بقلم: مايكل جانسن

 

(صحيفة: ايرش  تايمز الايرلندية-الناطقة باللغة الانجليزية- ترجمة: انيسة معيض-سبأ)

يقف التحالف بقيادة السعودية والحوثيون والجماعات الجهادية وراء تلف تراث الف عام.

لقد دفعت الكارثة الإنسانية في اليمن المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتحاربة من أجل وقف إطلاق النار والتفاوض من اجل التوصل الى اتفاق السلام، والعمل على الحد من الصراع لكن ليس إيقافه.

طوال ما يقرب من أربع سنوات من التدخل السعودي بواسطة التحالف الذي تقوده السعودية، قتل أكثر من 60,000 ألف مدني كما ان ثلثي السكان في اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية أو على شفا الموت جوعاً.

غير أن المجتمع الدولي لم يقم بأي شيء حيال وقف تدمير وتدهور التراث الثقافي الغني للبلد الذي تسبب به التحالف الذي تقوده السعودية و الحوثيين والجماعات الجهادية.

لعبت اليمن دوراً فريداً في تاريخ البشرية قبل 60.000- 70.000 سنة عندما استقبلت البلاد أول كائن بشري ، الذي هاجر عبر البحر الأحمر من إفريقيا إلى الشرق الأوسط قبل أن يسافر غرباً إلى أوروبا وشرقا إلى آسيا وأستراليا.

على مدى آلاف السنين، كانت تلقب اليمن بالعربية السعيدة ، اي (العربية المزدهرة ) من قبل الرومان ، وابتكرت الهندسة المعمارية الفريدة، كما بنيت الآثار الكبرى ، وطورت الكتابة والقوانين. كما ازدهرت اليهودية والمسيحية والإسلام في اليمن.

لقد افادت لمياء الخالدي ، عالمة آثار أمريكية متخصصة في التراث اليمني القديم، بأن ما لا يقل عن 60 نصباً أو موقعاً اثريا قد تضرر أو دمر منذ بدء الحملة الجوية التي تقودها السعودية. لقد تسببت الضربات الجوية السعودية في دمار ثلاثة أرباع هذه المواقع الاثرية..

 حضارات متعددة:

وقالت في تصريحها لموقع العرب الجديد “لقد استهدف تنظيم [الدولة الإسلامية] والقاعدة مواقع تاريخية، كان ضررها ضئيل مقارنة بما تسببت به الغارات التي يشنها التحالف”.

أدانت خالدي الدمار الكامل الذي تعرض له المتحف في منطقة ذمار، حيث كانت تعمل بهذه المنطقة  لعقد من الزمان. لقد بني المتحف في عام 2002، ويحتوي المتحف على12,000 قطعة أثرية تمثل العديد من الحضارات وتم جمعها من 400 موقع.

في حين كانت المنطقة تطور وتهتم بالزراعة في المدرجات منذ 5000 عام، كانت مدينة ذمار خلال القرن السادس عشر الميلادي تشتهر بالثقافة العربية والإسلامية والعمل العلمي. كان المتحف، مثل معظم الأهداف ، يقع في منطقة أهله بالسكان فضلا من انه موقع يستضيف الاهداف العسكرية.

لقد تم استهداف المواقع الأثرية والمتاحف والمساجد والمقابر والمعالم الأثرية والمدن القديمة ومواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، وكالكثير منها تم استهدافه عن قصد، على الرغم من القوائم التي أدرجت فيها المواقع التراثية الثقافية التي لا تخضع للقصف والتي قدمتها منظمة اليونسكو. لقد كان الحي التاريخي في صنعاء، العاصمة التي يبلغ عمرها 3000 عام، ومدينة شبام، وهي مدينة عمرها 1200 عام، حيث قام اليمنيون ببنائها على مرتفعات من الطوب اللبن في القرن السادس عشر، من المواقع التي  لحقت بها أضرار جسيمة جراء الغارات الجوية التي قامت بشنها السعودية. كما تم تدمير قلعة كوكبان المطلة على مدينة شبام بالكامل الواقعة في محافظة المحويت.

عجائب الهندسة:

لقد قصفت الطائرات الحربية السعودية سد مأرب، وهو أحد عجائب الهندسة في العالم القديم الذي كان مصدرا للمياه من القرن السابع قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي، لمدينة مأرب، عاصمة مملكة سبأ، وكان يتم الري بسهولة ويسر.

بالإضافة إلى المعالم الرئيسية ، تم قصف المنازل التقليدية المميزة في البلدات والقرى الريفية ، بعضها تم تزيينها بنجمة داوود من قبل بنائين من اليهود اليمنيين، أو تم قصفها بانواع القذائف أو حرقها. كما تعرضت محافظة صعدة الواقعة في الشمال الغربي للبلاد، وهي موطن الحوثي، إلى قصف شديد، وتم تجريف القلاع التاريخية وسوت المباني العامة بالارض.

وفي تقرير صدر في نوفمبر الماضي من قبل منظمة حقوقية يمنية يسرد المواقع التي تعرضت لأضرار بالغة. استند المسح إلى روايات شهود عيان من أشخاص يعملون في مواقع اثرية لكنه غير مكتمل لأنه لا يمكن الوصول إلى بعضهم بسبب الحرب.