سقطرى التاريخ وهوس الإمارات
السياسية – خاص :
مرة أخرى تعود أطماع دولة الإمارات العربية المتحدة في احتلالها لجزيرة سقطرى إلى الواجهة من جديد عبر تصريحات لعدد من المسئولين الاماراتيين كان آخرها لشخص إماراتي يدعي أنه مؤرخ تعهد أن تكون سقطرى جزء من الإمارات زاعما وجود علاقات تاريخية تجمع بين بلاده وجزيرة سقطرى وأبناءها .
لكن يبدو أن هذا الإماراتي قد تناسى عن عمد حقيقة وضع بلاده التاريخي وجزيرة سقطرى .. إذ لا يوجد لما يسمى حاليا دولة الإمارات العربية المتحدة عبر التاريخ العربي والإسلامي بحقبه المتعاقبة هي دولة والكل يعرف هذا لا يتعدى عمرها الاربعين عاما بينما جزيرة سقطرى تاريخها موغل في القدم وعلى حد قول أحد الاكاديميين العرب الدكتور تاج السر عثمان ” بحثنا في كتب التاريخ كي نثبت أن سقطرى إماراتية فلم نجد الإمارات في كتب التاريخ ” .
وحقيقة الأمر أن دويلة الإمارات العربية المتحدة وبعد الطفرة المالية التي حققتها جراء الاكتشافات النفطية والسمسرة التجارية التي اتبعتها قد جنت أرباح مهولة .. كان المفروض أن يرافق هذه الطفرة المالية عقول حكيمة تتصرف بهذا المال وتوجهه نحو التنمية والبناء ووضع أسس علمية صحيحة لبناء مستقبل مشرق لمواطني هذه الدولة .. لكن الذي تم هو العكس أعمى المال بصر وبصيرة المسئولين الإماراتيين وبدلا من توظيفه لإغراض بناء الدولة تصرفوا فيه لإشباع رغباتهم ملذاتهم وفي الأعمال الاستخباراتية وتمويل المؤامرات متناسين بان المال بحاجة إلى عقول لإدارته والتصرف فيه.
ثمة أمور هامة يجهلها مسئولي الإمارات عن الشعب اليمني أولها أنه حتى المواطن العادي البسيط يعرف حقيقة الأطماع الإماراتية في جزيرة سقطرى والأطماع السعودية في كلا من حضرموت والمهرة وينظرون إلى تلك الأطماع باستخفاف واحتقار لأن تلك الأطماع لن تتحقق إلا على جثث الملايين من اليمنيين والتاريخ يشهد على حب الانسان اليمني لوطنه وأرضه واستعداده للتضحية من أجل ذلك. وثانيها أن جزيرة كسقطرى مصنفة على قائمة التراث العالمي الطبيعي لدى اليونسكو وما تتميز به من موقع جيوسياسي مهم وما تزخر به من تنوع بيولوجي فريد على مستوى العالم يستحيل التفريط بهذا الكنز الوطني مهما بلغ الثمن وسيدفن اليمنيون أحلام الإمارات المريضة في ساحل سقطرى.
ثالثا ان النشاط الاستخباراتي الإماراتي في الجزيرة والذي يتم تحت مسمى العمل الانساني بات مفضوحا للجميع ويعرف جميع اليمنيين أن النشاط الإماراتي في الجزيرة تحت تلك الذريعة وشراء الولاءات لكسب سكان الجزيرة ما هو إلا ستار وقناع لأطماع استخبارتية إماراتية في الجزيرة .
لم يقرا الإماراتيون التاريخ اليمني القديم والحديث المعاصر لأنهم بلا تاريخ وان قراءو ذلك التاريخ سيعرفون حقيقة المواطن اليمني في الدفاع عن أرضه وعرضه مهما بلغ الثمن.