السياسية :

ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”

من خلال فرض عقوبة بالسجن لمدة أربعة وثلاثين عاماً على طالبة الدكتوراه في مجال طب الأسنان في إنجلترا، سلمى الشهاب، ذات الأربعة والثلاثون ربيعاً، والسبب دفاعها عن حقوق الإنسان، حيث يبرر القضاة أسوأ الكليشيهات – الصورة السلبية – التي تشتكي منها السلطات السعودية.

لأي جريمة يطبق هذا الحكم؟ مشاركة الرسائل حول حقوق المرأة على حساب من على منبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” والذي كان سرياً بشكل خاص.

في بآدي الأمر، في العام 2021، تم الحكم على سلمى الشهاب، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 34 عاماً والتي تنتمي إلى الأقلية الشيعية المضطهدة، بالسجن لمدة ست سنوات، منها ثلاثة مع وقف التنفيذ.

وعند الاستئناف، اتخذ العدل السعودي هذا الاختيار البشع، حيث تم إضافة حظر على مغادرة الأراضي السعودية لمدة مماثلة.

ثم وجدت المحكمة أن الشابة، التي كانت تدرس في المملكة المتحدة والتي تم اعتقالها خلال زيارة للمملكة، «قدمت المساعدة لأولئك الذين يسعون إلى الإخلال بالسلام ونشر معلومات كاذبة وخبيثة».

عندما يتعلق الأمر بالأعمال الكيدية ضد المملكة، فإن القضاة الذين يقفون وراء هذه العقوبة الشائنة، في الواقع، حطموا جميع الأرقام القياسية، فقد برروا أسوأ الكليشيهات التي اشتكت منها السلطات السعودية مع مثل هؤلاء المسؤولين، والآن، لا تحتاج المملكة العربية السعودية إلى منتقدين.

كانت أشد عقوبة صدرت ضد أعضاء فرقة الكوماندوز المسؤولة عن عملية اغتيال وتقطيع أوصال المعارض السعودي والكاتب في صحيفة الواشنطن بوست، جمال خاشقجي، مطلع أكتوبر من العام 2018 في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، أقل بأربعة عشر عاماً من تلك التي طالت سلمى الشهاب…

محمد بن سلمان هو المسؤول عن هذا القرار

وبما أننا لن نهين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، لاعتباره أن يديه مقيدتان بمبدأ الفصل بين السلطات، فمن الواضح أنه المسؤول عن هذه الإدانة الفاضحة التي حركت الأمم المتحدة.

وبطريقة غير مباشرة، لا يمكن لهذه العقوبة إلا أن تحرج القادة الغربيين الذين شاركوا في إعادة تأهيله في الآونة الأخيرة بعد قضية خاشقجي.

هؤلاء هم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، الذي التقى به منتصف يوليو المنصرم في مدينة جدة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استقبله بعد ذلك بقليل في العاصمة باريس.

حتى أكثر السياسات الواقعية جلوداً يجب أن تفرض قيوداً على التعسف، خاصة عندما يدعي المرء الدفاع عن قيم مثل الإنصاف واحترام حقوق الإنسان.

نأمل أن تعود السلطات السعودية إلى رشدها بسرعة وأن يتم إلغاء هذه العقوبة التي سخر منها العالم بأسره.

سوف يشهد العكس على صمم مقلق من جانب أمير تميز صعوده بوتيرة وحشية بشكل خاص لأقرانه داخل النظام الملكي، حيث كانت السلطة تمارس منذ فترة طويلة بطريقة جماعية، فقط من خلال قرارات محفوفة بالمخاطر بشكل خاص، مثل الحرب المدمرة والعبثية التي شنتها دول التحالف العربي العسكري بقيادة الرياض أواخر مارس من العام 2015 في اليمن ضد الحوثيين.

قبل اغتيال المعارض السعودي، الذي أعقبه حجر دبلوماسي، لم يحسب الأمير محمد بن سلمان طاقته لتنصيب قصة أمير مصلح، مصمماً على إخراج المملكة من الجمود وتوقع نهاية عصر النفط، الذي يعود له الفضل في تضخيم الخزائن السعودية الآن.

ومع ذلك، فإن الخيار الاستراتيجي لمزيد من الانفتاح للمملكة على العالم، وخاصة من خلال قطاع السياحة، التي لا تتوافق مع عادات وأعراف حاكم مزربانية والتي توضحها الإدانة الجائرة لسلمى الشهاب.

  • (افتتاحية صحيفة “لوموند –le monde ” الفرنسية)
  • المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع