القهوة اليمنية .. عبق التاريخ وذهب الحاضر والمستقبل
السياسية – ميادة العواضي
مدخل السعادة ودرة اليمن، تأتي محملة بعبق التاريخ وأمل المستقبل، تحمل رائحة اليمن السعيد وتاريخه العظيم، رفيقة الكثير والصديقة الوفية التي لا تخذل صاحبها فيظل مأسوراً برائحتها، تحمل في طياتها الرخاء والبركة، انها القهوة المرتبطة تاريخياً بالهوية اليمنية.
وفي سبيل الحفاظ على هذا الإرث العظيم، هناك جهود حثيثة للنهوض واستعادة مكانه اليمن في مجال البن، ويسجل الحضور المجتمعي حضوراً ملفتاً في سياق الترويج الداخلي والخارجي بهدف تطوير زراعة البن.
وفي سياق هذه الجهود يقام في أمانة العاصمة، فعاليات معرض صنعاء للقهوة والمهرجان التسويقي الأكبر للبن اليمني، التي تهدف الى التعريف بمنتجات البن وفرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين المشاركين.
يقول محمد عبد الرحيم الجابري الأمين العام لحراس البُن، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن مثل هذه الفعاليات من قبل الجهات المختصة في الزراعة، حكومية أو منظمات مانحة أو إعلامية، لها الأثر الكبير على المزارعين بالتوجه نحو زراعة البُن مع ضرورة تسهيلات الحصول على الشتلات والتوجيهات اللازمة للعناية والحصول على المحصول الجيد”.
ويتحدث محمد الجابري عن تزايد الاهتمام بالبن ورفع نسبة الوعي لدى المزارعين بإمكانية حصولهم على السعر العادل عالميا مقابل محاصيلهم، فقد تزايد عدد المزارعين الذين توجهوا نحو زراعة البُن بديلا عن زراعة القات.
وعن فكرة “حراس البُن” يقول الجابري “جاءت الفكرة من مجموعة من الشباب اليمني الذي قرر أن يكون مفيداً لمجتمعه وأن يستغل التفاعل الكبير الذي يحصل في وسائل التواصل الاجتماعي والأثر الذي تحدثه تلك المواقع، فكانت البداية من خلال ابتكار يوم للدعوة بشكل موحد إلى العودة إلى زراعة البن وإحياء الاحتفالات بـ”عيد موكا” وتم اختيار يوم 3 مارس ليكون هذا اليوم، باعتباره بداية الموسم الزراعي وبداية للربيع.
ويصف الجابري حراس البُن بانه “كيان إلكتروني” يعتمد على نشر ثقافة البن وتحفيز الشباب اليمني في الداخل والخارج للعودة إلى أمجاد اليمن السابقة، حينما كان محتكراً لزراعة وتصدير البن للعالم قبل أن يتم تهريب حبوب البن وزراعتها من قبل الهولنديين وكسر دائرة الاحتكار التي دامت لقرون.
ويضيف “لقد أحدث حراس البُن من خلال عدد من الفعاليات الدولية التي شملت أكثر من 30 دولة على مدى أربعة أعوام الأثر المرجو في أوساط الاتحادات الطلابية والجاليات اليمنية في العالم في نشر الوعي بالقهوة اليمنية كموروث يحمل الهوية الخاصة”.
يتحدث الجابري عن الأثر الفعلي الذي أحدثته مثل هذه الفعاليات على الصعيد المحلي، حيث حدث تفاعل كبير من قبل الجهات الحكومية التي قامت بعده قرارات كانت إيجابية في الاتجاه الصحيح لصالح المزارعين وتجار البُن، مثل:
– اعتماد اليوم الوطني لزراعة البن.
– منع استيراد البن وغلاته ومشتقاته ومنتجاته.
– التوجه بزراعة أشجار البن في ساحات الدوائر الحكومية والجامعات.
– مقترح إلى رئاسة الوزراء بـطلب اصدار قرار بكون القهوة المشروب الرسمي في الدوائر الحكومية.
وعن توصيف الصعوبات التي تواجه هذا الكيان، يقول الجابري أن الصعوبات المادية هي أكثر ما يواجه الشباب وقله التمويل وذلك لأن الشباب هم من يقومون بتلك الفعاليات والتي غالباً ما يعجزون عن توفير مستلزماتها بسبب ظروف الطلاب.
واشتهر البن اليمني أو القهوة باسم “موكا”، نسبة إلى ميناء المخا التاريخي، حيث تم عبره تصدير البن إلى بقية أنحاء العالم، وأصبح اسم “موكا”، ماركة عالمية للبن اليمني الأجود عالمياً، ويعد البن الأخضر ثاني أكثر المحاصيل الزراعية تداولاً في العالم.