اتهام وزير خارجية المملكة المتحدة الجديد بتجاهل انتهاكات الخليج
عينت ليز تروس صديقاً قوياً ليخلفها في منصب الخارجية الرفيع والذي تعرض لانتقادات بسبب قطع المساعدات لليمن وتعاملات المملكة المتحدة بشأن الاسلحة.
السياسية :
بقلم: ريحان الدين *
ترجمة: انيسة معيض-الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي” سبأ”
تم تعيين جيمس كليفرلي، وزير الدولة السابق للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وزيراً جديداً لخارجية المملكة المتحدة.
أعلن داونينغ ستريت يوم الثلاثاء أن كليفرلي، الذي كان وزيراً للتعليم مؤخراً، سيشغل منصب وزير مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO) كجزء من التعديل الوزاري الجديد لرئيسة الوزراء ليز تروس.
كانت تروس التي هزمت منافستها ريشي سوناك يوم الاثنين في الجولة الأخيرة من انتخابات قيادة حزب المحافظين، هي نفسها من شغلت منصب وزيرة الخارجية منذ سبتمبر 2021.
كليفرلي, البالغ من العمر 53 عاماً، هو من أشد المؤيدين لرئيسة الوزراء الجديدة، حيث القاء بثقله مسانداً لها لنيل المنصب في المراحل الأولى من العملية.
سبق أن شغل منصب وزير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من فبراير 2020 حتى أقيل من منصبه في فبراير 2022.
ومن المقرر أن تعيد الحكومة الجديدة المنصب الوزاري، حسبما قال مصدر بوزارة الخارجية لصحيفة ذا ناشيونال يوم الثلاثاء.
وبصفته وزيراً للشرق الأوسط، التقى كليفرلي بالمسؤولين الإيرانيين في نوفمبر 2021 لمناقشة العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 والتفاوض على إطلاق سراح المواطنين البريطانيين الإيرانيين نازانين زغاري راتكليف وأنوشه عاشوري ومراد طهباز.
تم الإفراج عن زغاري-راتكليف وعاشوري منذ ذلك الحين وتم إعادتهما إلى المملكة المتحدة، وتم الإفراج عن طهباز بشكل مؤقت.
خلال حرب غزة في مايو 2021، أبلغ وزير الخارجية الجديد البرلمان أن “إسرائيل لها حق مشروع في الدفاع عن النفس والدفاع عن مواطنيها من الهجمات”.
أسفر القصف الإسرائيلي لغزة عن مقتل 256 شخصا، من بينهم 66 طفلا، فيما اسفرت الصواريخ التي أطلقت من القطاع المحاصر عن مصرع 13 في إسرائيل.
في اعقاب الحرب، لم يقل كليفرلي ما إذا كانت الأسلحة البريطانية المباعة لإسرائيل قد استخدمت في غزة.
وقال أمام البرلمان: ” إن لدى المملكة المتحدة نظام قوي لتراخيص تصدير الأسلحة ويتم تقييم جميع تراخيص التصدير وفقاً له”.
تماشياً مع سياسة حكومة المملكة المتحدة، انتقد كليفرلي بناء مستوطنات إسرائيلية غير شرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه أشار العام الماضي إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس “قضية ذات أولوية”.
قطع المساعدات عن اليمن وانتهاكات البحرين الحقوقية
تم انتقاد كليفرلي بشدة العام الماضي بعد أن أعلنت أن المملكة المتحدة انها ستخفض مساعداتها الخارجية لليمن إلى النصف، كجزء من تعهد الحكومة المثير للجدل بخفض ميزانية المساعدات الخارجية من 0.7 % من الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.5 %.
جاء القرار في وقت أكدت فيه حكومة المملكة المتحدة أنها ستستمر في بيع الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والذي اتهم بقتل آلاف المدنيين.
حافظ الوزير للشرق الأوسط وشمال إفريقيا السابق على علاقة وثيقة مع دول الخليج، حيث قام بزيارة الكويت وعمان وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
كان في البحرين عندما عينت الدولة أول سفير لها لدى إسرائيل بعد إبرام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صفقات تطبيع مع العديد من الدول العربية.
انتقد كليفرلي من قبل نشطاء حقوق الإنسان لظهوره لتبرير الاحتجاز التعسفي لستة أطفال من قبل السلطات البحرينية، وتم حثه من قبل النواب على معاقبة المسؤولين البحرينيين المتهمين بتعذيب السجناء السياسيين.
وردا على ذلك قال: “نحن أكثر قدرة على التأثير في التغيير من خلال المشاركة والحوار والتعاون، علاقتنا الوثيقة مع الحكومة البحرينية والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، حيث تمنح المملكة المتحدة موقعاً متميزاً للتأثير بشكل إيجابي على التطورات في مجال حقوق الإنسان”.
قال أحمد الوداعي، مدير المناصرة في مؤسسة البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD)، لموقع Middle East Eye إن كلفرلي قد “فشل” في قضايا حقوق الإنسان.
“بعد أن شاهد ردود جيمس كليفرلي على الأسئلة البرلمانية المتعلقة بالبحرين عندما كان يشغل وزيراً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان إخفاقه في الاعتراف بالتحديات الحقوقية في البلد يمثل قضية رئيسية”.
“لقد أساء تفسير الواقع الخطير لمشهد الحقوق على الأرض في البحرين مراراً وتكراراً، في محاولات يائسة لتبرير البرامج الممولة من دافعي الضرائب في المملكة المتحدة للمؤسسات البحرينية التي ثبت تورطها في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”.
وأضاف الناشط أن هناك “نقص في الشفافية” بشأن صندوق استراتيجية الخليج وهو صندوق سري ضاعفت المملكة المتحدة من خلاله أموالها إلى السعودية والبحرين، كما كشف الشهر الماضي.
“نأمل أن نرى تحولاً في تعامل الحكومة مع الصندوق ومسائل أوسع للحقوق في الخليج تحت قيادة [كليفرلي]”.
- موقع “ميدل ايست آي” البريطاني”
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع