السياسية – متابعات :

أجتمع أطراف الصراع في اليمن أوائل ديسمبر في السويد لعقد المحادثات. وساد الأمل الهادئ. ولكن عادت الشكوك من جديد.

بقلم: فيليب شولكمانموقع “راديو وتلفزيون سويسرا srf.ch”، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-

حلقت طائرة بدون طيار فوق المُدرج. وفجأة، انفجرت ممطرة عرضاً عسكريا للجيش الحكومي بمئات الشظايا المعدنية. قتل إثرها ستة جنود وجُرح إثنى عشر آخرون. وأعلنت جماعة الحوثي المعارضة للحكومة عن تنفيذها للهجوم على الفور.

قالت وسائل إعلام جماعة الحوثي أن ذلك هجوماً عادلاً ضد المرتزقة الأجانب. بالفعل، ففي واقع الأمر، يدعم الجانب الحكومي في حرب اليمن تحالف عسكري دولي.

وتقود ذلك التحالف جارتا اليمن الكبيرتان، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حين يقدم الغرب الخدمات اللوجيستية والأسلحة.

ويمتلك التحالف بطائراته المقاتلة السيادة الجوية إلى حد كبير. ولكن الحوثيون يقومون بالرد على هجمات التحالف وعلى نحو متزايد عن طريق الطائرات بدون طيار، مثل الهجوم على العرض العسكري مؤخراً.

انتقام على هجمات التحالف:

تشبه تلك الطائرات بدون طيار التي يمتلكها الحوثيين تلك النماذج الإيرانية المُدهشة. والحوثيون مدعمون من قبل إيران المنافس الإقليمي للسعودية.

صرح معمر الإرياني، وزير الإعلام في حكومة هادي، أن هجوم الطائرة بدون طيار أكد من هو الجانب المعرقل لجهود السلام في هذه الحرب. فيما تحدثت جماعة الحوثي عن هدف مشروع. إذ لم يكن مدنياً، وإنما تم الهجوم على جنود. وما ذلك إلا مجرد انتقام على الهجمات التي يتم شنها من الجانب الآخر من البلاد.

تحَّول الرياح الدبلوماسية:

وكانت رد فعل مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن قلقاً ودعا الجانبين إلى ضبط النفس. حيث كان قد سعى في الأشهر الماضي إلى التخفيف من حدة التوتر بين الطرفين. وأتى الاقتصاد الدولي لمساعدته. وبعد أن تعرضت المملكة العربية السعودية لضغوط دبلوماسية بعد مقتل الصحفي الناقد للنظام الحاكم، جمال خاشقجي، استفاد غريفيث من هذا الزخم الجديد في ديسمبر وأجبر الجانبين على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية وميناءها الذي يحمل نفس أسم المدينة الواقع على البحر الأحمر.

ولكن ليس هناك عملية سحب للقوات تلوح في الأفق قبل ساعات قليلة من هجوم الطائرة بدون طيار وكان غريفيث يقدم بياناته لمجلس الأمن. بدأ تفاؤله يتعكر إلى حد ما. إذ لم يلتزم الجانبان باتفاق وقف إطلاق النار. وقد اعترف غريفيث أن تنفيذ الاتفاق لم يتم بصورة كاملة.

كان ينبغي أن يقترن وقف إطلاق النار بانسحاب القوات من جانبين. لقد مر الموعد المحدد لتنفيذ ذلك. ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود. أما ما يتعلق بمدينة تعز، لم يتم البدء به. حيث كان ينبغي أن يساعد إنشاء الممرات الإنسانية في إغاثة مليوني شخص هناك.

الوضع الإنساني لا يزال كارثي:

ما يزال النقاش حول تبادل السجناء قائماً. وكان قد تم الاحتفاء بالاتفاق بشأن ملف الأسرى كخطوة أولى ناجحة في بداية المحادثات في السويد. و قال جريفيث إن التحديات لا تزال هائلة، مشيرا إلى أن هناك المزيد من تدابير بناء الثقة.

وإعادة فتح مطار صنعاء ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، التي تم إيقافها منذ أكثر من عامين، قضيتان من شأنهما أن تخففا وعلى الفور من معاناة السكان. ولكن لا يلوح بشأنها أي تحرك يلوح في الأفق. وفقا لتقارير الأمم المتحدة لم يتحسن الوضع بالنسبة للسكان منذ الاجتماع في السويد وهو لا يزال كارثيا.

وقد تم الإعلان عن جولة ثانية من المحادثات في يناير. ويظل غريفيث يأمل في تحقيق تقدم كبير في الملف السياسي، الذي يعتمد بشكل أساسي على ملف الحديدة على وجه التحديد.