الصحة الليبية: مقتل 25 وإصابة 80 في الاشتباكات جنوب طرابلس وموسكو مستعدة للوساطة
السياسية- وكالات:
قال متحدث باسم وزارة الصحة في طرابلس، الاثنين، إن القتال بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة 80 حتى الآن.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث قوله إن عدد القتلى يضم مقاتلين وأيضا مدنيين بينهم أسرة قتل كل أفرادها.
وأعلنت القيادة العامة للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي، إطلاق عملية للقضاء على الإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أواخر 2011 من انقسام حاد في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش بقيادةخليفة حفتر، بينما يدير المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج غربي البلاد، وهي الحكومة المعترف بها دوليا، إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
وكانت الأمم المتحدة قد أشارت مؤخرا إلى مؤشرات إيجابية بعد لقاء جمع السراج وحفتر، في أبو ظبي، حيث اتفقا على البحث عن حلول غير عسكرية وضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية. وأعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عن إقامة المؤتمر الوطني الليبي الجامع في الفترة بين 14 و16 نيسان/أبريل الجاري في مدينة غدامس، غربي ليبيا.
إلى ذلك استهدفت طائرة حربية بغارة جوية مطار معيتيقة، وهو الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس، الاثنين.
ونشرت إدارة المطار معيتيقة على حسابه في موقع “فيسبوك” تدوينة مقتضبة جاء فيها: “منذ قليل تم قصف مطار معيتيقة الدولي من قبل طائرة حربية”.
وأفادت “رويترز” وتقارير إعلامية محلية بأن السلطات في طرابلس اتخذت قرارا لإغلاق المطار وتم إيقاف جميع الرحلات منه وإليه بالتزامن مع إخلاء صالات الركاب بعد تعرضه للقصف.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الليبية أن المضادات الأرضية التابعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تصدت للطيران الذي شن الغارة.
من جهتها أعلنت “قوة حماية طرابلس” الموالية لحكومة الوفاق الوطني أن طيرانها يستعد “للرد” على قوات “الجيش الوطني الليبي” لقصفها مطار معيتيقة الدولي بعاصمة البلاد.
وتابعت “قوة حماية طرابلس”: “جار الآن تجهيز سلاح الجو التابع لرئاسة الأركان الجوية بحكومة الوفاق والرد عليهم بالمثل، دعواتكم فقط”.
من جهة أخرى أكدت مصادر تواصل الاشتباكات في محيط المطار وبالقرب من مدينة العزيزية، وسط تضارب الأنباء حول الجهة المسيطرة على مطار طرابلس الدولي، ومدينة العزيزية الاستراتيجية جنوب العاصمة طرابلس.
وذكرت مواقع إخبارية محلية، أن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة تجددت في ضواحي العاصمة الليبية الجنوبية بين وحدات تابعة للجيش الوطني، وقوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني.
هذا ونفت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ضمنيا نبأ تردد عن مغادرتها العاصمة طرابلس عن طريق البر نحو تونس، وشددت على أن البعثة الدولية تواصل عملها في هذه المرحلة الصعبة والحرجة.
وفي سياق متصل دعت ماريا ريبيرو المنسق الإنساني للأمم المتحدة في ليبيا الأطراف المتنازعة إلى تنفيذ هدنة إنسانية مؤقتة والالتزام بها من أجل إجلاء المصابين والمدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات الدائرة حول العاصمة الليبية طرابلس.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت أمس إلى فرض هدنة لمدة ساعتين من الساعة الرابعة إلى الساعة 6 مساء في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية، إلا أن أحدا لم يلتزم بها ولم يتم إجراء أي عمليات إجلاء.
وفي سياق متصل أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا تستخدم كل الإمكانيات المتاحة لحث جميع الأطراف في ليبيا على الامتناع عن التصرفات التي من شأنها أن تؤدي إلى إراقة الدماء.
وقال بيسكوف في تصريح صحفي، ، إن موسكو مستعدة للوساطة من أجل التسوية في ليبيا، مضيفا أن “الجانب الروسي يستخدم كل الإمكانيات المتاحة له لحث جميع الأطراف على التخلي عن أي أعمال قد تثير معارك دامية وتؤدي إلى مقتل مدنيين”.