هل شرق آسيا هي “أوكرانيا الغد”، وما المهمة السرية للناتو ؟
السياسية- متابعات:
يواصل الامين العام لحلف الناتو ينيس ستولتنبرغ جولته في شرق آسيا وتحديدا في كوريا الجنوبية واليابان حيث تستمر الجولة 4 ايام (بين 29 يناير والاول من فبراير) ويبدو ان الهدف المعلن من الجولة وهو تعزيز علاقات الحلف مع سيئول وطوكيو هو للتغطية على اهداف سرية مريبة تتعلق بالطموحات الاميركية لاشعال حرب في شرق آسيا مستقبلا.
قضية الصين وحرب أوكرانيا أهم قضية على جدول اعمال ستولتنبرغ في هذه الجولة ، فالمساعي جارية لجر الحليفين الآسيويين بشكل اكبر نحو التورط في الحرب الأوكرانية وتشديد التنافس مع الصين التي سيتم استهدافها وفي الحقيقة يقوم ستولتنبرغ بتنفيذ مهمة سرية للناتو في جولته الحالية.
الأمين العام للناتو دعا من سيئول، كوريا الجنوبية الى ابداء دعم عسكري اكبر لأوكرانيا وأضاف ان هناك الان حاجة مبرمة وبشكل فوري للذخائر الحربية.
وكان ستولتنبرغ قد ادلى بتصريحات قبيل توجهه الى سيئول وطوكيو بكلام معسول لكوريا الجنوبية واليابان، وخطير بالنسبة للعالم حيث قال: الصين وروسيا وكوريا الشمالية لديهم اسلحة نووية لكن حلفاء الناتو لا يمتلكونها “وهذا وضع خطير بالنسبة للعالم !”
تصريحات ستولتنبرغ في كوريا الجنوبية تشير الى وجود مخطط توسعي للناتو وتدخلاته في شرق آسيا بهدف التضييق على الصين واحتوائها حيث تكلم ستولتنبرغ عن ترابط الاحداث بين اوروبا واميركا وباقي العالم وضرورة ادارة الازمة بالتعاون مع آسيا.
واشار ستولتنبرغ الى تعاظم القدرات الصينية قائلا انها مدرجة بشكل خاص على جدول اعمال الناتو قائلا انه يجب مخاطبة الصين بشأن تجارة الاسلحة والتغييرات المناخية وغيرها.
واذا تم وضع تصريحات ستولتنبرغ الى جانب التصريحات الأخيرة لقائد قيادة الحركة الجوية الأميركية الجنرال مايك مينهان بشأن الصين (توقع نشوب حرب كبرى مع الصين في عام 2025) يمكن اكتشاف الأفكار الخطيرة التي تدور في رأس هؤلاء، وقد ايد النائب عن ولاية تكساس الاميركية مايكل ماك كال كلام هذا الجنرال الأميركي.
وربما يمكن الربط بين كلام هؤلاء والتصريح الغريب لرئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الذي قال بأن ” شرق آسيا ستكون اوكرانيا الغد ” .
ويعتقد الخبراء ان التدخل الاميركي المباشر لاشعال الحرب الاوكرانية ودعم اوكرانيا بشكل مباشر امام روسيا لاحتواء واضعاف موسكو ستليه خطوة اميركية اخرى وهي اشعال حرب اخرى في شرق اسيا بعد التقاط الناتو لانفاسه قليلا في اوكرانيا ، والهدف هذه المرة احتواء واضعاف الصين ، لقد سعت اميركا منذ العام الماضي الى النفخ في نيران الازمة التايوانية وكذلك التحرش بكوريا الشمالية لاحداث المزيد من التوتر، واستخدام أداة الناتو للاغرار بكوريا الجنوبية واليابان وجرهما نحو زيادة الميزانية العسكرية وتوسيع القدرات الحربية لاستخدامها كعناصر مؤثرة في الاصطدام المحتمل والقادم مع الصين.
ستولتنبرغ قال في سيئول ان ما يجري في آسيا والمحيط الهندي واوقيانيا هام بالنسبة للناتو.
لقد شارك رئيس الوزراء الياباني والرئيس الكوري الجنوبي في قمة الناتو في يونيو الماضي في مدريد وادعيا هناك بان بلديهما يهددهما العدوان الروسي ولذلك فانهما تتجهان اكثر نحو حلف الناتو.
وهناك خلافات حدودية بين اليابان وروسيا في البر والبحر كما ان كوريا الجنوبية تتوجس خيفة من الدعم الروسي لكوريا الشمالية، وباتت سيئول وطوكيو تتخذان هذه الخلافات ذريعة للارتماء اكثر في احضان الناتو، لكن الحقيقة هي ان السبب الرئيسي هو مواجهة الصين والتوتر مع بكين والذي تذكيه تدخلات حلف الناتو واميركا ، لان الناتو وأميركا ايضا يخلقان الذرائع للتحرش بالصين من اجل ايجاد طريق لاحتوائها، وقد شكلت قمة الناتو في مدريد فرصة جيدة لإذكاء العداء للصين والتحريض على التحرك ضدها .
لقد اتفقت كوريا الجنوبية وحلف الناتو في صيف 2022 على اطلاق “شراكة وتعاون استراتيجي جديد” يضاف الى التعاون الامني والعسكري الموجود اصلا بينهما ، وقد افتتحت كوريا الجنوبية قبل شهرين من الان مكتب تمثيل رسمي لها في مقر حلف الناتو.
لقد اورد موقع غلوبال تايمز الصيني مؤخرا ان اليابان تسعى بقوة الى تبرير زيادة ميزانيتها العسكرية بذريعة الاخطار والتهديدات الخارجية لكن في الحقيقة فان من يعرض امن المنطقة للخطر عبر الانسياق خلف السياسات الاميركية ، هي اليابان.
هذه التحركات اليابانية يجب وضعها تحت المنظار، فاذا استمرت طوكيو في اتباع السياسات الاميركية في ىسيا واوقيانيا ونذرت نفسها لخدمتها من اجل خلق المشاكل يمكن ان تصبح هي أيضا ضحية للسياسات الأميركية او حتى ضحية لاوكرانيا.
ان جملة “شرق آسيا، اوكرانيا الغد” باتت تتردد كثيرا على لسان رئيس الوزراء الياباني ، والرسالة واضحة ، ان “كيشيدا” يريد جر الاميركيين والناتو من التركيز فقط على اوروبا لمواجهة روسيا، نحو المواجهة مع الصين واعتبارها التحدي الأكبر القادم والمواجهة معها بشكل مشترك.
ذكرت الاذاعة الفرنسية يوم الأربعاء الماضي ان طوكيو وواشنطن قد شكلتا “تحالفا استراتيجيا” لمواجهة الصين.
ان رئيس الوزراء الياباني يسعى ايضا لحث الاوروبيين على تعزيز علاقاتهم العسكرية مع اليابان .
ان تبادل الزيارات الآخذ في الارتفاع بين المسؤولين اليابانيين والكوريين الجنوبيين وبين مسؤولي الناتو والمسؤولين الاميركيين ، يهدف الى جر منطقة شرق اسيا نحو المواجهة والهدف الرئيسي هو احتواء الصين وهناك ذريعة مناسبة اسمها تايوان وستمثل الشرارة لانطلاق المواجهة ، لكن اتباع سياسة الصمت والصبر الاستراتيجي الصيني يجب ان لا يعتبره الاميركيون والناتو بأنه سيستمر حتى النهاية، وهؤلاء على علم بالابعاد الخطيرة لغضب التنين الصيني.
- المصدر: وكالة أنباء فارس
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع