مسؤول في حكومة الإنقاذ بصنعاء لـ”سبوتنيك”: الشعب اليمني أصبح يملك سلاحه وصواريخنا تؤمن البحر الأحمر
السياسية – متابعات:
بعد مرور 8 سنوات على “ثورة الـ 21 من سبتمبر/ أيلول 2014″، التي قلبت كل الموازين في المنطقة وأشتعلت جرائها حرب لا تزال قائمة لـ “حماية الشرعية والأمن القومي العربي”، أوجدت تلك الحرب أسوأ كارثة إنسانية بسبب الحصار.
واليوم كشفت صنعاء النقاب عن منظومات صاروخية وآليات عسكرية بتصنيع محلي لم تنجح أي من الدول العربية الوصول إليها منذ عقود، بحسب مسؤولين في صنعاء.
وحول التغيرات التي حدثت طوال السنوات الماضية والتطورات على الأرض والتوازن العسكري وفرص السلام وغيرها من الملفات، أجرت “سبوتنيك” المقابلة التالية مع توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ بالعاصمة اليمنية صنعاء.
إلى نص الحوار…
بداية… ما الجديد الذي حملت الاحتفالات بالذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر/ أيلول هذا العام؟
العرض العسكري الذي جرى يعتبر الحدث الأول عالميا، نظرا لما تم إزاحة الستار عنه اليوم من عتاد وتقنيات عسكرية، حيث تم الكشف لأول مرة عن منظومة زوارق مسيرة بتقنيات حديثة جدا، بالإضافة إلى الصواريخ البحرية وتسع منظومات صاروخية تم الإفصاح عنها اليوم، منها صواريخ (أرض- أرض) وصواريخ (أرض – جو) ومنظومة “سام – 9” للدفاع الجوي ذات الصناعة المحلية.
ويعني ذلك أن الأجواء اليمنية أصبحت منذ اليوم محرمة على طائرات “إف – 16” وهناك أشياء كثيرة جدا تم الإفصاح عنها من تقنيات عسكرية يمنية خلال العرض العسكري، الذي قدم من القوات المسلحة، ولم يقتصر الأمر على ما سبق، بل تم الكشف أيضا عن عدة منظومات صاروخية حديثة، بالاضافة إلى تشكيلات من الطائرات المسيرة ذات التقنية الحديثة، وجميع تلك الأسلحة تم استعراضها في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وجميع ما سبق من إنتاج التصنيع الحربي اليمني.
كيف تؤثر تلك الأسلحة التي تم الكشف عنها اليوم على موازين القوى في المنطقة وخصوصا ما يتعلق بالملاحة البحرية؟
بالإضافة إلى المنظومات الصاروخية، التي تم الكشف عنها، تم اليوم أيضا الكشف لأول مرة عن منظومة صواريخ البحر الأحمر (1 و 2 و3)، التي تستطيع استهداف أي منطقة أو نقطة على البحر الأحمر حتى إيلات داخل إسرائيل، والآن ومن خلال تلك المنظومات البحرية الجديدة تستطيع قواتنا المسلحة استهداف أي نقاط معادية على البحر الأحمر وبحر العرب.
ما الهدف من وراء تلك العروض العسكرية في الوقت الذي تسعى فيه كل الأطراف لتمديد الهدنة الحالية في اليمن؟
هناك عدة أبعاد للعرض العسكري الذي تم تقديمه ، أولها يتمثل في تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر، بالإضافة إلى أن عرض اليوم أيضا يمكن وصفه بأنه فرض شروط جديدة للهدنة لتحظى الجمهورية اليمنية باستقلالية أكبر ويصبح مطار صنعاء ذو حرية بشكل أكبر، وفك الحصار أيضا عن الموانئ اليمنية.
وبات بمقدورنا اليوم تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وأن تكون هذه القوات هي مصدر أمان للبحر لا للقرصنة الأمريكية وقرصنة أدوات إسرائيل والمطبعون معها على مستوى البحر الأحمر، وكل الرسائل التي قدمت اليوم على محمل متكامل من الجدية، واليوم الرسالة لمن بدأوا العدوان تحت ذريعة الأمن القومي العربي في الوقت الذي كانوا يجرون مناوراتهم مع إسرائيل وأمريكا بالبحر الأحمر.
ماذا تقصد بالأمن القومي العربي؟
عندما بدأ العدوان على اليمن كان شعارهم الحفاظ على الأمن القومي العربي، وما كان يحدث على الأرض مخالف تماما للشعارات التي حملوها منذ 8 سنوات.
ونستطيع اليوم أن نقول بأن الأمن القومي العربي يؤمن من اليمن الذي تزرعوا في بداية العدوان بأنهم يحاربون ويقتلون الشعب اليمني من أجله، اليوم الجيش اليمني داعم للأمن القومي العربي في كل الدول العربية التي تقع تحت الخطر والتهديد الصهيوني الأمريكي.
يقول البعض أنكم لا تريدون إنهاء الحرب… لأنكم سوف تخسرون الكثير… ما تعليقك؟
الصندوق الانتخابي هو مشروع ما بعد الحرب وما قبل الحرب، النظام سلطة مسلمة للشعب ولإرادة وقرار الشعب، وهو ما قامت من أجله ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، وقبل هذا التاريخ كانت تصدر القرارات تحت ديباجة وبناء على المبادرة الخليجية، وكان يعين القادة العسكريين والمحافظين ورجال الدولة تحت هذه الديباجة، بمعنى أنه تم مصادرة حق الشعب، بعد العودة للدستور اليمني وقرار الشعب ورغبته، وهو ما عملت من أجله ثورة سبتمبر، حيث أعادت الكرامة للشعب والدستور وقرار الجمهورية اليمنية الذي صادرته المبادرة الخليجية.
واليوم ما زلنا نؤكد بأن القرار هو للشعب وسيبقى للشعب قبل الحرب وقبل العدوان وبعد العدوان، ولا يمكن أن تفرض أي إرادة مهما كانت على هذا الشعب الذي ضحى وواجه خلال السنوات الماضية بكل شجاعة واستبسال، وصمد أمام الآلة العسكرية الأمريكية والعدوان الذي لم يبق شيئا من سبل الحياة للشعب، ولكنه كان أكبر من هذا العدوان وكان أصوب وأصم من التغطرس الأمريكي والإسرائيلي والسعودي.
وفي نفس الوقت نقول إن ما قمنا به هو اعادة الحق للشعب اليمني، وسيبقى هذا الحق قائما، وكل ما يمكن أن يقال أن مخطط فرض السلام بقوة السلاح قد فشل فشلا ذريعا ولم يستطع العدوان كسر إرادة هذا الشعب اليمني ولم يعد لديهم قدرة بعد اليوم.
والثورة في عامها الثامن تؤكد بأنها في انتصارات مستمرة، وقد أتى هذا العدوان أصلا لوقف انتصارات هذه الثورة، وبالتالي كل عناوين العدوان اليوم لم يعد لها قيمة أمام هذه الانتصارات والانجازات التي تحققت، والمعركة لا تزال مستمرة ولم تتوقف حتى يتم مغادرة آخر جندي محتل أراضي الجمهورية اليمنية، واليوم البحر الأحمر أصبح له حارسان وقضبان هما مصر واليمن.
بعد ثماني سنوات من الحرب… هل كنتم تتوقعون تحقيق ما أنتم عليه اليوم؟
بداية نحمد الله على ما تم تحقيقه إلى الآن، حيث أن طموح أو استراتيجية ثورة 21 سبتمبر يفوق ما تم تحقيقه حتى هذه اللحظة، وتأخر تحقيق تلك الطموحات كان نتيجة للحصار والعدوان والاستهداف الذي فوجئت به، ومع ذلك ما تحقق يعد نجاح كبير وإن لم يصل إلى الطموح والأهداف التي نريدها، حيث كان يفترض أننا في العام الثامن قد حققنا الاكتفاء الذاتي الشامل من التصنيع المدني والعسكري والزراعي وبكل ما تعنيه الكلمة.
هذا توجه واستراتيجية ثورية ولا نزال عازمون على تحقيقه، وما جاء هذا العدوان إلا لأن هنالك طموح وإرادة شعبية تسعى لتحقيق طموح الشعب اليمني، وأن يكون للشعب اليمني وللجمهورية اليمنية حضورها ومكانتها التي تستحقها في سياق وسباق دول العالم.
إذا توقفت الحرب يوما ما… كيف سيكون شكل السلطة في اليمن؟
في الواقع أن ما يحدث الآن هو أن الشعب اليمني يحكم نفسه بنفسه، واعتقد بأن ما يتعلق بالمسار الثوري أننا لسنا انتقاميين، فمنذ الساعة الأولى لانتصار الثورة والسيطرة على صنعاء وعلى المؤسسات العسكرية والأمنية وتمكن الثوار من أدوات السعودية وأمريكا داخل العاصمة صنعاء في يوم 21 سبتمبر2014، كانت أول نتائج هذا الانتصار هو اتفاق السلم والشراكة.
فلم ننصب مشانق ولا محاكم ثورية كما تفعل الثورات في كل دول العالم خلال القرون الماضية، فلم نكن انتقاميون ولا زلنا إلى هذه اللحظة، وبرغم العرض العسكري الذي قدم وبرغم هذه الانتصارات وغير ذلك، لا يزال قرار العفو العام ساريا عمن تم التغرير بهم وارتكبوا أعمال غير قانونية ضد اليمن وشعبه، ولا تزال أمامهم فرصة للتواصل والحصول على امتيازات العفو العام ويعودون بسلاحهم و بأدواتهم العسكرية معززين ومكرمين إلى العاصمة صنعاء ليتم استقبالهم استقبال حر وشريف فلن يزج بهم إلى السجون ولا للتحقيقات ولا يتم أيضا المساءلة والمعاقبة.
يتم اتخاذ الإجراءات التي حددها قانون أو قرار العفو العام الذي أصدره الرئيس الشهيد صالح الصماد، والذي أكد على استمراريته الرئيس المشير مهدي المشاط القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأعتقد بأن هذه أكبر رسالة لمن يريد أن يشكك في مسألة أننا نمتلك صدر رحب ويقبل التعايش مع كل اليمنيين، ولا تزال العاصمة صنعاء تحتوي على كافة التيارات والاطارات والأحزاب وحتى الأحزاب التي ذهبت إلى الرياض لا يزال المحسوبين عليها موجودين في الدولة وموجودين أيضا في مناطقهم ومنازلهم ويحظون بكافة حقوق المواطنة العادلة.
هل تتوقعون تراجع من جانب التحالف فيما يتعلق بالهدنة… بمعنى تقديمهم تنازلات أو تنفيذ كل شروطكم في الهدنة؟
إذا كان لديهم جزء من العقل والمنطق، من المفترض أن يكون العرض العسكري الذي جرى اليوم داعيا للتعقل والبحث عن الصواب، ويدرك “اليمنيين” المغرر بهم أن أي استمرارية في عملية الارتزاق لصالح أمريكا والسعودية هو عبث وإهدار للانتماء وضياع للوقت، أما بالنسبة لتحالف العدوان، فأعتقد أن هذا العرض قد أثر بشكل كبير على معنوياتهم، وأصبحوا منهزمين نفسيا وعسكريا، وها هو اليمن تقدم اليوم ما لم تستطع تقديمه كافة الأنظمة العربية إنجازه طوال العقود الماضية، هو ما أنجزته القوات المسلحة اليمنية طوال 8 سنوات رغم العدوان والحصار.
- أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب
- المصدر: سبوتنيك