السياسية :

بقلم دلماري دلمار وعلي المجاهد

(موقع “نيوز 24- “news-24 الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”) 

تسعى الأمم المتحدة إلى التمويل الجماعي لجمع 80 مليون دولار لإنقاذ أكثر من مليون برميل من النفط والمتواجدة في باطن ناقلة النفط “صافر” المتحللة في البحر الأحمر والحد من وقوع كارثة بيئية محتملة.

تصدأ ناقلة النفط “صافر” قبالة سواحل اليمن، حيث لم تخضع لأي اعمال صيانة منذ العام 2015.

تطفو الناقلة صافر في قلب النظام البيئي الدقيق للبحر الأحمر، المشهور بشعابها المرجانية وتنوع أسماكه.

تهدد هذه الناقلة بتسريب حوالي أربعة أضعاف كمية النفط الخام التي ألقيت قبالة ساحل ولاية ألاسكا في إكسون فالديز، الذي حدث في العام 1989.

سبق وأن تسللت مياه البحر بالفعل إلى غرفة المحركات، بحسب مسؤولي الأمم المتحدة الذين يدقون ناقوس الخطر من أن تفتت الخزان أو قد يؤدي إلى الانفجار من شأنه أن يلحق الفوضى بالحياة البحرية وطرق الشحن الحيوية والاقتصادات الإقليمية.

بعد انفجار مرفأ بيروت، تجدد ناقلة نفط يمنية المهجورة المخاوف من انفجار كارثي آخر.

لسنوات، سعت الأمم المتحدة إلى إطلاق مهمة إنقاذ ونقل النفط وسحب السفينة إلى مكان أكثر أماناً للخضوع لعمليات صيانة أو التفكيك، لكن السفينة راسية في مياه البحر الأحمر من الجهة الشمالية الغرب من مدينة الحديدة الساحلية الواقعة تحت سيطرة الحوثيون المتحالفون مع إيران، حيث وضعت الحرب بينهم وبين الحكومة التي يدعمها السعوديون حداً لأعمال الصيانة ومنعت أي عمليات تفريغ.

ومن جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الأطراف المتعارضة اتفقت في نهاية المطاف على خطة لمنع وقوع الكارثة، لكنها الآن لا تملك المال لتنفيذها، لذا أطلقت حملة تمويل جماعي على الانترنت، «الناقلة لا يمكن إصلاحها والخوف من أن النفط المتواجد في باطنها قد يتسرب أو أن تتعرض الناقلة للانفجار قريبا».

يشير إعلان الأمم المتحدة إلى أنها جمعت حوالي ثلاثة أرباع الأموال اللازمة لنقل النفط إلى سفينة أخرى، بعد أن تعهدت كلاً من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مؤخراً، بتقديم 10 ملايين دولار لكل منهما، كما تعقدت هولندا وفرنسا وقطر وغيرها، بتقديم الدعم، حيث ارتفع المجموع في أيدي الأمم المتحدة إلى 60 مليون دولار.

وللمساعدة في جمع الـ 20 مليون دولار المتبقية، يطلق منسق الأمم المتحدة في اليمن ديفيد جريسلي, نداءً عبر الإنترنت للناس في جميع أنحاء العالم، لجمع 5 ملايين دولار بحلول نهاية الشهر حتى يبدأ العمل في يوليو.

ومن خلال مؤتمر صحفي، بدا أن جريسلي يعترف بأن النداء العام البالغ 5 ملايين دولار كان غير عادي، واصفا إياه بأنه «هدف طموح ونبيل»، لكنه جادل بأن كارثة تلوح في الأفق، حيث سوف تزداد وتيرة التيارات والرياح في فصل الشتاء من خطر غرق السفن وانسكاب النفط في البحر الأحمر.

«كل يوم يمر هو يوم آخر نخاطر فيه لفرصة أن تتعطل هذه السفينة وتحدث الكارثة».

الخطة بأكملها، التي تتضمن أولاً تفريغ النفط ثم استبدال السفينة التي يبلغ ارتفاعها 1230 قدماً – حيث تعتبر واحدة من أكبر الناقلات في العالم- وسوف يكلف هذا العمل, 144 مليون دولار، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

كيف تم تحرير سفينة قناة السويس العالقة “إيفر جيفن”:

سوف تضيف كارثة في البحر الأحمر إلى محنة اليمنيين الذين عانوا ما يقرب من ثماني سنوات من الحرب والمجاعة والمرض، وتهدد سبل عيش الكثيرين الذين يعتمدون على موارد البحر، وبحسب ما أشار اليه جريسلي، فإن إعادة توطين مصايد الأسماك قد تستغرق ما يصل إلى 25 عاماً.

يقول مسؤولو الأمم المتحدة والمدافعون عن البيئة إن تسرباً نفطياً أكثر أماناً من شأنه أن يدمر النظم البيئية للبحر الأحمر، وهو مجال مهم للتنوع البيولوجي، وسوف يستغرق عقوداً وما لا يقل عن 20 مليار دولار لإتمام عملية التنظيف.

قال ريتشارد كارتر، مدير برنامج التنسيق الساحلي في مؤسسة المحيط في واشنطن: «إن تسرباً نفطياً بهذا الحجم، سوف يعمل على تعطيل مفاجئ لإمدادات المساعدات الأساسية من خلال إغلاق الموانئ القريبة، ووقف الشحنات الأساسية من الغذاء والوقود والأدوية».

إنه من المنطقي السعي للحصول على تمويل خارجي في حالة السفينة «اليتيمة»، حيث قد لا تكون الملكية والمساءلة واضحة، بعد أن حثت واشنطن الشركات الخاصة التي تستخدم البحر الأحمر في الأنشطة التجارية للمساعدة أيضاً في تمويل مشروع الأمم المتحدة.

ومن جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينج، للصحفيين إن الحوثيين اتفقوا مع مسؤولي الأمم المتحدة على تفريغ النفط، مع عقد مناقشات حول ما سوف يحدث للنفط وكيفية سحب السفينة فيما بعد.

وبحسب مذكرة التفاهم الموقعة في مارس، سوف يكون الحل قصير الأجل هو نقل النفط من الناقلة صافر إلى سفينة أخرى، لكن الاتفاقية تعتمد على جمع الأموال من المانحين.

طلب الحوثيون – الذين طالما اتهموا بتأخير عملية الطوارئ في الماضي – مراراً وتكراراً من الأمم المتحدة تقديم الخطة التشغيلية المنصوص عليها في المذكرة واتهموها بـ “التردد في اتخاذ إجراءات عملية وفنية للبدء بعلية الحفاظ وصيانة الناقلة “صافر”.

وصف ليندركينج، خزان النفط صافر بأنه «قنبلة موقوتة»، حيث، قال إن الأمر سوف يستغرق «بقايا سيجارة مشتعلة، أو تفريغ سلاح» للتسبب في تسرب، وقال إن الناقلة العملاقة معرضة أيضاً لخطر الانفجار.

أشارت دراسة بتكليف من الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة إلى أن الانسكاب أو الانفجار يمكن أن يؤدي إلى رفع أسعار الوقود والغذاء، ويسبب خسائر في المحاصيل ويلوث آلاف آبار المياه، كما سوف يهلك الحياة البحرية للثدييات والسلاحف والطيور، كما سوف يعمل على تدمير الشعاب المرجانية البكر ويقتل مئات الآلاف من الوظائف في صناعة صيد الأسماك.

وقال كارتر إنه إذا غرقت السفينة أو انفجرت أو انسكب النفط منها، فسوف تكون العواقب وخيمة، حيث سوف يتعرض ملايين الأشخاص لهواء شديد التلوث، وسوف يحرم المواطنون اليائسون المعتمدون على المساعدات من الإمدادات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، كما سوف تصبح البيئة البحرية لمنطقة شاسعة بلا داع، ضحية مأساوية للحرب».

*       المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع