بات من المؤكد ان الازمة السورية اصبحت على مشارف خط النهاية بعد سنوات من الحرب التي دمرت كل مقدرات الشعب السوري وبنيته التحتية وما الحقته من اضرار اجتماعية ونفسية في بنية المجتمع والمواطن السوري .

  تتكشف يوما بعد اخر حقيقة الحرب في سوريا اسبابها ومموليها والغاية منها عبر تصريحات للعدد من المسؤولين الامريكيين والغربيين وحتى الخليجيين ليعرف المواطن السوري والعربي ان ما حصل في سوريا كان نتاج مؤامرة إستخباراتية امريكية غربية اسرائيلية وحتى خليجية لتغيير النظام واستبداله بآخر موالي للغرب ويطبع مع اسرائيل ..لم يصدق المواطن السوري والعربي ما كان يصرح به الرئيس السوري والمسؤولين بسوريا عن حقيقة المؤامرة على الشعب السوري الابعد ان باتت تلك التصريحات تأتي ممن دبروا هذه المؤامرة ورعوها وممولها .

  واليوم وبعد الانتصار الساحق للجيش العربي السوري وسحقه للجماعات المسلحة واستعادته ما يقارب من 85% من الجغرافية السورية يظهر اكثر من مسؤول امريكي واوربي وخليجي ليصرح بدوافع الحرب على سوريا والهدف منها ليعرف العالم حجم المأساة التي لحقت بالشعب السوري وقتل الالاف من مواطنيه وتدمير مقدراته وبنيته التحتية خدمة لإسرائيل وتسيدها في المنطقة العربية .

  لقد كان اتخاذ قرار مواجهة المؤامرة من قبل القيادة السورية اكثر من صائب لمعرفة حقيقتها وأبعادها مهما كلف الثمن كما كان اللجوء لطلب العون الروسي مشروعا وحكيما لمواجهة هجمة شرسة فاقت امكانية الجيش السوري ضحت دول الخليج مليارات الدولارات على الجماعات المسلحة بإيعاز امريكي اوربي وفتحت الدول الاستعمارية مخازن اسلحتها للجماعات الارهابية وباتت الحدود السورية مفتوحة امام تدفق المسلحين من لبنان والاردن وتركيا وتحت حماية هذه الدول ..ونصبت المعسكرات على الحدود بين هذه الدول وسوريا في هجمة شرسة من اقصى الشمال السوري الى جنوبه ..ولم يكن امام القيادة السورية غير خيار واحد وهو خيار المواجهة والاعتماد الكلي على روسيا وايران في هذه المواجهة ودخل الجيش الروسي بقوة هذه المعركة ليست دعما لوجستيا وإنما مواجهة بأحدث ما يمتلكة من معدات عسكرية وكانت النتيجة دحر الجماعات الارهابية المسلحة من معظم الارض السورية .

واليوم وسوريا على وشك ان تنعم بالسلام في كل اراضيها يحق لها ان تفخر بجيشها واصدقائها الذين مدوا لها يد العون في وقت كان في امس الحاجة اليها .