الهند بين المطرقة والسندان
السياسية:
كتب ليفون سافاريان، في “أوراسيا ديلي”، حول مصلحة كل من الولايات المتحدة وروسيا في بيضة القبان- الهند.
وجاء في المقال: في الواقع الجيوسياسي الحالي، لا تتصرف الهند كقوة “إقليمية كبرى” فقط، بل تطمح إلى دور القوة العظمى على مستوى العالم. علما بأن كلاً من موسكو وواشنطن بحاجة إلى علاقات فاعلة مع نيودلهي.
بالنسبة لروسيا، يوازن التعاون مع الهند نفوذ الصين المتنامي في المنطقة وداخل منظمة شنغهاي للتعاون، على الرغم من التعاون الثلاثي داخل هذه المنظمة والعلاقات الروسية الصينية الوثيقة. الهند، أيضا أحد شركاء روسيا الرئيسيين في التعاون العسكري التقني: فعلى مدار 30 عاما، حصل الجانب الهندي على أسلحة بقيمة 70 مليار دولار من روسيا، ولهذا السبب، لم تنضم الهند إلى العقوبات ضد روسيا.
تقف الهند حجر زاوية في التصور الأمريكي عن المحيطين الهندي والهادئ مع إمكانية تحولها فعليا إلى قوة عظمى حقيقية. ففي سياق المواجهة العالمية مع بكين، ترى واشنطن في نيودلهي الركيزة الأكثر فاعلية في معادلة كفة الصين في المنطقة.
إن الجمع بين هذه العوامل يحدد، من ناحية، الموقف الحذر الذي تتبناه كل من الهند نفسها والولايات المتحدة. بالنسبة لنيودلهي، التي تتمتع بعلاقات راسخة في المجال العسكري- التقني وفي مجال الطاقة مع روسيا، يظل التعاون مع موسكو مهما من الناحية الاستراتيجية. ولا يمكن إلا أن يفهموا في الولايات المتحدة أن الهند، على الرغم من عقدين من الحوار المكثف بين واشنطن ودلهي، ارتبطت مع روسيا بعلاقات وثيقة على مدى أجيال.
وقد قال نائب مستشار الأمن القومي لرئيس الولايات المتحدة، داليب سينغ، إن “الأصدقاء لا يرسمون خطوطا حمراء لبعضهم البعض”، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تحظر أو تعرقل بأي حال واردات الهند من النفط والغاز الروسيين. من الواضح أن واشنطن ليست مستعدة للتضحية بعلاقتها المميزة مع شريكها القادر على خلق توازن فعال في المستقبل مع الصين من أجل الأزمة الأوكرانية.
المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع روسيا اليوم وتعبر فقط عن رأي الكاتب