اليمن مقبرة الغزاه

                             أحمد يحيى الديلمي

بعد انقضاء اربع سنوات من العدوان البربري على اليمن الارض والانسان وبعد ان ظهرت الى العلن الكثير من الحقائق التي عرت دول العدوان المباشرة او الداعمة والمساندة ممثلة في امريكا وبريطانيا ودولة الكيان الصهيوني هاهي الحقائق تكشف زيف الادعاءات وتؤكد سقوط كل المبررات والذرائع التي سوقت من قبل اعلام العدوان وابواق الدعاية المأجورة وفي ضوء الادلة  الواردة في الحلقات السابقة بالذات ما يتصل بملامح الاستراتيجية الامريكية التي رسمت مستقبل المنطقة واعتبرت اليمن اهم محور لترجمة فصولها الا ان السنوات الاربع التي توشك على الانقضاء فشلت تماما في كسر ارادة الشعب اليمني واعاده نظامه الوطني الى بيت الطاعة رغم ان المعتدين لجأوا الى كل الاساليب القذرة بقصد زيادة المعاناة وتضييق الخناق على المواطنين اضافة الى ارتكاب المجازر البشرية بما اشتملت عليه من وحشية وقبح وبشاعة .

  مالم يدركه الامريكان والبريطانيون والصهيانة ان الشعب اليمني ابي ،جوهره الحضاري يرفض الذل والهوان فقد افشل كل المحاولات الغزاه ممن اطلقوا عليه مقبرة الغزاه واخرها محاولات السعودية التي اغتالت الدولة فترة من الزمن وحاولت التأثير على الهوية من خلال النصوص الجامدة وتفسيرات وثنية ملوثة بافكار جاهلية ارادت ممارسة اعتقال اليمنيين قسرا في زوايا الخرافة وفتاوي الضلال والتأويل النفعي للنصوص لكن الشعب اسقط كل المحاولات وتمسك بموروثه الحضاري ببعدية الانساني والديني بما هو عليه من التسامح ورفض الغلو والتطرف ، وهذه المبادئ اليوم هي المعين للاصطفاف والتلاحم والصمود ومن تخاذل او ضعف او استكان وانحدر الى مزبلة العمالة والخيانة اصبح يجرجر اذيال الخيبة ويعض اصابع الندم بالذات من يعانون من صلف وغطرسة وعنجهية المحتلين فيما يسمى بالمحافظات المحررة الذين يتعرضون لممارسات قمعية بشعة ويقبعون في اقبية سجون سرية يتلقون فيها كل انواع التنكيل والتعذيب وحتى الاغتصاب الجسدي للرجال والنساء بحسب تقارير منظمات دولية أكدت ارتكاب الجرائم المنافيه للاخلاق والقيم وتتعارض مع تعاليم الاسلام وابسط القيم الانسانية اعمال غاية في الوحشية تتجاوز كل شيء بما في ذلك المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة مع ذلك قوبلت بصمت مريب من دول العالم وفي المقدمة الاشقاء العرب والمسلمين لان فرية ايران والشرعية المزعومة لاتزال معشعشة في اذهانهم والبعض استلموا ثمن الصمت مقدما ويحالون اقناع شعوبهم ان ما تقوم به دول العدوان الستة عشر في اليمن اعمال انسانية هدفها انقاذ اليمنيين ممن يسمونهم الانقلابيون وهي صورة غاية في البشاعة تدل على قبح النفوس وتكشف حالة التدجين المريب للشارع العربي وكيف ان امريكا وبريطانيا اسهمت في فرض قوة حضور نظام ال سعود البدوي المغرق في التخلف في الواقع واختزلت العروبة والاسلام في نظام هذا النظام الغير سوي ،هنا تكمن الاشكالية الكبرى لان امريكا استطاعت من خلال نفس النظام ان تتحكم في مسار الجامعة العربية وتشارك في صياغة القرارات التي تصدر عنها .

للأسف استطاع الامريكان من خلال الهيمنة وقوة النفوذ السعودي ان يحولوا الجامعة من بيت العرب الى كيان هُلامي يشرعن القرارات الدولية الموافقة للرغبة الامريكية كما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن ويحدث اليوم باتجاة التأمر على الشعب الفلسطيني واسكات أي صوت عربي او اسلامي يعارض صفقة القرن بما هي عليه من اجحاف بحق الشعب الفلسطيني وبالتالي ندرك مدى خطورة النفوذ الجيوسياسي للسعودية ودور كل من امريكا وبريطانيا والصهاينة في تحقيق هذه الغاية .

بما يشير الى ان هذا السلوك السياسي المريب صب في خدمة الرغبات المبيتة والمصالح المأمولة فأسقط الخطوط الحمراء للاعراف والتقاليد وحتى التعاليم الثابتة في منهج العقيدة .

الصورة قاتمة غاية في البشاعة تفصح بجلاء ان ما يسمى بالاستراتيجية الامريكية المتصلة بمستقبل المنطقة لم تخرج الى العلن الا بعد ايجاد الدُمى الغير مدركة لسلسلة المؤمرات التي تحاك ضد الامة والعقيدة فهي تشعر بالغبطة والسعادة الكاملة عندما تسهم في بلورة لحظة مفصلية عند استكمال مشوار التخاذل تعرض الامة لهزائم ماحقه وتشيع الفوضى والتدمير وكل انواع الظلم والاضطهاد بعد ان تعطلت الاحكام وجرى التغييب القسري للعدالة .

بالعودة الى موضوعنا الاساسي نسمع اليوم الكثير من الاصوات المنددة بالعدوان والمطالبة بالحلول السلمية الا ان السعودية والامارات مؤيدة بالرغبة الامريكية المبطنة تتعمد افشال جولات التفاوض واحباط أي محاولة في هذا الاتجاه بما يترتب على ذلك من تناقض صارخ في موقف الامم المتحدة ودورها المأساوي في بلورة الحل السلمي واذا كان هذا هو الحال فاننا نعول كثيرا على شعوب العالم الحر وفي المقدمة الاشقاء والاصدقاء اذ من العيب ان يظل الجميع في نفس الغي والضلال واقل ما نأمله ان تتحرك الشعوب لاجبار الانظمة على اتخاذ مواقف مغايرة وان تبادر الدول المشاركة في العدوان الى سحب جنودها من الجبهات كما صنع رئيس وزراء ماليزيا محاضير محمد وهذا اقل ما نتوقعه من الاشقاء في الدم والعقيدة .

التاريخ يعيد نفسه

عام 1920م سعى سعود بن عبد العزيز قائد حملة عبد العزيز الى اجراء الصلح بين ابو نقطة امير عسير وحمود ابومسمار امير ابي عريش نجران بعد حروب جرت بينهما كانت الغلبة فيها لابو مسمار بعد ان تمكن سعود من استمالة ابو نقطة واغراه بالمال ليصبح راس حربه لاحداث التغيير الديمغرافي ونشر من يسمون بالدعاه لاحلال الفكر الوهابي والتأثير على الهوية الدينية بهدف استقطاب حمود ابو مسمار واغراقه بالذهب ليصبح مع مقاتليه يد ابن سعود وسنده في الهجوم على صنعاء ومع ان الصلح تم الا ان ابو مسمار رفض التبشير بالوهابية وخاطب شيخ الدعاه قائلا (نحن نعرف عن الاسلام اكثر مما تعرفونه انتم الفكر الذي تحملونه ضيق يجهل تعاليم الدين تسوقون الاقاويل والتاويلات الضالة لتأييد اعمال العنف والاجرام وقتل المسلمين بغيا وعدوانا).

وفي الجانب العسكري رفض ابو مسمار تقديم أي مساعدة واتبع حيلة لافشال الرغبة المجنونة ،استلم المال وطلب مهلة للتفكير وخلال المهلة اوفد احد رجاله لابلاغ حكام صنعاء بما يخطط له ابن سعود ثم اعلن الرفض وكان للحركة دور هام في وأد طموحات ابن سعود واحداث هزيمة نكراء بالغازي السعودي خارج اسوار صعدة رغم السلاح الفتاك والمساندة المباشرة من بريطانيا الا ان جيش ابن سعود مني بهزيمة ساحقة كانت المفاجئة ان ابو نقطة تنكر لابن سعود وعاد الى حضن الوطن يقاتل دفاعا عنه ضد ال سعود .

واليوم نجد التأريخ يعيد نفسه فأبناء اليمن الميامين يخوضون حربا شرسة ويسطرون بطولات خالدة ويصنعون ملامح كسرت قواعد الحروب ووضعت العلوم العسكرية امام حقائق جديدة كما جاء على لسان سيد المقاومة في لبنان السيد حسن نصر الله حفظه الله وهي حقيقة ناصعة لا يمكن لاحد انكارها او الجدال حولها بعد اربع سنوات من الصمود امام الفارق الكبير جدا في العدد والعدة وكل وسائل الدعم اللوجستي لم تتوقف الانتصارات عند ميادين المواجهة وصد جحافل الغزاه القادمين من اصقاع العالم لكنها امتدت الى الابداع والابتكار في التصنيع العسكري بانجاز الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية بالمقابل ما يبعث الاعتزاز والثقة بالنفس ان كل المؤمرات والاسلحة الفتاكة ومئات المليارات التي تم انفاقها سقطت تحت اقدام الحفاه العراه من الابطال الميامين وان كل المبررات التي سوقها المعتدين بما رافقها من الارجاف والتهويل تلاشت وتصحرت بعد اربع سنوات من القصف والدمار والقتل والتشريد للملايين من ابناء شعبنا اليمني العظيم لنا ان نفخر بالصناديد من ابناء هذا الشعب فهم صمام الامان ومحور رهان الشعب على مواجهة العدوان الهمجي السافر المعزز بإرادة كونية واسلحة فتاكة من اكثر دول العالم منتجة للسلاح وهذا يدفعنا ان نقول للامراء في الرياض وابو ظبي عليهم ان يعودوا الى التارخ ليدركوا ان هذا الشعب صلب الارادة قوي الشكيمة صادق الايمان بالخالق سبحانه وتعالى ومنه يستمد الثبات والعون والقدرة على صناعة النصر ودحر المعتدين ان شاء الله .

والله من وراء القصد ،،،،