كابوس الحرب الأهلية يؤرق الأميركيين.. والسيناريو مختلف عن الحروب السابقة
السياسية :
نشرت صحيفة “الغارديان” مقالة للكاتبة باربرا والتر قالت فيها “إنّ الشعب الأميركي يتحدّث بشكل متزايد عن الحرب الأهلية”، وأشارت إلى أن استخدام عبارة “حرب أهلية” على موقع “تويتر” ازداد بنسبة 3000 % عقب قيام الـ “FBI” بتفتيش منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بولاية فلوريدا.
الكاتبة وهي صاحبة كتاب “كيف تبدأ الحروب الأهلية وكيفية إيقافها”، أضافت أن “الأميركيين من أنصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري أصبحوا يرون بشكل متزايد أن العنف مبرر”، لافتة إلى استطلاع أجري مطلع العام الجاري بيّن أن نسبة 34% من الأميركيين اعتبروا أن العنف ضد الحكومة أحيانًا ما يكون مبررًا، منوهة إلى أن استطلاعات أجريت بعد سبعة أشهر بيّنت أنّ أكثر من 40% يرون أن الحرب الأهلية هي مرجحة “بعض الشيء” خلال الأعوام العشرة القادمة.
وحول إمكانية حدوث حرب أهلية في الولايات المتحدة، شدّدت الكاتبة على أن مثل هذه الحرب لن تكون على غرار الحرب الأهلية التي سبق وشهدتها البلاد، وأنه بحال اندلاع “حرب أهلية ثانية” فهي ستكون عبارة عن حرب عصابات تخوضها عدة ميليشيات صغيرة منتشرة في كل أنحاء البلد، وستكون الأهداف مدنية بحيث تستهدف بشكل أساس الأقليات وقادة المعارضة والموظفين الفدراليين.
وفي السياق نفسه، تحدّثت الكاتبة عن اغتيال القضاة وسجن الديمقراطيين و”الجمهوريين المعتدلين”، وأيضًا عن تفجير الكنائس التي يرتادها الأميركيون من أصول إفريقية والمعابد اليهودية، وتوقعت أيضًا أن يتم استهداف المارة بواسطة القناصين وأن يتلقى العملاء الفدراليين تهديدات بالقتل إذا ما حاولوا تطبيق القانون.
وتابعت “الهدف من مثل هذه الحرب سيكون إضعاف قوة الحكومة الفدرالية ومن يدعمها، وفي نفس الوقت ترهيب الأقليات والمنافسين السياسيين بغية إخضاعهم”.
وقالت الكاتبة “إن هذه التوقعات تستند الى ما تقوله جماعات يمينية مثل “Proud Boys” عن خططها لحرب أهلية، بحيث يسمون استراتيجيتهم “بالمقاومة بلا قيادة””.
وبينما اعتبرت الكاتبة أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى حالة الحرب الأهلية، أشارت إلى تقرير أعدته الـ “CIA” عام 2012 حول الجماعات المتمردة قال “إن البلاد تشهد حالة تمرد علنية عندما يصبح العنف المتواصل الذي يمارسه متطرفون أمرًا طبيعيًا.
وبحسب الكاتبة، فقد سأل الخبراء عما إذا كانت أحداث اقتحام مبنى الكونغرس ستكون بداية لسلسلة من الهجمات المتواصلة، وبينما قالت “إن ذلك لم يحصل بعد وأن السبب يعود جزئيًا إلى الإجراءات المشددة في سياق “محاربة الإرهاب””، اعتبرت أن هذه “النكسات” ستكون على الأرجح مؤقتة.
الكاتبة أضافت أن “الخبراء في مجال الحرب الأهلية يعرفون أن هناك عاملين اثنين يضعان البلاد في خطر اندلاع الحرب الأهلية، أحدهما موجود في الولايات المتحدة والثاني بات قريبًا جدًا”.
ويتمثل العامل الأول بالانقسام إلى فئات عرقية، وبأن ذلك إنما يعني تنظيم الصفوف على أساس عرقي أو ديني، وليس على أساس عقائدي.
أما العامل الثاني فيتمثل “بالانوقراطية”، وهو عندما لا تكون الحكومة ديمقراطية بالكامل وفي نفس الوقت لا تكون استبدادية بالكامل، ونبهت هنا إلى أن الحروب الأهلية نادرًا ما تحصل في أنظمة ديمقراطية قوية، وأن المعادلة نفسها تنطبق على الأنظمة المستبدة، معتبرة أنّ العنف يندلع في أغلب الأحيان في دول “تقع في الوسط” والتي يكون فيها النظام الديمقراطي ضعيفًا.
كذلك قالت الكاتبة “إنه من المعروف من الذي يبدأ الحروب الأهلية، وخاصة تلك التي تخاض بين جماعات على أساس عرقي أو ديني”، منبهة إلى أن المعطيات على هذا الصعيد لا تخدم الولايات المتحدة، وأن الجماعات التي عادة ما تلجأ للعنف هي ليست الأفقر أو الأكثر تعرضًا للقمع أو التهميش، بل تلك التي سبق وأن كانت القوة المهيمنة سياسيًا والتي تخسر اليوم القوة السياسية.
كذلك أكّدت على أنّ الموضوع مرتبط بخسارة الموقع السياسي وأنه يمثل حالة من الغضب، إذ ترى هذه الفئة أنها تستبدل وأن هوية البلد لم تعد تخصهم، وأضافت “هذا ما يدفع الجماعات إلى تنظيم الصفوف.. الحزب الجمهوري وقاعدته من الناخبين البيض المسيحيين يخسرون اليوم موقعهم المهيمن في السياسية الأميركية والمجتمع الأميركي، وذلك نتيجة التغيرات الديمغرافية”.
وتوقعت الكاتبة أن يستمر تراجع موقع هؤلاء بينما تتحول أميركا إلى بلد متعدد العرقيات والأديان، وأن النتيجة ستكون المزيد من الغضب والخوف من المستقبل، وأردفت أن الحشود التي اقتحمت مبنى الكونغرس اعتبرت أنها كانت تنقذ أميركا من مستقبلها وأن المعركة كانت مبررة بالكامل.
كذلك تحدثت الكاتبة عن انحدار سريع للديمقراطية في أميركا بين عامي 2016 و2022، وقالت “إن الولايات المتحدة فشلت على صعيد تقوية نظامها الديمقراطي منذ أحداث اقتحام مبنى الكونغرس، وأن ذلك جعلها عرضة للانزلاق نحو الوسط (بين النظام الديمقراطي والنظام المستبد)”.
واتهمت الحزب الجمهوري بتسريع وتيرة خطته من أجل إضعاف الديمقراطية في أميركا، متحدثة عن تقديم مشاريع قوانين بقمع العملية الانتخابية في كل الولايات تقريبًا.
المصدر : موقع العهد الاخباري
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع