السياسية- متابعات:

نشرت موقع “مودرن بوليسي” الأوروبي، الأحد، تقريراً يتحدّث عن العلاقات الألمانية الروسية، تحت عنوان “برلين لا تثق بواشنطن.. شولتز لا يثق بالولايات المتحدة”.

وفي التفاصيل، قال الموقع، إنّ إمكانية قبول ألمانيا إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا، أثار الأمل لدى واشنطن وأوروبا بأن تنتهي مشكلة التسليح في أوكرانيا بشكل نهائي.

وأشار إلى أنه بعد ساعات فقط من فتح المستشار الألماني، أولاف شولتز، الطريق أمام تصدير الدبابات الألمانية الصنع، تحول التركيز إلى من وماذا وأين ومتى يزود أوكرانيا بالطائرات المقاتلة.

ووفقاً لـ “مودرن بوليسي”، فإنّه “مرة أخرى، كان شولتز أول من ضغط المكابح، وحذّر مراراً وتكراراً في الأيام الأخيرة من مخاطر التصعيد، بينما أصرّ على أن الناتو بأنّه لن يتدخل بشكل مباشر في الصراع”.

واتّضح، بحسب التقرير، أن خوف شولتز الأكبر من التصعيد، هو أنّ الناتو، ولا سيّما الولايات المتحدة، لن يتدخل إذا قامت روسيا بالانتقام، كما تقول ألمانيا.

هذا القلق، وفقاً لمستشار للحكومة الألمانية، هو السبب في إصرار شولتز على أن توافق واشنطن على تزويد أوكرانيا بدبابات “M1 Abrams”، قبل أن يرفع المستشار حق النقض بشأن تسليم دبابات “Leopard 2” الألمانية الصنع، كما جاء في تقرير الصحيفة.

وقالت الصحيفة: بينما تدعو المادة 5 من معاهدة الناتو، أعضاء الحلف إلى دعم بعضهم البعض في حالة وقوع هجوم، فإنها لا تتطلب من الحلفاء الرد بالقوة العسكرية. بعبارة أخرى، لا يثق شولتز بالولايات المتحدة.

وفي الـ 24 يناير، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتجه إلى إرسال عدد كبير من دبابات “أبرامز إم-1” إلى أوكرانيا. وأوضحت أنّ تلك الخطوة قد تكون جزءاً من تفاهم دبلوماسي بين الولايات المتحدة وألمانيا، لتشجيع الأخيرة على إرسال دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا أو السماح لدول أخرى مثل بولندا بتزويد كييف بدبابات من هذا الطراز، مضيفةً أن هذا التوافق من شأنه حل خلاف بين الولايات المتحدة وألمانيا ودول أوروبية أخرى حول تزويد أوكرانيا بالدبابات.

وقبل هذا الإعلان، ذكرت صحيفة “Süddeutsche Zeitung”، نقلاً عن مصادر مطلعة، أنّ المستشار الألماني، أولاف شولتس، مستعد للسماح بتزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد – 2″، شرط أن تزود واشنطن كييف بدبابات “أبرامز”.

وبالتزامن مع هذه التصريحات، أعلنت النائبة الألمانية من حزب اليسار، سيفيم داغديلين، أن “الولايات المتحدة بدفعها لألمانيا على تزويد كييف بالدبابات، تجبرها بهذه الصورة على التضحية بنفسها في الصراع ضد روسيا”، قائلةً: “يتزايد الضغط الشعبي لإرسال الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا. هذا ما تريده الولايات المتحدة. لكن هذه الخطوة ستصبح خطأً تاريخياً”.

ومن جهته، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أنه “تم تجهيز حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار يورو”. وأكد: “يجب ألاّ يكون الناتو جزءاً من الصراع في أوكرانيا”. كما قال بيستوريوس إنّه “بإمكان الدول التي تملك دبابات ليوبارد إرسالها إلى أوكرانيا، ولن نعارض ذلك”.

وتحدثت مجلّة “بوليتكو” الأميركية عن موافقة الحكومة الألمانية على تسليم دبابات ليوبارد 1 القديمة إلى كييف عبر مورد أسلحة خاص، قائلةً: إنّ ألمانيا “منحت موافقتها على خطط صانع الأسلحة الألماني راينميتال (Rheinmetall) لبيع 88 من دبابات ليوبارد القديمة إلى كييف، بمجرد إصلاحها، بتكلفة إجمالية قُدرت بأكثر من 100 مليون يورو”.

كما لفتت المجلّة إلى أنّ هذه الخطوة تشير إلى “انعكاس” سياسة برلين بشأن إرسال الدبابات لأوكرانيا، لكنها قد تخلق مشكلات، لأن دبابات “ليوبارد 1” لم تعد تنتج، كما أنّ مواصفاتها مختلفة عن “ليوبارد 2” الأحدث.

كما تخطط برلين في المرحلة الأولى توفير سرية من 14 دبابة من احتياطيات القوّات المسلّحة الألمانية. بالإضافة إلى ذلك، أعلن ممثل عن مجلس الوزراء الألماني أنّ “برلين ستمنح الإذن بإعادة تصدير دبابات (ليوبارد 2) الألمانية إلى أوكرانيا، من تلك الدول التي تخطط لعمليات التسليم من مخزونها”.

ومقابل هذه التصريحات، احتشد مواطنون ألمان في مدينة ميونيخ رافضين نقل الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا، ونزلوا إلى الشوارع في المدينة احتجاجاً على توريد الأسلحة إلى كييف، ورددوا شعارات مناهضة للحرب، وطالبوا بحل دبلوماسي للأزمة.

وتسعى الدول الغربية، من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إلا أن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن العمليات العسكرية في دونباس لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع المهام المطلوبة منها.

وأكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أيّ شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا، ستكون هدفاً مشروعاً للقوات الروسية، محذراً دول “الناتو” مما وصفه بـ “اللعب بالنار”، فيما أشار الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إلى أنّ ضخ الغرب أسلحة إلى أوكرانيا، لن يسهم في إنجاح أي مفاوضات روسية-أوكرانية، وإنّما سيكون له تأثير سلبي عليها.

  • المصدر: الميادين نت
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع