أحمد يحيى الديلمي —

والشعب يعيش حالة الحزن الشديد على فقدان قائد عظيم بحجم الرئيس الشهيد صالح الصمّاد ، ومع أن الشعب حوّل هذه الحالة إلى فرح غامر ليقينه أن الصمّاد نال ما تمناه وهي الشهادة ، وأن فقدناه يمثل نقطة تحول هامة لن تكون كسابقاتها ، وأن الشعب اليمني سيثأر لدم الشهيد والّاف الشهداء الذين سبقوه إلى ميادين الكرامة والفداء والكثير منهم استشهد غدراً ، إما في منزله أو مسجده أو الطريق ، كما حدث للفقيد الراحل الصمّاد ، قلنا والشعب يعيش هذه الحالة بات يدرك جيداً من هو عدوه ، ويدرك أكثر الدور الذي سيطّلع به في المرحلة المقبلة كلا في موقعه وبحسب إمكانياته ، بعد حالة اليأس والإحباط التي احاطت بنفوس اليمنيين مما يسمى بالمجتمع الدولي الذي بات مجبولاً على النفاق ويمارس حالة  ازدواج المعايير بسبق الإصرار والترصد وكأن بريق المال السعودي والخليجي بشكل عام أعمى البصائر وألبسها لبوس خاصة ضاعت معها المبادئ والقيم والأخلاق وما يسمى بمنظومة حقوق الإنسان التي اصبحت مع الأسف حكراً على إنسان دون غيره ، وهو نموذج سيئ جداً يذكرنا العصبية اليهودية التي حاولت أن تميز اليهود عن غيرهم من البشر بما يوحي أن هذه الشرذمة المنتشرة في العالم استطاعت ، أن تدجن الثقافات وتكرس نهجها العنصري البغيض على حساب الثقافات الأخرى المتميزة وهي حالة تصل إلى حد البكاء على العالم وأخلاقه ومبادئه وقيمه ، وتحتاج إلى صحوة عامة في كل الشعوب تبدأ بإصلاح المنظومة الدولية التي لا شك أنها ترهلت وباتت عاجزة عن عمل أي شيء للإنسان والإنسانية ، بل أن مواقفها احياناً تثير الشفقة على هذه المنظمة الدولية التي تحولت إلى (حكومة الزير) كلهم يتعاطون الأموال دون أن يقدموا شيء يفيد البشر ، وهذا هو حال الأمم المتحدة التي هي اليوم في حالة استجداء للمعونات وتسترضي من سيقدم أكثر على حساب القيم والمبادئ التي انشأت من أجلها ، ولنا في تلك الحادثة الوقحة واقعة في انصياع الأمين العام للأمم المتحدة السابق لضغوط السعودية وسحبها من قائمة العار لكي يحصل على المال من هذه الدولة وانقياداً لشرطي العالم الممثل بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا باعتراف بان كي مون نفسه وتحسره على هذا التراجع اللإنساني في هذه الاجواء المعتمة.

لا شك بأن الشعب اليمني ادرك أنه لوحده وأن العالم تخلى عنه ودعم عدوه الصلف الذي يستهدف كل شيء يمت بأدنى صلة للحياة ، ويخوض حرب إبادة شاملة ضد اليمنيين والعالم الحر والمكبل يلوذ بالصمت المطبق ، يا لها من كارثة ويا له من عالم يستحق الشفقة والرحمة ، ليس الحكام بل الشعوب التي لا تزال تؤمل خيراً فيما يسمى بالأمم المتحدة…والله من وراء القصد.