امواج الدعاية الاعلامية

                                  أحمد يحيى الديلمي

 لأن خطة العدوان وضعت بإحكام من قبل خبراء مختصين ، فقد اهتمت بالإعلام وتم رصد ميزانيات خاصة اشتملت على ارقام فلكية مهولة لشراء ضمائر البشر،والسيطرة على القرار في الكثير من الوسائل الاعلامية ،وتوظيفها لتسويق الظلال وبث الاخبار الملفقة،والدعايات الكاذبة مقابل التعتيم على وسائل الاعلام الوطنية ،اوالمتعاطفة مع اليمن على قلتها .

 استنادا الى افادة زميل يعمل في قناة تلفزيونية دولية قال:عندما عاتبته لان القناة تجاهلت المجازر البشعة وضرب طائرات العدوان للمواقع الأهلة بالسكان والتركيزعلى معلومة ملفقة تتحدث عن قتل امرأة وطفل نتيجة ضرب المليشيات الانقلابية العشوائي للأحياء السكنية في تعز كما تزعم ورغم ان الخبر يكون عاري من الصحة ،الا ان توصيف المكان ينفي المعلومة فالمنطقة التي ترد في سياق الخبر تتعرض للقصف المكثف من مليشيات المرتزقة والعملاء، لامن قبل الحوثيين اويسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية اجاب ونبرات الحزن والأسى تتصاعد من فمه (مثل هذه الاخبار في الغالب مدفوعة الاجر تلتزم القناة ببثها كما وردت من غرفة العمليات الاعلامية لذلك لاتتدخل فيها كل القنوات وتلتزم ببثها كونها موالية لدول التحالف تعلنها بصيغة ومفردات واحدة مثلها مثل الاعلان لأنها في الاساس مدفوعة الاجر مقدما ،ويختم الزميل مأساة اليمن وجروح الاشقاء في اليمن حاضرة في اذهاننا إلا اننا عاجزون عن عمل أي شيء مراعاة لمصدر المعيشة) .

استنادا الى المعلومة التي اسلفت تتضح حجم المؤامرة الكبرى التي يتعرض لها اليمن بفعل الاستهداف الممنهج المستند الى خطط شاملة،وضعت من قبل خبراء دوليين في الاعلام والاقتصاد عززت الفعل العسكري بروافد اعلامية واقتصادية غاية في الاهمية حازت على كل دلالات التأثير،والفاعلية محليا ودوليا ومن حالات التأثيرالسلبي وضع العرب والمسلمون المتعاطفون مع اليمن وقضيته العادلة في دائرة التشكيك،وعدم التفاعل الايجابي مع ما يجري،اقل ما يوصف به دعم الارهاب وهنا تكمن خطورة المخطط لذلك،تم الاغراق المبكر في الحديث عن مبررات وهمية لاوجود لها،الا في اذهان من يعلنها ويتابع الحديث عنها كانت المسمارالاول الذي جعل العرب والمسلمون بالدرجة الاولى يتجاهلون ما يحدث في اليمن ،ويعتبرونها اشياء عابرة واعمال مشروعة طالما انها تناصرما يسمى بالشرعية ،وتتصدى لمحاولات النفوذ الايراني على نفس المنوال يتم التشكيك في بعض الاخبار التي تبث عبر القنوات المتعاطفة مع اليمن مثل العراقية الايرانية اللبنانية كونها محسوبة على ايران ،اوعلى محور المقاومة مما اعطى قنوات الظلال فرصة كبيرة للتأثيرعلى ذهنية المتلقي والتمهيد لتسريب الاخبار الكاذبة وفرضها كمادة وحيدة على وسائل الاعلام المحلية في النطاق العربي والدولي حتى يتم التعاطي مع وجهة نظر واحدة واهمال الاخرى المظلومة .

هذا الخطاب ظلل الشارع العربي والدولي وعمق فكرة التعاطي السلبي مع ما يجري في اليمن الى حد التخاذل وعدم التفاعل مع صورالمجازر الانسانية البشعة ،وحرب الابادة وقتل آلاف اليمنيين المدنيين واعتبارها افعال منسية لا تحرك ساكنا لدى العرب وغير العرب  بل ان من انصهروا في فلك المعتدين يرونها افعال محمودة طالما انها تتصدى لجماعات متمردة على الشرعية،وفق ما تبثه وسائل الاعلام المأجور .

هذا الامر يوضح مدى خطورة التعتيم الاعلامي من قبل دول العدوان واحساس الانسان اليمني بالمهانة والحسرة لان ابناء جلدته خذلوه وتركوه وحيدا يواجه صلف العدوان باسم العروبة ،وتحت مظلة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ،وتواطؤ وصمت منظمة الامم المتحدة والدول الكبرى بما يوحي ان الجميع خضعوا لسلطان المال وسطوة بريقه اللامع .

ما يبعث الاعتزاز والثقة بالنفس ان الاعلام الوطني والمتعاونين معه رغم الحظر وقلة الامكانيات تمكن من كسر حدة التعتيم الذي فرضه المعتدين ،ووصل الى حد منع ارسال القنوات اليمنية والتشويش على العربية والاسلامية المتعاونة مع اليمن، لكن الرسالة الوطنية وصلت الى جميع الارجاء باستثناء من فقدوا الصواب وجعل الله على قلوبهم غشاوة فالإعلام الوطني من خلال الالتزام بالمصداقية والتعاطي مع الخبر كمعلومة دون الحاجة الى التهويل والتضليل، فضح الاعلام الاخر المأجور وعدم التزامه بالمصداقية لكثرة الاكاذيب التي يبثها واكتشف المتابعون زيفها .

لقد اتبع الاعداء طرق ممنهجة للتحكم في الخطاب الاعلامي على مستوى العالم من خلال :

1-ضخ اموال كبيرة للقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي وكبريات الصحف لضمان التزامها بالصمت او الاكتفاء بإعلان ونشر الاخبار والتقاريرالتي تبثها غرفة التحكم المشتركة لما يسمى بدول التحالف .

ومع ان كل هذه الوسائل كشفت زيف وبهتان كلما تفصح عنه هذه الماكنة الاعلامية من خلال الوقائع والمشاهد الحية لحرب الابادة والمجازر البشعة ،الا انها ظلت ملتزمة بإذاعة ونشر ما يصل اليها كمواد ترويجية مدفوعة الاجر وهي حالة بائسة لهدم المصداقية والمعايير المزدوجة في الخطاب الاعلامي الدولي اذ توفرت عناصر المصلحة والمكاسب المادية وفي هذا دليل على السقوط الاخلاقي لان الاسلوب اباح المتاجرة بلحوم ودماء البشر كأهم دلاله على انهيارالقيم والضوابط الصحفية تحت اقدام المادة .

2-استنساخ قنوات مماثلة للقنوات الوطنية وابتداع اخرى تنطق باسم الشرعية المزعومة اضافة الى ما تبثه وسائل الاعلام المختلفة التابعة لدول العدوان من اكاذيب وزيف وبهتان كما هو حال العربية والحدث وغيرها من القنوات الصفراء اضافة الى اطلاق مئات المواقع للتواصل الاجتماعي وتجييش عشرات المرتزقة من اليمنيين وغير اليمنيين لفبركة التقارير والاخبار وبث السموم بحيث ووصل بعض هؤلاء الى درجة الاحتراف في اختلاق الشائعات المغرضة وفبركة الاخبار الكاذبة باسلوب انتهازي مهين وابتذال غير مسبوق كشف عن السقوط المريع في اوحال الخيانة والاستعداد النفسي المسبق للتآمرعلى الوطن .

3-فرض تعتيم غير مسبوق على الاعلام الوطني على قتله وانعدام الامكانيات لديه ولم يكتف المعتدون بقطع البث والتشويش على الارسال لكنهم عمدوا الى توجيه ضربات الى قنوات البث ومحطات التقوية والارسالات الاذاعية وأبراج المواصلات وكل قنوات الاتصال المحلية بقصد تقطيع اوصال الوطن والإمعان في التعتيم .

     *  الحرب الناعمة

يبدو ان الفشل الذريع الذي مني به المعتدون وعدم قدرتهم على تحقيق أي هدف من الاهداف المعلنة دفعهم للارتهان الى وسيلة اكثر فتكا وفاعلية من الحروب العسكرية اصطلح الساسة والعسكر والاعلاميون على تسميتها بالحرب الناعمة لأنها تنخر في جسد الامة وتحاول خلخلة الجبهة الداخلية وهز ثقة الحاضنة الشعبية بالمجاهدين الابطال المدافعين عن الارض والعرض والكرامة ببث الدعايات وترويج الشائعات الزائفة التي يكون لها وقع وتأثير اكثرمن القنابل الذكية والصواريخ العابرة للقارات كونها تقلب الحقائق وتقدمها خلافا لما هي عليه باسلوب ممنهج يعتمد على سيناريوهات وشائعات مفبركة تضاعف القلق في اوساط البسطاء واثارة كافة النزعات الممقوته وتجنيد اسراب الظلام وجحافل المرتزقة والعملاء ،البعض وصل الى درجة الاحتراف في اختلاق الشائعات ،وفبركة المعلومات والاخبار الرائفة كحرب نفسية تثبط المعنويات وتخلق التوترات وتثير الاحتقانات في الصف المدافع عن الوطن وسيادته واستقلاله للتقليل من اهمية التضحيات والبطولات الاسطورية التي يجترحها الابطال الميامين بما يحملونه من قيم نبيلة ومُثل عليا وانتماء صادق للوطن مع ذلك يسعى افراد الطابور الخامس الى التشكيك وخلط الاوراق بأفق انتهازي يتسم بالخيانة والتأمر حيث يلجأون الى كل وسيلة مها تدنت بما في ذلك استغلال حالة الناس البائسة عبر تسييس التقارير الانسانية من خلال تصرفاتهم العبثية بالمساعدات الغذائية وتقديمها في الاتجاه الخطأ بقصد تخفيف التهم على الطرف الاخر في ظل اتساع دائرة العبث والمتاجرة بالمساعدات المخصصة للفقراء بحسب الادلة والبراهين الساطعة المؤكدة لهذه الممارسات .

 ما يبعث على الاعتزاز ،ان هذه الحرب الخفية التي مازال خفافيش الظلام يمارسونها بطرق شتى سقطت تحت اقدام الارادة واتقاد الوعي في اوساط الملايين ورغم المبالغ المهولة التي انفقتها دول العدوان لانجاح هذا النوع من الحرب الا ان تأثيراتها ظلت محدودة ومايزال التماسك واسناد الجبهات معين لاينضب ولن ينضب ولن يستطيع الاعداء تحطيم معنويات ابناء الشعب اليمني مهما انفقوا من اموال او جندوا من مرتزقة وعملاء، لان قيم الانتماء للوطن والاستعداد للتضحية في سبيله تعززها ثقافة الشهادة بأفقها المتأصل في منهج العقيدة بما هي  عليه من القدسية واحياء مقومات الفداء والتضحية .

وهذا ما سيجعل الاعلام الوطني يتمسك بخطابه ويسير على نفس المنوال مستمدا العون من الخالق سبحانه وتعالى

والى الحلقة القادمة ،،،