المشرعون يضغطون على بايدن ليتابع المساعدة الأمريكية المرتبطة بأضرار المدنيين في اليمن
يريد الديمقراطيون والجمهوريون من الإدارة أن تفعل المزيد لضمان ألا تساهم المساعدة العسكرية الأمريكية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في سقوط ضحايا من المدنيين.
بقلم: كاتي إدموندسون
ترجمة: انيسة معيض- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
حثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الأمريكيين يوم الأربعاء إدارة بايدن على بذل المزيد من الجهد لضمان ألا يسهم الدعم العسكري الأمريكي للسعودية والإمارات في إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن، بعد تقرير رقابي داخلي قال إن الولايات المتحدة قد فشلت في تقييم كيفية ارتباط مساعداتها بمثل هؤلاء الضحايا.
ووجد التقرير الذي صدر علناً في يونيو، بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن وجوده، أنه بينما أشرف البنتاغون على 54.6 مليار دولار من المساعدات العسكرية للسعودية والإمارات من 2015 إلى 2021، فشل كبار المسؤولين الأمنيين في جمع بيانات كافية و أدلة على الضحايا المدنيين أو مراقبة استخدام الأسلحة الأمريكية الصنع.
في رسالتين موجهتين إلى وزارة الخارجية والبنتاغون, وصفت السناتور إليزابيث وارين, الديموقراطية من ولاية ماساتشوستس، وبيرني ساندرز، المستقل عن ولاية فيرمونت، ومايك لي، جمهوري من ولاية يوتا، تقاعس الإدارة عن تحديد المدى الذي أدى إليه الدعم العسكري الأمريكي لإلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن “فشل غير مقبول”.
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ: “نحثكم على مراجعة ما إذا كانت الحكومتان السعودية والإماراتية تتخذان الاحتياطات اللازمة أم لا لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن, وإذا تبين أن أي منهما يقوم بانتهاكات، فإننا نحث الدولة على وقف جميع مبيعات الأسلحة إلى أي من البلدين حتى تتمكن من التحقق من أنها تتخذ خطوات لحماية المدنيين”.
أصبحت الخسائر في صفوف المدنيين شيئاً من السمة المميزة للحرب في اليمن.
منذ ما يقرب من عقد من الزمان، شن التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقاتل الحوثيين في اليمن ضربات مميتة باستخدام طائرات مقاتلة وذخائر أمريكية الصنع مزودة بموافقة الحكومة الأمريكية.
ففي الأيام الأولى للحرب، أسقطت طائرات سعودية قنابل أمريكية الصنع على قاعة عزاء في العاصمة اليمنية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصاً، وقصفت حافلة مدرسية في اليمن اسفرت عن مفتل 44 طفل في رحلة ميدانية.
لقد قُتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب، بما في ذلك ما يقرب من 15 ألف مدني، وفقاً لتقدير موقع الصراع المسلح ومشروع بيانات الأحداث.
في 21 يناير، تسببت غارة جوية على سجن يديره الحوثيون في مقتل 70 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، وفقا لمسؤولين حوثيين وجماعات إغاثة دولية.
لكن الوفيات انخفضت منذ أن وافقت الجماعات المتحاربة في أبريل على هدنة مبدئية ساعدت الأمم المتحدة في التفاوض بشأنها, تم تمديدها لمدة شهرين في أوائل أغسطس.
قال المسؤولون الأمريكيون إن زيارة بايدن الأخيرة للسعودية كانت تهدف جزئياً إلى محاولة إنهاء الحرب بشكل دائم.
كما وجد التقرير الداخلي أن البنتاغون كشف أنه لا يتتبع كيف استخدمت الدول ما لا يقل عن 319 مليون دولار في الدعم اللوجستي للسعوديين والإماراتيين “مما يعني أن الضرر المدني يمكن أن يكون نتيجة مباشرة للمساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة دون علمنا”.
قال اللفتنانت كولونيل روب لودويك، المتحدث باسم البنتاغون في بيان إن وزارة الدفاع “لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء جميع التقارير المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين، بما في ذلك الضحايا في اليمن وستتخذ جميع الإجراءات المتاحة لتجنب مثل هذه المآسي”.
وأضاف أن البنتاغون “أنهى منذ فترة طويلة كل الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الهجومية في اليمن من قبل التحالف الذي تقوده السعودية وأن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون باستمرار على ضرورة الالتزام بقانون النزاعات المسلحة ومنع الإضرار بالمدنيين”.
ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية على الفور على طلب للتعليق.
في فبراير 2021، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستنهي دعمها للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن.
ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة “الدفاعية” للسعودية، دون أن يوضح كيف ستضمن إدارته أن السعوديين لم يستخدموا ذلك في العمليات الهجومية.
لطالما قال المسؤولون السعوديون إن أفعالهم هي للدفاع ضد العدوان الحوثي والإيراني.
تواصل الولايات المتحدة بيع الأسلحة إلى السعودية والمساعدة في الحفاظ على الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع وغيرها من المعدات العسكرية.
اشتد غضب الحزبين بشأن الذخائر التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات التي توفرها الولايات المتحدة للسعودية في الكابيتول هيل خلال إدارة ترامب، بعد مقتل جمال خاشقجي، كاتب العمود في واشنطن بوست عام 2018.
خلص مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أنه قُتل على أيادي سعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحرك المشرعون في كلا الحزبين لمنع مبيعات الأسلحة، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب تحايل على الكونغرس وواصل معهم على أي حال.
لكن غضب الحزبين تضاءل مع مرور الوقت، خاصة بعد أن تولى بايدن منصبه وتعهد بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، بما في ذلك بعض مبيعات الأسلحة.
أشارت الرسالة إلى أن المخاوف فالكابيتول هيل عادت إلى الظهور، حيث يسعى بايدن إلى إعادة بناء العلاقات مع المملكة والأمير محمد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أثر على أسعار النفط ووسط مخاوف متزايدة بشأن برنامج إيران النووي.
تصاعدت المخاوف بشأن الكيفية التي تحاول بها الحكومة الأمريكية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في جلسات الكونجرس في خضم أدلة متزايدة على تكرار الاحداث في إدارات متعددة حيث مشاهد المدنيين يقتلون خلال غارات بطائرات بدون طيار.
أظهرت التحقيقات المنفصلة التي اعتمدت على التقييمات السرية للجيش لأكثر من 1300 تقرير عن الخسائر المدنية التي حصلت عليها التايمز، أن الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية تميزت باستخبارات معيبة وتحيز ومساءلة ضئيلة.
“لا ينبغي للولايات المتحدة أن تساهم بأي شكل من الأشكال في معاناة ملايين اليمنيين الأبرياء الذين وقعوا في فخ الحرب المدمرة التي تقودها السعودية, وعلى حكومة الولايات المتحدة التزام أخلاقي وقانوني بضمان ألا تؤدي أفعالها إلى تفاقم أزمة إنسانية حادة، وهناك دعم قوي من الحزبين لإجراء تحقيقات شاملة في تواطؤ الولايات المتحدة المحتمل في إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن”.
- كاتي إدموندسون مراسلة في مكتب واشنطن تغطي أعمال الكونغرس.
- صحيفة” ذا نيويورك تايمز-The New York Times” الامريكية
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع