أحمد يحيى الديلمي ———-

 

  • حقد آل سعود وجنون الإمارات

في زمن الغرور الأمريكي والرغبة المجنونة في التفرد بمصير العالم وجد النظام السعودي الفرصة سانحة أمامه لإخراج كميات الحقد المتراكم وكل  أنواع البغضاء والكراهية من مكنوناتها في قعر الصدور ضد اليمن واليمنيين ، وهذه الموروثات تعود بالفعل إلى إحساس هذا الطرف بالدونية أمام الفارق الحضاري الكبير بين الجانبين ، ذلك سعى هذا النظام إلى تأسيس ما يسمى بالتحالف العربي المزعوم ، وفي وسط المعمعة برز الدور الإمارات المشبوه والمتفلت من كل القيم وثوابت الانتماء للعروبة ، هذه الإمارات التي كان يكن لها الشعب اليمني كل الاحترام والتقدير في زمن الأب زايد ، إلا أن الأبناء تفلتوا من القيم واتسمت أعمالهم ب  العنجيهة والجنون ، وكانت أبرز دوافعهم للانتقام والثأر لكرامتهم المسفوحة أن اليمن ألغت الاتفاق المشبوهة التي كان قد أعطى موانئ دبي حق إدارة ميناء عدن والمنطقة الحرة لأنه كان مجحف بحق اليمنيين ورافقته رشاوى وعمولات تسلمها الطرف اليمني ممن وقعوا الاتفاق ، من رأس الهرم في الدولة حتى أخر مسئول في الجهة المعنية بالاتفاقية وبالتالي وجدت الإمارات فرصتها للانتقام والثأر لذاتها المسفوحة بأسلوب همجي حول هذه الدويلة المتخمة بالمال وروائح النفط النتنة إلى دولة استعمارية بقدرة قادر ، واستخدمت كل الوسائل المبتذلة محاولة لسحق إرادة الإنسان اليمني في المناطق الجنوبية والشرقية بممارسات قذرة شملت القتل والسحل والإخفاء القسري وممارسة كل أنواع الاغتصاب والتعذيب على يد شذاذ الآفاق من مرتزقة الحروب الذين تم جلبهم من عدة دول في العالم ، وفي إطار ا لصمت المطبق من المنظمات المعنية لحماية حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات والكرامات تمادت هذه الدولة ووجدت الضوء الأخضر من المصدر الحقيقي للعدوان ممثلاً في بريطانيا وأمريكا ، فظهرت بنفس التهور الذي لقي ترحيباً من الرعاة كونه كبح جماح السعودية ومنعها من التفرد في الشأن اليمني لأن أمريكا وبريطانيا لا ترغبان في تفرد السعودية بهذا الأمر ، فجاءت الإمارات بما هي عليه من تخمة في المال لتحقق هذه الغايات بهدف ما يلي :

1-   ضمان التوازن وبقاء السباق على فرض الحضور في اليمن و بؤر الصراع مفتوحة على كل الاحتمالات بما في ذلك تقويض وجود الدولة المزعومة في الجنوب وتكريس الاحتلال بأفق انتهازي مهين اقتضى قيام كيانات ارتزاقية والاستعانة بالجماعات الإرهابية في ممارسة هذه الأعمال الدنيئة ، كلها مؤشرات هامة أبقت الباب مفتوحاً أمام أمريكا وبريطانيا للتدخل في أي لحظة كوسيط يمنع الاحتكاكات أو مواجهة أي أحداث عند الخروج عن المفردات الاستراتيجية للعدوان ، أي  أن الدولتان تظل صمام أمان ومحور هام في استمرار العدوان .

2-   توسيع نطاق سوق السلاح في منطقة الخليج وضمان عقد صفقات بمبالغ مهولة خاصة بعد إشعال الفتنة في  نطاق مجلس التعاون الخليجي ودفع السعودية والإمارات إلى حصار قطر حيث تشير المعلومات إلى أن قيمة صفقات الأسلحة خلال عام واحد تجاوزت ( 150 مليار دولار) إضافة إلى ما تم إبرامه في الماضي.

3-   تضييق الخناق على الطرف الوطني اليمني حتى يستسلم ويسير وفق الإرادة الصهيوأمريكية وإن على حساب السيادة والاستقلال والسماح للمحتلين الجدد بالتوغل و ممارسة كل  أشكال الامتهان للإنسان اليمني والتآمر على المكتسبات الوطنية أهمها وحدة اليمن.

مما تقدم ندرك حجم التكالب الدولي بشكل عام واليمن بشكل خاص وبالتالي تتحقق أهم دوافع العدوان الهمجي السافر على اليمن بأبعاده التدميرية وأفقه الانتهازي النفعي الذي يصب في خدمة مصالح الغرب وأمريكا بالذات ، فأي هزيمة في اليمن لا سمح الله ستسمح باستكمال المخطط وتحدد تموضعات الدول الكبرى في المنطقة ، إضافة إلى عامل هو الأهم ويتمثل في تثبيت دعائم دولة الكيان الصهيوني في فلسطين على حساب حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على جميع أراضيه .

الخلفية التي أسبقت أقتضى السياق التطرق إليها باعتبارها مؤشرات هامة تساعد على دحض الادعاءات الزائفة التي سوقها المعتدين ، ولا يزالون يسوقونها حتى اليوم وجعلوها مبرر لشرعنة العدوان وارتكاب أبشع الجرائم ضد اليمن واليمنيين .

مثل هذه المعلومات الكاذبة لاشك أنها أثرت في وعي الناس وكانت سبب الصمت المريب الذي إلتزمه العالم تجاه أبشع الجرائم والمجازر البشرية المخالفة لأبسط حقوق الإنسان ومنظومة القيم والقوانين الدولية ، مع أنها عارية من أدنى مقومات الصدق إلا أنها سببت الإجماع من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي على القرار (2216) بما مثله من إجحاف واستهداف صارخ للسيادة الوطنية إذ يكفي أنه وضع اليمن تحت طائلة البند السابع .

المثير للدهشة أنه كان أسرع قرار أتخذه مجلس الأمن وفق المشروع البريطاني لأن بريطانيا هي المعنية والمكلفة من قبل أمريكا بصياغة كل قرار يتعلق باليمن ، وهذا يؤيد بقية الحجج والأدلة الثابتة لتورط أمريكا وبريطانيا في العدوان وفق السلوك السياسي المريب الذي تمحور في الرغبات المبيتة والمصالح المرتقبة ، وبالتالي أسقط الخطوط الحمراء المتصلة بالقيم والمبادئ الإنسانية .

الانحطاط في التعاطي كشف عن زيف الشعارات والمبادئ التي تتشدق بها الدولتين وكأنها شيئاً لم يكن ..

وإلى الحلقة القادمة إنشاء الله ..

يتبع ..