السياسية:

مؤخراً، عقب قتل وإصابة أكثر من 100 فلسطينيّ، وإحراق عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية، في هجمات وحشية نفذتها العصابات الصهيونيّة، على بلدات في مدينة نابلس، بحماية ودعم قوات المستعمر العسكريّ الإسرائيلي، دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” صالح العاروري، الفلسطينيين إلى “النفير العاجل”، حيث يُصر كيان الاحتلال الغاصب على تجربة المُجرب وإعادة تكرار الأخطاء نفسها ما يُنذر بانفجارات لا يُحمد عقباها في الساحة الفلسطينيّة، في ظل توسيع سياسة منح رخص الأسلحة لعصابات المستوطنين، فيما تؤكّد الوقائع أنّ حسابات تل أبيب خاطئة بامتياز، حيث بات الفلسطينيون “جمر تحت الرماد”، مع إقدام الكيان الغاصب على خطوات تصعيديّة كثيرة ستؤدي لا محالة إلى انفجار “انتفاضة عارمة” ستغير الواقع الحالي ويمكن أن تكون أكثر مما يتخيل الإسرائيليون، مع تلك الحرب المباشرة التي أعلنتها حكومة العدو، وخاصة جنوب مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية).

منهجٌ إسرائيليّ إباديّ

كان واضحاً من اللحظة الأولى التي تحدث فيها المكتب الوطني أنّ وزير أمن الاحتلال الداخلي، جلعاد أردان، قد صادق على إجراء تعديلات بشأن حمل السلاح، تسمح لمليون مستوطن بالحصول على رخصة سلاح، تبيّن أنّ العدو الصهيونيّ غير مستعد لأدنى تغيير في منهجه الإباديّ ضد الفلسطينيين، لذلك صرح العاروري: “ندعو جماهير شعبنا المرابط في فلسطين المحتلة، إلى النفير العاجل والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه المجرمين، دعمًا وإسنادًا لبلدة حوارة ومحيطها، والتي ثأرت للشهداء والجرحى”، وذلك رداً على الجرائم الإسرائيليّة، حيث وصل الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين حدا خطيرا للغاية لا يمكن السكوت عنه أبداً، كما أن التاريخ والواقع يثبتان أنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن توقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة.

والدليل عل أن حكومة نتنياهو الفاشيّة تمارس العنف المفرط وتؤيّد ارتكاب المستوطنين اليهود جرائم الإعدام بحق أبناء فلسطين، هو دعم عصابات المستوطنين لقتل الفلسطينيين بشكل مباشر وبمختلف الطرق دون أيّ رادع قانونيّ أو إنسانيّ أو أخلاقيّ، في ظل ارتفاع احتماليّة تصعيد المواجهة مع الكيان الغاشم، في كل الأراضي المحتلة، بسبب ارتفاع حدة الإجرام والاستيطان الصهيونيّ والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينيّة لمصلحة المستوطنين في القدس والضفة الغربيّة، والتي قارب تعداد مستوطنيها 800 ألف مستوطن، وقيام  قوات الاحتلال والمستوطنين باستهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم.

وبالاستناد إلى ذلك، لا بد أن نشهد سلسلة جديدة من الهجمات وعمليات المقاومة في القدس والضفة الغربية، نتيجة الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة، حيث تؤكّد المعلومات أنّ حكومة العدو خفضت متطلبات حصول المستوطنين على رخصة سلاح ناري ضمن شروط أبرزها العيش في مستوطنة قريبة من جدار الفصل العنصريّ الذي يحد بين أراضي الـ48 و الـ67 المحتلة، في تطور خطير يعني السماح لأي مستوطن خضع لتدريب مشاة في مجال الأسلحة الناريّة بالتأهل للحصول على تصريح لاقتناء السلاح، الذي لا يستخدم إلا لقتل الفلسطينيين وترهيبهم في بلادهم المحكومة عسكريّاً.

“اليوم يوم شرف السلاح، وإن المقاومة هي سبيل الفلسطينيين الوحيد نحو رد العدوان والعربدة الصهيونية، والدفاع عن حقوقهم المسلوبة وصون مقدساتهم، وفي مقدمتها مسرى رسول الله؛ المسجد الأقصى المبارك”، عبارة شدّد عليها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” صالح العاروري، ولا شك أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة حكومة نتنياهو الفاشية، في الوقت الذي تعيش فيه فلسطين أوضاعاً متوترة للغاية وعمليات استهداف لأبنائها في مخيماتهم، ناهيك عن عمليات الإعدام الميداني واقتحام في المسجد الأقصى المبارك بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، حيث تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية أنه لا يوجد وقف لإطلاق النار مع الكيان الصهيوني المحتل وأن المقاومة مستعدة لخوض الحرب للدفاع عن الفلسطينيين ومقدساتهم إذا اشتدت جرائم العصابات الصهيونيّة، ما يشي بانفجار مخيف للأوضاع، بعد أن فتحت تل أبيب أبواب جهنم على نفسها من خلال منهج تسخين الأحداث ورفع مستوى الإجرام.

المقاومة الشعبيّة هي الحل

ما من أحد لا يعلم أن الواجب الوطني هو التحرك في طريق المقاومة الشعبية ضد الصهاينة من أجل تعزيز مكانة الشعب الفلسطيني، لأن الكيان الصهيوني وحكومته الفاشية لن يوقفوا سياساتهم وخططهم إلا بمقاومة شاملة، وبالفعل تُشير الوقائع على الساحة الفلسطينيّة  إلى أنّ القرارات التي تصدر عن الحكومة الفاشيّة في تل أبيب وداخل الغرف المغلقة لمسؤوليها العنصريين وأنّ الأمور تسير نحو المجهول، فجميعها تؤدي إلى استنتاج واحد لا غير، يتلخص في أنّ نتنياهو يريد القتل والدمار والحرب، وذلك في ظل تسارع المخططات الاستيطانيّة الصهيونيّة في الضفة الغربيّة المحتلة والقدس من أجل محاولة وسم هوية مدينة القدس كعاصمة يهوديّة لكيان الاحتلال الغاشم وقتل أيّ مساعٍ فلسطينيّة أو دوليّة لإقامة دولة فلسطينيّة في الأراضي المحتلة عام 1967.

وإن المطلب الشعبيّ الوحيد لهذا الشعب الرازح تحت نير الإرهاب الصهيونيّ، هو أن تؤدي المقاومة إلى تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني عاصمتها القدس الشريف، وخاصة أن مسلسل القتل والعربدة والاعتداءات الإسرائيلية بات مستمراً بشكل يومي، الأمر الذي بعثر الأوراق الأمنية كثيرًا، ورسخ نظرية الاحتلال الغاصب التي تعتمد على جر قدم المقاومة وأبناء هذا الشعب لجولة تصعيد جديدة ومختلفة قد تصل لحرب شعواء، ربما لا تقف عند حدود فلسطين.

وبما أن فلسطين تعيش بشكل كبير أوضاعاً متوترة للغاية وعمليات استهداف مكثفة لأبنائها هذه الأيام، تحذر فصائل المقاومة في فلسطين بشكل دائم من أن استمرار هذه الجرائم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويصل إلى حد مرحلة خطيرة للغاية، فالتصعيد الأمنيّ في القدس والضفة الغربية حذر منه مسؤولون إسرائيليون أيضاً، تحسسوا خطر تصرفات حكومتهم الطائشة على ما يبدو، في ظل السياسة الصهيونيّة العدوانية المتعلقة بالقدس والضفة الغربيّة.

ومع ارتفاع حدة الاعتداءات والإجرام والاستيطان الصهيونيّ والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينيّة لصالح المستوطنين الصهاينة، تدعو الفصائل الفلسطينيّة بشكل مستمر أبناء الشعب الفلسطينيّ في الضفة والقدس والداخل المحتل، لإشعال الأرض الفلسطينيّة المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال رداً وثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء العاصمة الفلسطينية والضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة، لأنّ قوات الاحتلال لا يمكن أن تكف عن قتل واستهداف وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم، وفقاً لما أثبتته الوقائع.

ختاماً، ستشهد الأيام والأسابيع القادمة ارتفاع الرد الشعبيّ والفرديّ على هذه الجرائم التي يرتكبها العدو، وإنّ الأراضي الفلسطينية أرسلت رسائل عدّة للمحتل، أثبتت فيها أنّ ثورة الشعب الفلسطينيّ لن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينيّة، وأنّ رد الشعب الفلسطينيّ الذي يتعرض للإبادة في أراضيه المسلوبة سيكون بشكل دائم مقاومة جديدة وانتفاضة متواصلة، لأن المقاومة هي الضمان الوحيد لردع الكيان الصهيوني المحتل عن هجماته وجرائمه ضد الفلسطينيين، في ظل اقتراب تحول الساحة الفلسطينيّة إلى “ساحة مقاومة” لردع العدوان الهمجيّ الذي لا يتوقف عن قتل المدنيين وتدمير مقدساتهم وتهديد أرواحهم، عقب تجربة مُرة مع الصهاينة وآلتهم العسكريّة رسّخت قناعة عند الفلسطينيين بأنّ أرواحهم مهددة ومطالبهم غير مسموعة، وعلى حكومة العدو أن تستعد لم هو آت بعد أن أوصلوا خلال سنوات احتلالهم رسالة للشعب الفلسطينيّ بأنّهم غير مستعدين سوى لسفك الدماء وسلب الأراضي.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع