مجزرة سعوان
أحمد يحيى الديلمي
اقتحتمتنا مجزرة سعوان من كل الجهات اخترقت شرايين القلوب ونخاع العظم وخلايا الذاكرة تشربنا امواج الحزن اختلط الحزن بالغضب والوعي بالخوف تعاظمت رغبات ابناء شعبنا البسطاء في كسر الجبس الذي سجن العالم في زاوية اللامبالاة وشرخ الاحساس بالآدمية كأن العالم يتعمد اهانة البشر بعد ان سادت حالات الترهل والاسترخاء وتجارة الاوهام ،الليل الحالك يتمدد يتغذى بخطوط واهنة من اسفار الماضي البغيض المتدثرة بأفياء قبلية عابرة يتصاعد معها فحيح الحقد في اعين بدو الصحراء بعد ان فقدوا الوان وجهوهم المألوفة .
تقدمت من احدى الجريحات التي طالتها شظية الصاروخ قطفت من شفاها كلمات قذفتها في وجوه الحشود (حقراء تافهون) نظرت الى دموعها المنسابة مسحتها برفق ارسلت نظرتها المحملة بالالم نحو شاشة التلفزيون وهي تشاهد المدعو هادي وتصرخ عن أي شرعية يتحدثون عن رجل قسمات وجه كتلة من التناقضات ،جسده المترهل يوحي لمن يراه انه قد تفسخ منذ زمن كان احد الامراء واقفا الى جواره احس بنظرات الفتاة حرك يده الى جيب الثوب المتخم باوراق البنكنوت اهدى اليها رزمة ليوحي للآخرين انه حل المشكلة .
تضاعف الرفض داخل الفتاة قالت وهي تبكي بمرارة ما جدوى هذا المال المدنس من رجل بلا ادميه عقلة وقلبه متصلان بهذه الاوراق اتسع نطاق المناطق الرمادية اجتمع البشر ذات اللون الاشقر والاصفر والابيض جميعهم ضالعون في الجريمة وتخمة المترفين تتوغل في اجساد البسطاء الجياع صفقات الاسلحة تستوعب المليارات من الدولارات وهم ينامون على كسرة خبز تسد الرمق كل ما اقترفوه من ذنب انهم يعشقون النهار في زمن اختلطت فيه الاوراق وتعددت المعايير وخلقت معايير جديدة جعلت الانظمة التي تدعي الحرية وحماية وحقوق الانسان تقلد الانظمة الاكثر تخلفا.
هيمنة المنافع بدافع غزيزي جعل المصلحة معيار وحيد للتفاضل وحالة الانسحاق تتمدد في ظل المناورات السياسية والسباق المحموم للفوز بما تبقى من فتات الكعكة السعودية من جديد يتعاظم الغضب والاشلاء الممزقة هنا وهناك والناس ينساقون نحو تجارة الاوهام والضحك على الدقون ، المجزرة بكل بشاعتها لم تكن سوى نموذج متواضع لمجازر اخرى اكثر بشاعة الان ان كونها تتم في اوضاع الحديث عن اتفاق السويد ومساعي السلام ادمى القلوب وخيب امال اليمنيين في المواقف الصادرة عن الدول والمنظمات وكشف عن زيف المواقف السياسية فأكدت هذه المجزرة ان المشاعر الانسانية تقلصت ومفردات حقوق الانسان تبدلت وتغيرات دلالاتها في ظل طغيان المصالح والبحث عنها بكل الوسائل وليغرق الاطفال في وحل الهزائم اللانسانية وتموت النساء تحت انقاض المنازل المهدمة في ليالي الغياب للمعاني الانسانية باتت المصلحة هي سيدة الموقف والليل له صوله تغطي مساحة احلام البسطاء وتظل الضحيات حكرا على عشاق النهار مهما تعددت المجازر واتسعت التضحيات فأن للنهار اشراقة ستمحي كل هذه المآسي وسيظل الابناء يمجدون باعتزاز وفخر بطولات الافذاذ من يدحضون المعتدتين في كل جبهات القتال ظلت الفتاة تصرخ ببعض الكلمات وتردد لماذا لاتذهبون الى ميادين الوغى والتضحية ما ذنب الاطفال في المدارس والنساء في المنازل انها بداية الملحمة فعلا كل مجزرة يرتكبها العدوان لاتمثل سوى ملحمة من الاعتزاز بالنفس والاستبسال والتحدي وان النصر لقريب بإذن الله .
والله من وراء القصد ،،،،