أحمد يحيى الديلمي —-

الحقيقة أن قيادة المسيرة القرآنية تعاطت مع حادثة استشهاد المرحوم الرئيس صالح الصماط بذكاء خارق وقدرة فائقة على خلط الأوراق والتمويه ، بحيث أربكت المخابرات الأمريكية وفضحت زيف إدعاءاتها عن قدراتها الخارقة في التجسس ورصد المعلومات وكانت الأساس في الكشف عن الفاعل الحقيقي لما جرى ، وهذه هي التفاصيل التي تؤكد ضلوع أمريكا في الجريمة البشعة ..
في السادس من إبريل 2018م أعلنت جريدة الوطن السعودية في تغريدة لها أن قوات التحالف استهدفت بغارة لها في الحديدة قيادي حوثي ذكرت أنه الشيخ ضيف الله رسام ، إلا أن الخبر لم يلقى إي صدى لأن الرجل ظهر في نفس المساء في احتفالية بصعدة فنفى ذلك التسريب الخبيث لأن قنوات العدوان تحاشت الوقوع في الخطأ كعادتها دائماً في الإعلان عن انتصارات لا وجود لها ثم تكتشف أنها مجرد نكته سمجه ، كما حدث مع موضوع الرئيس الشهيد الصماط في إحدى مناطق حجة ، لذلك فقد استطاعت القيادة الوطنية خلق حالة إرباك وارتياب لدى المخابرات الأمريكية ولجنة الخبراء المشتركة المعنية بتبادل المعلومات بين أمريكا وما يسمى بقوات التحالف باعتراف قيادات في البنتاغون الأمريكي ، فإن الإعلان المتأخر عن خبر استشهاد الرئيس الصماط نزل على رؤوس الأعداء كالصاعقة فبادرت إحدى المجلات الأمريكية المقربة من صناعة القرار إلى إعلان أخبار مضللة أفادت بأن الطائرة المسيره التي استهدفت الرئيس الشهيد الصماط وكذلك الصواريخ التي أطلقت على الموكب صناعة صينية زودت بها الصين دولة الإمارات العربية المتحدة لنفي التهمة عن الجانب الأمريكي وإلصاقها بدولة الإمارات ، وهي محاولات بائسة استهدفت التنصل من الجريمة البشعة والتغطية على فضيحة أمريكا في الجانب الاستخباراتي والمعلومات الخاطئة التي ترسخت في ذهنيات البشر عن القدرات الخارقة لهذه الدولة .
يعني أن الوقائع التي أسلفنا كشفت عن حالة التخبط التي وقع فيها الجانب الأمريكي وكيف أن فريق الإعلاميين التابع للأعداء انساق إلى نفس المزالق وتعاطى بهوس مع الموضوع عقب الإعلان الرسمي عنه ، فكشف الجميع عن طبيعة الشذوذ الفكري الذي سيطر على العقول وجعلها تتخطب وتختلق أحداث وتفاصيل وخلفيات لا وجود لها إلا في أذهان من يفصح عنها ، المهم أن الحقيقة ما لبثت أن تجلت عبر وسائل إعلام أمريكية ومصادر مقربة من دائرة صنع القرار أوضحت أن أمريكا لا يمكن أن توكل إلى أيٍ من دول التحالف مهمة إطلاق الطائرات بدون طيار بما في ذلك السعودية والإمارات وأنها وحدها تتفرد باستهداف قيادات القاعدة في اليمن ، وأضافت نفس المصادر أن أمريكا أرسلت خبراء إلى حدود السعودية مع اليمن قبل عشرة أيام من حادثة الاغتيال لدعم الجيش السعودي في مواجهته مع الحوثيين حسب وصفها مشيرة إلى أن الفريق يضم خبراء في إطلاق الطائرات المسيرة لاستهداف القيادات الحوثية ، من هذه المعلومة نُدرك أن النية كانت مُبيتة والاستعداد مُسبق لاقتراف الجريمة البشعة ، ثم تجلت الحقيقة أكثر من خلال تصريحات مماثلة كشفت عن دور أمريكا فيما جرى ، وكل هذه الوقائع لم تشكل أي مفاجأة بالنسبة لنا كيمنيين ، لأن الجميع أدرك من أول وهلة للعدوان أن التخطيط والأسلحة أمريكية بريطانية إسرائيلية ، وبدأت حملة شعبية كبيرة في اليمن بعنوان “أمريكا تقتل الشعب اليمني” من وقت مبكر ، ومنذ تأكدت القيادة السياسية والشعب اليمني أن أمريكا هي مصدر الشر والعدوان على اليمن ، وأن أبناء جلدتنا ما يسمى بالتحالف العربي ليسوا سوى حلقة ساذجة في لعبة دولية قذرة سيحترقوا بنارها في الأخير وتتهاوى عروشهم في نهاية المطاف إنشاء الله ، بينما سيظل الشعب اليمني شامخاً قوياً متمسكاً بقيمه ومبادئه وأخلاقه السامية محافظاً على سيادته واستقلاله .
وهنا تكمن الحقيقة فأولئك انبطحوا ووصلوا إلى حد الذل والهوان واليمنيين يزدادون قوة وتحدي مع مرور الأيام وإن كانت المواجهة شرسة وإمكانيات الأعداء كبيرة لا تقارن مع إمكانياتنا البسيطة ، إلا أننا كيمنيين واثقين بالله ونصره وبقدراتنا الذاتية وبحنكة القيادة السياسية ، ما ليقبل الكل أن الاغتيال كان سياسي بامتياز يتنافى مع ابسط القوانين والأعراف الدولية وسيتحمل الفاعل المسئولية الجنائية عنه إن لم يكن اليوم فغداً ، وعلى أمريكا أن تدرك بأن دماء الرئيس الشهيد الصماد الزكية ستظل تغلي في عروق اليمنيين وتتحول إلى حمم وبراكين تفجر الأرض تحت أقدام المعتدين إنشاء الله ، وإن هذا اليوم بات قريباً في ظل الصمود وقوة الإرادة والتحدي .. والله من وراء القصد ..