كيف تخطط واشنطن لإبعاد أنقرة عن موسكو وعرقلة انفتاحها على دمشق؟
السياسية:
تنظر واشنطن بعين الريبة للتطورات المرافقة لقدرة موسكو على استمالة أنقرة إلى أهدافها في عدد من الملفات الهامة وتحديداً في سوريا حيث استطاعت جمع وزيري دفاع كل من سوريا وتركيا في موسكو مع وزير الدفاع الروسي الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن فسعت إلى عرقلة تقارب تركيا مع روسيا وفرملة انفتاحها على دمشق وفق خطوات ومسارات متعددة ومتوازية حاولت من خلالها التوفيق بين تركيا وما يسمى الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا دون إغفال لدور المجاميع المسلحة التي تدور في فلك كل من واشنطن وأنقرة.
تعطيل على عدة مراحل
أكد نائب الأمين العام لحزب الشباب الوطني للشؤون السياسية والإعلامية المعارض د. خالد كعكوش أن وجود نوع من التقارب بين كل من تركيا وروسيا وسوريا عبر اللقاءات الأمنية التي جرت بين الدول ولقاء وزراء دفاع البلدان الثلاثة في موسكو جعل الأمريكي يدخل بقوة على خط التعطيل.
وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار كعكوش إلى أن “واشنطن بدأت مسعى التعطيل على عدة مراحل، فذهبت إلى طرح منفذ عبر كردستان العراق لتؤسس لفتح قنوات للتواصل بين المناطق الخاضعة لتنظيم قسد والتنظيمات المسلحة في الشمال حيث تتفق هذه القوى المختلفة على رفضها التقارب السوري – التركي بأي حال من الأحوال”، مضيفًا أنه “لا يخفى أيضًا توالي ظهور الأصوات المعارضة لهذا التقارب من داخل البيت الابيض وتعبير واشنطن عن دعوتها لدول العالم إلى عدم التطبيع مع دمشق فضلاً عن مراجعة علاقات الولايات المتحدة مع تركيا وتهديد بايدن بتدمير الاقتصاد التركي ورفع عصا العقوبات في حال التقارب التركي السوري”.
ولفت كعكوش إلى أن “واشنطن بدأت أيضاً محاولة تعطيلية من نوع آخر، حيث سعت في هذا الإطار إلى احتواء الموقف التركي متبعة سياسة العصا والجزرة حيث بدأت الكلام عن عرض أمريكي سيقدم لتركيا في استكمال لمبادرة كان قد طرحها السفير جيمس جيفري تقضي بالاستجابة (قدر الامكان) للمطالب التركية المتعلقة بالمناطق التي يسيطر عليها تنظيم قسد وكانت ذروة هذا المسعى قد ظهرت في لقاء وزيري خارجية تركيا وامريكا حيث تم طرح توسيع عضوية تركيا في الناتو بالاضافة لصفقة طائرات F16 تنوي امريكا بيعها إياها. والتقى مؤخراً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة واشنطن، في إطار الاجتماع الوزاري الثاني للآلية الإستراتيجية بين البلدين، وشملت المحادثات توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكذلك صفقة بيع تركيا مقاتلات F-16”.
وشدد كعكوش على أنه “رغم ما يظهر من استغلال تركي جيد للعلاقات والجغرافيا وخباثة واضحة في السياسة التركية إلا أن التركي في مأزق عليه أن يحسب فيه كافة خطواته ليتمكن من الخروج بأقل الخسائر، اذ لا اعتقد بأن خباثة التركي ستعفيه من تقديم التنازلات في كافة الملفات ومع كافة الجهات لانه مأزوم داخلياً ومقبل على انتخابات داخلية قد تقلب كافة الموازين رأساً على عقب”.
محدودية المناورة التركية
وأضاف كعكوش أن “التركي لن يكون قادرًا على ازعاج الروس والسوريين بمثل عدم قدرته على ازعاج الامريكي وهنا تكمن العقدة التي عليه العمل لحلها. فهو مقبل على حدث داخلي سيكون فيه لهذه القوى الثلاثة تأثير كبير واستطيع القول أن المؤثر الابرز في هذه المعادلة هو السوري وتحديداً القرار الذي سيتخذه الرئيس الأسد تجاه تطور العلاقات مع تركيا ورهنه بالتنفيذ التركي للطلبات السورية”.
وشدد على أن “السوريين عموماً ليسوا ضد أي تقارب بين سوريا وتركيا فالسياسة فن الممكن ولا يوجد عدو دائم. وانما تطبيع العلاقات اذا لم يصب في المصلحة السورية ليس له من داع في هذا الوقت”، مشيراً إلى أن تأجيل الملف الى ما بعد الانتخابات التركية قد يكون احد الحلول المجدية في حال عدم جدية التركي في تنفيذ الطلبات السورية.
على قسد اتخاذ القرار الوطني
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي وموقف قسد المتنقل من الحضن الأمريكي الى السعي للتفاوض مع الحكومة السورية شدد كعكوش على أنه على الاخوة الكرد حسم هذا الامر وعدم السماح باستخدامهم كورقة ضغط من قبل الامريكي الذي سيتخلى عنهم عند أول مفترق طرق، مشيرًا إلى أن الادارة الذاتية ليست الخيار الأمثل لسوريا وانما هو تطوير قانون الإدارة المحلية الذي يحقق ارضاء لكافة المحافظات السورية عبر اللامركزية الادارية وتطبيقها بشكل حقيقي وفاعل.
المصدر: العهد الاخباري
المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع