيات التعاونية وإسناد تنفيذ المبادرات المجتمعية المدعومة من قبل السلطة المحلية بالمحافظة لهذه الجهات غير الربحية.

 وكان للجمعيات التنموية وفرسان التنمية الدور الكبير في تشجيع وتنفيذ المبادرات المجتمعية، واعتماد المشاريع والأنشطة التي يمكن تنفيذها في حدود الإمكانيات المتاحة والتي تتوفر مصادر لتمويلها.

سبـأ