الصحة في اليمن.. صمود رغم الحصار
السياسية :
في ختام ثامن أعوام عدوان التحالف الأمريكي – السعودي على اليمن، يبرز الواقع الصحي في صنعاء والمحافظات الحرة أكثر تماسكًا، وأعظم صمودًا بمواجهة الحصار القاتل بكل ممكن ومتاح، وبشحيح المتوفر من المعدات والإمكانات. هذه الجبهة الحرجة المشتعلة على مدار الساعة، يواجه مجاهدوها نقصًا حادًا في الأدوية، وانعدامًا تامًا لكل تجهيز يمكن به إنقاذ حياة، رغم ذلك، ملائكة الثياب البيضاء حققت إنجازات جبارة واستثنائية.
يؤكد مستشار وزير الصحة العامة بحكومة الإنقاذ الوطني في اليمن الدكتور علي المضواحي في حديث خاص لموقع “العهد” الإخباري أن “الوضع الصحي في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة يعاني من اشكاليتين، الاشكالية الأولى هي في توفير الأدوية والأجهزة الطبية، والثانية هي في ما نسميه تنافس الأولويات، أي أننا عندما نتحدث عن الصحة، فنحن نعرفها بأنها حالة من المعافاة في الجوانب البدنية والنفسية والاجتماعية والروحية، وليست مجرد انتفاء المرض أو العيش. الحديث في هذا الجانب يجب أن يكون عن جودة الصحة بذاتها، ولكن في ظل هذه الظروف التي نعيشها، يصبح الحديث عن المرض أكثر منه حديثًا عن الصحة. ورغم الحصار والعدوان نجد أن وزارة الصحة مع مكاتبها في المحافظات، استطاعت أن تحقق نقلة كبيرة بالجانب الأول، وتسعى إلى أن تحقق استقرارًا في الجانب الثاني”.
يضيف المضواحي أن “أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في ظل الحصار هو نقص الأدوية والأغذية، التي يمكن أن تكون متاحة لتحقيق نوعٍ من الوقاية الأولية والثانوية، والتحدي الثاني يتعلق بمجموعة من التدخلات الأساسية الوقائية التي ينبغي أن يقوم بها الناس، إنما الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية، وفي ظل معدلات كبيرة من الفقر والمرض، وصعوبة الوصول إلى المنشآت الطبية من الناس، لا يستطيع الناس الوصول الى هذه الخدمة”، لافتًا الى “الارتفاع الكبير في الأمراض الخطيرة والمزمنة، وأحد أسبابها هو عدم القدرة على التشخيص المبكر”.
وحول مؤشرات التغذية، يشير مستشار وزير الصحة لموقع “العهد” الإخباري الى أنه “بسبب الحصار هناك انخفاض كبيرٌ في مستوى الاستيراد، مع وجود بدائل غير جيدة سواء بالقمح أو الزيوت أو غيرها، وهذا يؤثر على مؤشرات التغذية”.
كما تحدث المضواحي عن تحدي “المياه المأمونة، وعلاقتها بالأمراض الكلوية وآثارها المسببة للفشل الكلوي، التي يعاني منها معدلٌ كبيرٌ جدًا من مواطنينا، ونعلن اليوم أن مرضى الفشل الكلوي يعانون من نقصٍ في التجهيزات والأدوية، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حالات الغسيل، والتي يفترض أن تكون ثلاث مرات على الأقل أسبوعيًا”.
تسعى الجبهة الصحية بكل جدٍ إلى إيجاد استقرارٍ صحيٍ في صنعاء والمحافظات الحرة، ويلحظ المواطنون تغيرًا ملموسًا في الخدمات الصحية المقدمة، وأداء المنشآت الصحية بشكلٍ عام.
المضواحي أشار لموقع “العهد” الى أن “هناك رؤية واضحة من وزارة الصحة بشأن معايير عمل المستشفيات وتحسين جودتها، وهناك تحسنٌ كبيرٌ. وأصبح لدينا نظام اعتمادية للمستشفيات، وتقييم سنوي، وإعطاء شهادات. وبالتالي نستطيع أن نحقق التنافسية التي من شأنها أن تحسن جودة العمل، وتطوير خدمات القطاع العام، كما أنَّ هناك رقابة على القطاع الخاص، لتقييم أدائه وخفض أسعاره من خلال وضع تسعيرة للخدمات الطبية”.
ويؤكد المضواحي لـ”العهد” أن “الوزارة لديها رؤية فيما يتعلق باستراتيجيتها الوطنية، وحددت ثمانية موجهات استراتيجية أساسية، منها البناء المؤسسي، والرعاية الصحية الأولية، والرعاية الصحية الثانوية، التأمين الصحي، الأتمتة، هذه كلها قضايا ذات أولوية”.
وختم المضواحي حواره مع موقع “العهد” بالقول: “في الصحة سنواصل الارتقاء نحو التحرر من التبعية للخارج، ونحو تحسين الحالة الصحية بأبعادها الاجتماعية، وبتأسيس ثقافة إيمانية ترتكز على القرآن الكريم والسيرة النبوية”.
سراء جمال الشهاري
المصدر : موقع العهد الاخباري
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر