السياسية ـ متابعات:

كشف موقع استخباري فرنسي أن رجل الأعمال الإماراتي أحمد الشعفار يلعب دور الوسيط الأبرز في الصفقات العسكرية مع كيان إسرائيل بما تنطوي عليه من شبهات فساد وعمولات مالية.

وبحسب موقع (اماراتي ليكس) قال موقع “إنتليجنس أونلاين“، إن أنشطة الشعفار في قلب اتفاق التطبيع بين الإمارات وكيان إسرائيل، وشريك في العديد من مجموعات الصناعة العسكرية الصهيونية وصفقات تعاملات دبي مع تل أبيب.

وأشار الموقع إلى أن عائلة الشعفار حليف قديم لعائلة آل مكتوم الحاكمة في دبي، وأن سليلها، أحمد الشعفار، هو الرجل القوي في التعاملات الخاصة بالصناعات العسكرية مع كيان إسرائيل.

ونبه إلى أنه في معرض آيدكس لمنتجات الدفاع في أبوظبي، كان أحمد الشعفار واحدا من 3 شخصيات “مهمة” تم اختيارها لمرافقة رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، والأخ غير الشقيق للرئيس، حامد بن زايد آل نهيان رئيس جهاز أبوظبي للاستثمار (الصندوق السيادي؛ لإجراء محادثة مع رئيس شركة تصنيع الطائرات الصهيونية بواز ليفي.

وبحسب مصادر الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، فإن اختيار أحمد الشعفار جاء على خلفية توريد المجموعة المملوكة لعائلة منتجات الصناعة العسكرية الإسرائيلية للقوات المسلحة الإماراتية.

وأبرم الشعفار أول عقود تعاقد من الباطن مع مجموعة إلبيت للأنظمة العسكرية الإسرائيلية على خلفية شراكة تم تشكيلها مع مجموعة SGD الهندسية الصهيونية في أعقاب اتفاقيات إبراهيم في أغسطس/آب 2020.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، كشفت إلبيت، التي افتتحت فرعا إماراتيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها فازت بعقد قيمته 53 مليون دولار مع القوات المسلحة الإماراتية لتجهيز طائراتها (إيرباص A330 MRTT) بتجهيزات مضادة للأشعة تحت الحمراء وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية المحمولة جواً.

وإضافة لذلك، فإن شريكة مجموعة الشعفار الصهيونية في دبي، SGD Airborne Systems Integration، هي مقاول من الباطن، يقوم بتصنيع ودمج أجهزة استشعار الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لحلول المهام المحمولة جواً.

وتأسست SGD عام 1980 على يد المقدم، دوف كوهين، ثم انضم إليه، جاكوب بارون، وكلاهما متقاعد من سلاح الجو الصهيوني.

والشعفار هي واحدة من عدد قليل جدًا من شركات دبي التي تم وضعها في إطار منظومة التجارة الدفاعية الإماراتية الصهيونية، والتي تهيمن عليها إمارة أبو ظبي، المنافسة لدبي في العديد من القضايا الاستراتيجية، بحسب توصيف المصادر الاستخباراتية.

وتشير المصادر الاستخبارية إلى أن صفقات مجموعة الشعفار مع الشركات الصهيونية هي في الواقع “تعويض صغير” منحته أبو ظبي لحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، عبر طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق رئيس الإمارات والرئيس القوي لمجموعة إيدج الدفاعية السيادية، التي تمتلك معظم شراكات الدفاع الإماراتية مع الشركات الصهيونية.

واعتمد أحمد الشعفار على علاقاته العائلية مع عائلة آل مكتوم الحاكمة في دبي لبناء إمبراطورية تجارية متنوعة، تمتد من العقارات إلى صناعة الحديد والبيع بالتجزئة. وشاركت المجموعة المملوكة لعائلته في تطوير دبي منذ إنشائها في الستينيات.

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبح أحمد الشعفار رئيسًا لمجلس إدارة شركة دبي للمرطبات، الموزع الوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة لشركة بيبسيكو، التي يساهم فيها محمد بن راشد آل مكتوم.

ولطالما دعمت عائلة الشعفار أمراء دبي، وانضم أجداد أحمد الشعفار إلى آل مكتوم في عدة غارات في حروبهم الحدودية مع آل نهيان في أبو ظبي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

ورغم هذا التحالف، منحت أبوظبي صفقات الشركات الصهيونية لمجموعة الشعفار، ما يسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين الإمارتين من جانب، والتأثير القوي الذي تتمتع به عائلة الشعفار على حكام دبي والسياسة الإماراتية، من جانب آخر.