أحمد يحيى الديلمي ———-

 

من أسوء الأشياء على إي إنسان إن يتحدث عن شي ويعمل ضده وأن يمقت شي ويمارسه عمليا في الواقع تذكرت هذه الأشياء وانأ أتابع ندوه أقيمت في مأرب من قبل مايسمى تجمع الميثاق تركزت الندوة حول مخاطر تجنيد الأطفال والزج بهم في معارك عسكرية الإشكالية تكمن في أن الفعالية تزامنت مع ضجة كبيرة من قبل الصحف البريطانية بشأن قدوم خبراء عسكريين بريطانيي إلى اليمن وقيامهم بتدريب الأطفال على استخدام السلاح بمختلف أنواعه والزج بهم في أتون معارك طاحنه.

ما نشرته الصحف أيدته بمشاهد وصور حية لأطفال يمنيين تحت سن العاشرة يحملون السلاح ولا يعودون من المعارك إلا جثث هامدة وكأن أسرهم اكتفت بالمبلغ الزهيد التي تسلمتها عندما وافقت على إلحاقهم بمعسكرات التدريب ، ما أرخصه من ثمن 5 ألف ريال سعودي لكل طفل وما أسوء بريطانيا هذه التي تظهر الطهر في الصباح وتمارس العهر في المساء ، ففي الوقت الذي تتباكى فيه هذه الدولة على حقوق الإنسان والطفل بشكل خاص نجدها توفد خبرائها ليسهموا في الزج بمئات الأطفال إلى محارق الموت ، يا لها من مهازل وما أسوءها من حقوق ما يثير الدهشة إلى حد التقزز أن الندوة التي سبق الحديث عنها تجاهلت كل هذه الحقائق الواضحة ودخل المشاركين فيها في موج التباكي وذرف دموع كاذبة على الضحايا من الأطفال الذين يجندهم الطرف الأخر بحسب زعمهم.

اليست قمة المهزلة أن نشاهد مثل هذه المسرحيات الهزلية التي تستدر عواطف الآخرين بأشياء كاذبة وأخبار زائفة وملفقة؟ ما يثير الغرابة أن إعلام الدفع المسبق المأجور احتفى بهذه الفعالية وافرد لها مساحات خاصة في تغطيته للأحداث، بل استقدم معلقين للحديث عنها دون حياء أو خجل من البشر ولا من الله بما في ذلك وسائل الإعلام المتعاطفة مع العدوان والتي كانت قبل أيام قد نشرت ما جاء في الصحف البريطانية عن دور المملكة التي أفل نجمها، في تدريب الأطفال اليمنيين وتعليمهم على استخدام السلاح، إنه تناقص صارخ ومواقف مخجلة تفقد الصحافة مصداقيتها وتؤكد البعد الانتهازي النفعي من قبل هذا النوع من الإعلام.

وهنا نقول يا ساده كفى كذبا وزورا فالطرف الأخر الذي يقاتل في وطنه وعلى أرضه هو في موقع الدفاع عن النفس والكرامة وبالتالي من حقه استخدام إي وسيلة للقيام بأعباء هذا الدفاع خاصة إن لديه إمكانيات محدودة وذاتية مقابل أكبر وافتك ترسانة أسلحة تصب الجحيم على رأسه ،  إذن فهو في وضع الإنسان الذي هجمت عصابة إجرامية شرسة مسكنه فمن حق كل من في الدار ان يبادروا بالدفاع عن أنفسهم وهذه هي القاعدة تشرعن للطرف المدافع عن نفسه استخدام إي شي في المواجهة بما في ذلك الأطفال فهل يخجل هؤلاء ويعرفوا قواعد الحروب لكي يتعلموا كيف يديروا لعبة بعيدا عن إنفاق المال في ممارسات كاذبة لا تسمن ولا تغني من جوع على قاعدة (رمتني بدائها وانسلت)..

نسال الله لهم الهداية والعودة إلى الصواب ..والله من وراء القصد ..