السياسية:

بقلم البروفيسور: جون إتش ستانفيلد

ترجمة: انيسة معيض-الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي”سبأ”

“أنا مع الحقيقة, بغض النظر عمن يقولها, أنا مع العدالة، بغض النظر عمن هو مع أو ضد”.

مالكولم إكس ، ناشط ووزير

 يبدو أن الزوايا القانونية تغلق على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب, إنه أمر مدهش فقط لغير الواعين وبعبارة أخرى غير المدركين لكيفية ما تقوم  به أمريكا دائماً للذكور البيض في جميع الأحوال، وخاصة أولئك النخبة, وبالتالي مقدار الدعم الذي لا يزال يحظى به. مثل ترامب رجل التفلون غير الصادق وغير الأخلاقي، قد يتغلب على هذا الوقع أيضاً في مجتمع مصمم لأشخاص مثله من الناحية الديموغرافية، فهو دائماً فوق القانون بغض النظر عن التصريحات التي تم ذكرها بخلاف ذلك, لا أحد فوق القانون, سوف نرى.

الحقيقة المهمة هي أننا نعيش في مجتمعات, هذه حالة أمريكا، وفي العالم الآن لا يمتلك الحقيقة كما أنه لا يمتلك أخلاق.

حتى أننا نكذب بحرية بشأن أنفسنا ناهيك عن الآخرين ومن أجلهم.

ويصبح وعينا ليس فقط جافاً ولكن معدوماً عندما نسعى وراء مسألة الرغبة أو الثروة أو الشهرة بغض النظر عن الكذبة كبيرة كانت أو صغيرة التي نستخدمها للحصول على هدفنا.

نحن كما نكذب على أنفسنا، فظون وقاسون مع الآخرين بكل سهولة بينما نبتسم ونتفاخر بمدى لطفنا  كأصحاب إيمان أو بعض المبادئ الأخلاقية الذهبية.

أو نحن فقط نكذب كالعادة: لا يوجد مبرر نقدمه للضمير إلا أنه مناسب والقيام به أسهل من قول الحقيقة والمخاطرة بإيذاء مشاعر الآخرين أو / وإلحاق الأذى بغرورنا وسمعتنا.

الأشخاص الذين يهرعون لدعم ترامب في هذه المرحلة لا يصنعون عادةً جديدة من عدم الحقيقة وإنكار الحقيقة.

إنهم يصنعون قاعدة عامة واسعة الانتشار في أمريكا وأماكن أخرى من العالم ذات نزعة دائمة هناك ولكنها أصبحت الآن مهيمنة.

إنها نفس العقلية التي تسببت لسنوات عديدة في إنكار الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين وسرقة أراضيهم، واستعباد الأفارقة وغيرهم من الشعوب مثل العمال الهنود والصينيين المتعاقدين، والاغتصاب الجماعي للنساء، والتعامل المخجل مع المعاق وإنكار الجذور الحقيقية للثراء والفقر.

ولكن الآن، فإن عدد الأشخاص المستعدين لدعم ترامب في هذه المرحلة عندما يكون ذنبه هو الخيانة للبلد الذي أقسم بالله على القيادة والحماية والتصويت لرجال ونساء الكونجرس ولدعم أكاذيبه أمر يستحق النظر إليه كرمز لعدم الصدق وإنكار الحقيقة التي استحوذت الآن على البلد.

إنه موقف وقيمة متنامية, ناهيك عن القاعدة وطريقة التصرف, كونك غير صادق، يجب أن نكافحه في حياتنا اليومية كأمريكيين وفي أي مكان يتم فيه محاكاة مثل هذه الأشكال والمحتويات البشعة للأمركة دون قيد أو شرط باعتبارها نزعة استهلاكية جماعية مثيرة للشفقة.

ويمكن القيام بذلك لأن الكثير من العالم يوجه نظره النقدي تجاه أمريكا بدلاً من غض الطرف عنها حيث تستمر ديناميكيات القوة العالمية في التحول من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق مع خسارة الأمريكيين والأوروبيين بالإضافة إلى الأستراليين والكنديين قبضتهم التاريخية المهيمنة في الشؤون العالمية مع تهديداتهم المعتادة لإجبار غير الغربيين على الامتثال في الداخل والخارج.

ربما يكون هذا الاتجاه الناقد خارج أمريكا يرغب في إخبار أمريكا حقيقة ما تعنيه هذه الأمة ذات السيادة البيضاء وغيرها من الدول الغربية المهيمنة على مر التاريخ هو ما نحتاجه.

ويعيد إلى الأذهان الاستجابة الأخيرة لوزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناتالي بوندار على الخطاب الأمريكي الموالي لأوكرانيا لوزيرة الخارجية الأمريكية بلينكين خلال زيارته الأخيرة لبلدها وتلك التصريحات الدولية لوزير الشؤون الخارجية الهندي, د. إس جاشنكر حول نفس مسألة الصراع الروسي الأوكراني يشير إلى الفشل الذريع للأمريكيين وغيرهم من الغربيين في إقناع غير الغربيين بدعم أوكرانيا.

مع استمرار تآكل هيبة أمريكا حيث يسارع بياضنا القذر للتسرب الى الخارج ليراه الجميع بما في ذلك عدم اكتراثنا العام العميق بالسماح لحكومتنا و أنفسنا بأن نكون غير صادقين وغير أخلاقيين، إذ أنه ليس ضرورياً فقط للنقاد في الخارج مثل هيئات حقوق الإنسان العالمية وهيئات الحكم والأمم والأفراد الذين بداخلهم مقاومة أقدام أمريكا, ولكن للتأكد من أنهم لا يكتسبون مثل هذه القلوب الوحشية القذرة غير الصادقة وغير الأخلاقية بهذه الطريقة.

نحن, بعد كل شيء، في هذا المنعطف في هذه الأوقات العالمية المتقلبة نحتاج لتطوير قيم ومعايير جديدة للصدق والأخلاق بدلاً من اتباع الطرق التقليدية للخداع وإنكار الحقيقة في كيفية تواجدنا مع بعضنا البعض كأمم وأفراد.

لن ننهي اللامساواة والحروب والتعصب المذهبي الذي يقوم عليه كلاهما حتى نسمح للبنى التحتية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية المستدامة في جميع دولنا والمصادر العالمية للحكم وحقوق الإنسان بإحداث اختلافات حقيقية في النتائج في كيفية تطوير قيمنا وهوياتنا ككائنات بشرية خلقت جميعها لتطبق منهج الله وبالتالي كأخوة وأخوات نحن جميعاً لبعضنا البعض ومن أجل بعضنا البعض.

  • صحيفة “مودرن دبلوماسي” الامريكية
  •  المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع