السياسية:

قالت الكاتبة الفرنسية والباحثة المعروفة في الغالب بعملها في الشرق الأوسط واليمن على وجه الخصوص “هيلين لاكنر” إنها تتابع وتحلل تطور البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية.

وأكدت أن في كتابها الجديد الذي حمل اسم “اليمن-الفقر والصراع” أنها وضعت المجتمع اليمني دائماً في قلب نهجها، بدلاً من المصالح الجيوسياسية أو المساومة بين النخب.. تتميز باهتمامها بالناس العاديين وسبل عيشهم.. وتناولت على وجه الخصوص قضايا الاقتصاد الجزئي الريفي والحضري، ومستوى المعيشة، وندرة المياه، والتنمية.

وأفادت أن كتابها هو مساهمة أساسية في كسر الصمت المحيط بالصراع اليمني.. وهكذا فأن اليمن يتتبع الفقر والصراع الذي يسترجع التاريخ الحديث للبلاد من سوء تخصيص الموارد وسوء إدارة المؤسسات العامة والسياسات الاقتصادية النيوليبرالية والفساد الهائل.

وذكرت أن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، قد جمع مليارات الدولارات خلال فترة حكمه التي استمرت 33 عاماً حتى أطاحت به انتفاضة شعبية في عام 2012.

وأوردت أن الاختفاء السياسي لصالح وقتله في عام 2017، لم يسمحا له بإعادة هذه المبالغ الكبيرة إلى السكان اليمنيين.. ومع ذلك أبناء وأحفاد الحاكم الساقط يديرون ثروته حالياً.. الأرض والممتلكات التي يسيطر عليها أفراد عائلته في العواصم الغربية والإمارات ليست سوى قمة جبل جليدي.

وتابعت أن هذا يرمز إلى إحدى المشاكل العديدة التي يواجهها اليمنيون من حيث توزيع الثروة والميزانية الوطنية والاقتصاد اليمني.. وأن هناك كانت صراعات ومقاومة ضد الوجود العسكري العثماني في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.. كما انتهى الاستعمار البريطاني في عدن منذ منتصف القرن التاسع عشر في عام 1967.

الكاتبة رأت أنه في خضم الحرب الحالية ترى الجهات الفاعلة والمشاركة في الحرب وعلى وجه الخصوص السعودية، قوات صنعاء العدو الرئيسي لها، تمكنت حكومة صنعاء وقواتها من السيطرة على العاصمة اليمنية.. وهذا يسلط الضوء على فشل الاستراتيجية العسكرية للحكومة السعودية وحلفائها المحليين أو الدوليين.

وفي جميع أنحاء اليمن: الفقر والصراع، تقدم هيلين لاكنر تاريخ البلاد كحالة فشل في بناء دولة وتقسيم شعب.. ويرجع ذلك جزئياً إلى السياسات الاقتصادية غير المدروسة.. ومع ذلك يوثق تاريخ انضمام اليمن إلى السياسة الدولية ومسؤولية النخب في البلاد في أزمة دائمة بدأت قبل فترة طويلة من الحرب الحالية.

علاوة على ذلك تظهر لاكنر أنه خلال عملية تاريخية طويلة من تشكيل الدولة القومية، قام القادة الوطنيون والقوى الدولية بإجراء العديد من التشخيصات الخاطئة للوضع في اليمن، والتي كانت مكلفة لتنميته.

ويصف الكتاب أيضا تأثير السياسات الاقتصادية النيوليبرالية على المجتمعات وسبل العيش في المراكز الريفية والحضرية.

وتطرق الكتاب إلى أن أمراء الحرب يستفيدون من القتال بقدر ما يستفيدون من تقديم المساعدات الإنسانية.. وانتهت مؤخرا هدنة دامت ستة أشهر واستمر العنف.. إن الفقر وتدمير الهياكل الأساسية الاجتماعية يزدادان سوءا.

ويختتم الكتاب ببعض الاقتراحات البناءة، حيث يبرز أهمية المبادرات المحلية وضرورة مشاركة جيل جديد من القادة اليمنيين “وكذلك الشركاء الإقليميين والدوليين” بشكل بناء معهم.

وأضاف: بالنسبة لأولئك الذين يريدون الحصول على فكرة واضحة عن الاتجاه الذي يمكن أن تتخذه البلاد، فإن اليمن: الفقر والصراع قراءة أساسية.

المصدر: موقع صحيفة “كونتر بوان” الفرنسية ـ عرب جورنال
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع