تستمر الحرب الأهلية في اليمن دون هوادة بينما لا يحرك العالم ساكنا
السياسية – متابعات :
بقلم: آرون كوشي( مجلة: ذا وييك الهندية الناطقة باللغة الانجليزية- ترجمة: انيسة معيض- سبأ)
مع بداية عام جديد، ربما يكون الوقت قد حان لإلقاء نظرة على أسوأ أزمة إنسانية في العالم في الوقت الراهن: انها الحرب الأهلية في اليمن.
لقد قتل، منذ بدأت “مرحلة” الحرب الأهلية في اليمن في عام 2015، 6660 مدنياً على الأقل فيما ادت الى أصابة 10.563 بجروح وفقاً لتقرير الأمم المتحدة. وقد وقع عدد كبير من هؤلاء الضحايا نتيجة عن الضربات الجوية التي شنها تحالف دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية.
ماهي الحرب الاهلية في اليمن؟
بدأت الحرب الأهلية في اليمن إثر التمرد الذي أطلق من شمال البلاد وقام به المقاتلون الشيعة بقيادة حسين الحوثي في عام 2004. ظل التمرد خاملاً اثناء احتجاجات المعارضة ضد حكم الدكتاتور علي عبد الله صالح، الذي بدأ في عام 2008. قبل أن يتحول بشكل فعال إلى صراع طائفي ‘شيعي ضد سني’ في السنوات الأولى من هذا العقد.
اندلعت الحرب الأهلية الدائرة بين حكومة اليمن المعترف بها دولياً والحوثيين في عام 2015 بتدخل التحالف الذي تقوده السعودية. دخل التحالف السعودي الصراع لوقف المد الإيراني في البلاد؛ في حين قامت طهران بتسليح ودعم الحوثيين.
لقد كان التحالف السعودي، الذي تألف من قوات من الدول السنية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، مدعوماً من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
الوضع في اليمن:
الوضع في اليمن كارثي ومأساوي ناهيك عن كونه أزمة إنسانية. وقد أدت الحرب الأهلية إلى مقتل الآلاف من المواطنين اليمنيين وإصابة العديد غيرهم. يصاب او يقتل الضحايا يومياً أثناء خروجهم لشراء الضروريات اليومية أو جلب المياه من الآبار بسبب القتال بين القوات المتصارعة.
وفقا للأمم المتحدة، فان الأزمة تتفاقم مع وجود مجاعة تهدد ما يقرب من 13 مليون شخص في اليمن. كما زعمت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية الدولية في نوفمبر2018، أن ما يقرب من 85000 طفل قد لقوا مصرعهم بسبب الجوع في اليمن منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2015.
لقد ساهم التحالف بقيادة السعودية بان تلوح المجاعة في الأفق بسبب الحصار الذي تفرضه قواتها على جميع المساعدات الإنسانية التي تذهب إلى اليمن. وبذريعة منع إمدادات الأسلحة إلى قوات الحوثي من إيران، لقد فام التحالف السعودي بخنق جميع وسائل النقل داخل وخارج المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
لقد ألقي باللوم على الولايات المتحدة لأنها غير قادرة أو غير راغبة على وقف التدخل السعودي في صراع اليمن. في حين أن الجيش الأمريكي توقف عن توفير الوقود أثناء الطيران للطائرات السعودية المقاتلة في اجواء اليمن، وما زالت واشنطن توفر التدريب والمساعدة العسكرية لأعضاء التحالف. كما فشلت الأمم المتحدة في التوصل الى حل سلمي للنزاع في اليمن ، بمحاولاتها للدعوة إلى ممر إنساني على الطريق السريع الحديدة – صنعاء في ديسمبر من العام الماضي لم تكن فعالة.
جرائم حرب:
اتهم محققو الأمم المتحدة مؤخراً التحالف الذي تقوده السعودية بارتكاب جرائم حرب متعددة مثل شن غارات جوية على أهداف مدنية وتعذيب واغتصاب المدنيين وتجنيد الأطفال. وأدلت الأمم المتحدة أن الضربات الجوية السعودية والإماراتية تسببت في أكبر عدد من الضحايا المدنيين. وقد لوحظ أن القوات السعودية غير متعاونة مع المحققين بشأن الأسئلة المتعلقة بإجراءات الاستهداف. كما اتُهم التحالف بعدم التقيد “بقائمة الغارات” الخاصة به ، والتي تضم أكثر من 30000 مكان في اليمن مثل مخيمات اللاجئين والمستشفيات.
رد المجتمع الدولي:
لم تبدي أي حكومة أو منظمة النظر في محنة الشعب اليمني إلا الأمم المتحدة. لقد واصل التحالف السعودي القيام بضربات جوية في اليمن على الرغم من مواجهة الانتقادات المتزايدة والغضب من المجتمع الدولي.
لقد كان الغرب متردداً في فرض القوة على التحالف السعودي حول الحرب الأهلية في اليمن نظراً لتعقيدات السياسة النفطية والحاجة لاحتواء انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة.