الحقوق المهدورة للمرأة اليمنية في ظل ثماني سنوات من العدوان
السياسية- متابعات:
سراء جمال الشهاري
في عالمٍ يقيس المرأة بالشكل الغريزي والمضمون التجاري، ويستعبدها بأصفاد برّاقة وأغلال حريريّة ليبيعها في سوق النخاسة بشعارات زائفة وعناوين خادعة، وعلى هامش الانسانيات الكاذبة، كانت اليمانية لثماني سنواتٍ وما تزال، تقدّم نموذجًا مغايرًا لتلك التي يريدها الغرب.
اليمانية المكابدة مرارة عدوانٍ آثمٍ وحصارٍ جائر، تعي تمامًا الأكذوبة الدولية لحقوق المرأة، وتفهم جيدًا أن تلك العناوين إنما هي ستارٌ لأولئك الذين قتلوها في البيت والسوق وسفكوا دمها في المدرسة والجامعة، وذبحوها حتى في العرس والعزاء.
“يحتفي العالم بالشعارات الزائفة للمرأة، والمرأة اليمنية تعيش تحت وطأة القتل والتشريد والنزوح، وتُنتهك وتُسلب منها كافة حقوقها التي تدعيها القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية”، بحسب المديرة العامة لقطاع المرأة والطفل بوزارة الاعلام بحكومة الإنقاذ الوطني الأستاذة سمية الطائفي.
ووفق احصائيات منظمة انتصاف اليمنية، وصل عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي من النساء إلى أكثر من 5,272 شهيدة وجريحة، فيما بلغت الانتهاكات التي ارتكبها تحالف العدوان في المناطق المحتلة من الساحل الغربي 698 انتهاكاً، منها 138 جريمة اغتصاب و57 جريمة اختطاف. وبلغت الانتهاكات في المحافظات الجنوبية المحتلة وبالتحديد في محافظة عدن 447 جريمة اغتصاب بحسب البلاغات من أسر الضحايا، وهو عدد محدود من حالات الانتهاكات التي عادة لا يتم الإبلاغ عنها لأسباب اجتماعية وعدم وجود ضمانات أمنية تحقق العدالة أو تحمي أسر الضحايا.
تدين الطائفي في حديث لموقع “العهد” الاخباري قوى تحالف العدوان، وتحمّلها بقيادة أمريكا والسعودية المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات التي تُرتَكَب منذ 8 أعوام.
اليمانية تصارع حصار الموت
تحمّلت اليمانية النصيب الأكبر من مأساة الحصار، فهناك أكثر من 1,5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات تعاني من سوء التغذية، ومنهن 650 ألفاً و495 امرأة مصاباتٍ بسوء التغذية المتوسط، وكل ساعتين تموت امرأة و6 مواليد، بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل والولادة.
ويقدّر عدد النساء اللواتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة، في حين أنّ 51% فقط من المرافق الصحية تعمل في اليمن، و70% من الأدوية المرتبطة بالولادة والحمل مَنَعَ حصار تحالف العدوان إدخالها. وهناك أكثر من 8 ملايين امرأة وفتاة، بحاجة لتوفير الخدمات المنقذة للحياة خلال العام الجاري. و31% من فتيات اليمن أصبحن خارج نطاق التعليم، مع تدهور الأوضاع المعيشية، وعجز الأسر عن توفير احتياجات التعليم الأساسية.
في هذا الاطار، تؤكد الطائفي لموقع “العهد” الإخباري أنه “إضافة إلى العدد المريع من الضحايا النساء الذي تجاوز الآلاف عبر الاستهداف المباشر، كحالات الإعاقات الجسدية والنفسية، وتفاقم الآثار المترتبة على العدوان والحصار على المرأة منذ ثمانية أعوام، وما تبعها من أزمة اقتصادية وصلت بالملايين إلى حافة المجاعة، فإن المرأة هي أكثر من يعاني نتيجة انقطاع بعض الخدمات كالكهرباء والماء والوقود، والنزوح وتهدم المنازل، وغيرها من الأضرار التي جعلتها تتحمل كل آثار العدوان”.
من جانب آخر، ارتفع عدد النازحين إلى 5 ملايين و159 ألفًا و560 نازحاً، تضمهم 740 ألفًا و122 أسرةً، نصفهم من النساء والأطفال. وهنا، تنوّه الطائفي لموقع “العهد” الإخباري أن “النساء النازحات يعانين أشد المعاناة جراء الافتقار إلى الخصوصية والتهديد لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية”.
تسخر المرأة اليمنية من شعارات النظام العالمي القائم بوعي إيماني راسخ، فهي اليوم تبذل وترفد وتضحي وتصمد وتواجه، لتنتزع حقوقها انتزاعًا من هذا العالم المتآمر.
- المصدر: موقع العهد الاخباري
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع