السياسية – وكالات:

كشفت صحيفة “بلومبيرغ” الليلة الماضية، أنّ المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة في أوروبا تؤدي إلى فقر الطاقة في العالم النامي.. مؤكدة أنّ “أوروبا تمتص الغاز من الدول الأخرى مهما كان الثمن”.

وقالت الصحيفة في مقال حديث لها: إنّه “من أجل الاستغناء عن الغاز الروسي، تشتري أوروبا الوقود الذي كان يذهب إلى الدول النامية”.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم: إنّ الغاز الطبيعي المسال سوف يكون “للبلدان المتقدمة ” مع وجود بقايا “للدول النامية”.

وأوضحت الصحيفة، أن “الفواتير ستكون مرتفعة، لكن أوروبا ستنجو في الشتاء، لقد اشترت ما يكفي من النفط والغاز.. وستتحمل أفقر دول العالم تكاليف أكبر بكثير، لقد تم استبعادها من سوق الغاز الطبيعي بسبب الطلب الأوروبي النهم فجأة”.

وأضافت: “لقد تُركت بلدان الأسواق الناشئة غير قادرة على تلبية احتياجات اليوم أو احتياجات الغد، ويمكن أن تمتد العواقب الأكثر احتمالية – إغلاق المصانع ونقص الطاقة بشكل متكرر وأطول أمداً وتأجيج الاضطرابات الاجتماعية – إلى العقد المقبل”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ “محور القضية هو استجابة أوروبا لتقليص إمدادات الوقود والحرب في أوكرانيا، وبعد انقطاعها عن الغاز الروسي، تحولت الدول الأوروبية إلى السوق الفورية، ومع ارتفاع الأسعار، قام بعض موردي جنوب آسيا بإلغاء عمليات التسليم المجدولة منذ فترة طويلة لصالح عوائد أفضل في أماكن أخرى”.

وقالت: إنّ المصدرين في قطر والولايات المتحدة يقومون الآن بتقديم عروض للمستوردين الأوروبيين الذين يتطلعون لشراء الوقود لملء السعة الجديدة.. فلأول مرة، تضطر الدول النامية مثل باكستان وبنغلاديش وتايلاند إلى التنافس في الأسعار مع ألمانيا والاقتصادات الضخمة الأخرى.

ويذكر أن موردو الغاز الطبيعي المسال يخشون من أن هذه الدول لن تكون قادرة على الدفع مقابل عمليات التسليم الموعودة. في وقت يتم تسعير الوقود بالدولار الأميركي، وتبلغ تكلفة الشحنة الواحدة حالياً نحو 100 مليون دولار.

وقالت الصحيفة في ختام مقالها: “لقد أدى نقص الطاقة بالفعل إلى تقريب العالم الناشئ وروسيا من بعضهما البعض، وكانت روسيا أكثر من سعيدة بتقديم الوقود لباكستان والهند وآخرين ممن تم استبعادهم من السوق الفورية.