تحليل الحرب في أوكرانيا: تسعى الدول العربية للعب أوراقها بشكل صحيح
السياسية :
بقلم: علي واكد
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
بالنسبة للدول العربية، تعتبر الحرب في أوكرانيا، فرصة لإعطاء الأمريكيين درساً في التواضع، يتميز موقف الدول العربية من الحرب في أوكرانيا بمعارضتها للولايات المتحدة الأمريكية.
إن بلدان منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما الدول المنتجة والمصدرة للغاز الخليجي، تدرك بسرعة أن الغرب بحاجة إلى مواردها الطبيعية، لذا، عملت على استخدامها كوسيلة للضغط الدبلوماسي.
من جانبها، صوتت الدول العربية، تحت ضغط أمريكي شديد، بأغلبية ضد الغزو الروسي لأوكرانيا في مارس المنصرم، خلال انتخابات للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومع ذلك، سرعان ما انتقلوا إلى موقف جديد ومحايد، واعتباراً من الانتخابات الثالثة في أبريل، امتنعت اثنا عشر دولة عربية عن التصويت على مشروع قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
لم تكن الدول العربية مطلقاً في الغالبية ضمن المعسكر الروسي، لا خلال فترة الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة، ولا خلال فترات أخرى من التاريخ الحديث، فهم ليس لديهم نية لتغيير النظام العالمي، على عكس الروس والصينيين.
ومع ذلك، فإنهم يأملون في أن تبعث الحرب في أوكرانيا برسالة إلى الإدارة الأمريكية مفادها أن علاقتهما يجب أن تستند إلى المعاملة بالمثل والاحترام المتبادل.
على الرغم من تفاوت القوى وحاجة العرب إلى الدعم الأمريكي، فإن بعض الأزمات تغير ميزان القوى.
الصراع الروسي الأوكراني مثال على ذلك: يحتاج العالم الغربي إلى دعم عربي لإيجاد بديل للوقود الروسي.
ولذلك فإن موقف البلدان العربية من الحرب في أوكرانيا يعتمد اعتمادا كبيرا على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ورغبتها في إعادة تركيز علاقاتها نحو تحقيق قدر أكبر من التكافؤ.
كما لا يسعى العرب للدفاع عن غزو دولة من قبل دولة أخرى، لكنهم يرفضون السماح لمفاهيم حقوق الإنسان والحرية بتلويث العلاقات العربية الأمريكية والتي يجب عدم الحكم على قيمتها بناءً على هذه المعايير فقط.
عملت إدارة بايدن، التي أزالت اسم الحركة الحوثية في اليمن من قائمة المنظمات الإرهابية، على حظر بيع الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
كما عملت على عزل الأمير محمد بن سلمان من على الساحة الدولية، في أعقاب عملية اغتيال الصحفي والمعارض السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام 2018، بيد أنها اضطر إلى تعديل هذه السياسة في سعيه للحصول على الوقود.
ولذلك فهي تسعى إلى إيجاد حل للعجز في إمدادات الغاز والنفط، نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا.
وجد جزء كبير من الدول العربية نفسها في معسكر معارضي روسيا في بداية العقد الماضي بسبب الحرب الأهلية في سوريا وسياسة إدارة الرئيس أوباما التي تعتبر متساهلة تجاه النظام الإيراني.
وبعد فوزه في انتخابات العام 2020 وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، أوضح الرئيس جو بايدن للعرب أن إدارته كانت تعود إلى نهج الرئيس الأسبق باراك أوباما الديمقراطي التقليدي، وقد تشدد هذا النهج تحت ضغط الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي.
من جانبهم، يبني الديمقراطيون، الذين شككوا في العلاقة الكاملة لإدارة ترامب مع العرب سياستهم على مبدأ التدخل – طالما أن تصرفات الدول العربية لا تتعارض مع المصالح الأمريكية والأمن القومي – الدفع بالعرب إلى أمريكا المعسكر المنافس، حيث تتبلور هذه التطورات في الموقف العربي من الحرب الأوكرانية.
الشارع العربي لا يميز بين أمريكا وروسيا، حيث ينظر الكثيرون إلى هذا الأخير على أنه لاعب رئيسي في المأساة التي يعاني منها الشعب السوري، في حين ينظر إلى الولايات المتحدة، إلى حد كبير، على أنها مسؤولة عن مصير الشعب الفلسطيني والعرب بشكل عام.
لهذا السبب يمكن للمرء أن يقول إن موقف الشارع من الحرب في أوكرانيا يستند إلى المبدأ القاتل «بغض النظر عما سوف يحدث».
ومع ذلك، بالنسبة لبعض النخب العربية، فإن عدم معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا يزيل إمكانية إدانة حكوماتهم لأي غزو مستقبلي لدولة عربية، أو حتى الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
- موقع قناة ” آي 24 نيوز- i24news” الإسرائيلية، النسخة الفرنسية
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع