غارات صهيونية على غزة.. رسائل ردع لا تخيف المقاومة الفلسطينية
السياسية : نضال أبو مصطفى
يواصل العدو الصهيوني إشعال نار حقده في الأرض الفلسطينية، حيث شنت طائراته الحربية صباح اليوم السبت، سلسلة من الغارات استهدفت عددا من مواقع المقاومة الفلسطينية وسط قطاع غزة وشماله، في حين زعم الناطق باسم جيش الاحتلال أن الغارات جاءت ردا على صاروخ فلسطيني أُطلق من القطاع باتجاه مدينة عسقلان المحتلة خلال الليلة الماضية.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من سيطرة المقاومة الفلسطينية على منطاد عسكري يستخدمه جيش العدو لأغراض التجسس ويراقب من خلاله مساحة واسعة من شمال القطاع.
ويرى مراقبون سياسيون أن العدو يحاول ترميم معادلة الردع التي تآكلت في ظل تصاعد حالة الاشتباك المسلح في مدن الضفة المحتلة مؤخرا وتعاظم قوة المقاومة في قطاع غزة.
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. مصطفى الصواف قال خلال مقابلة خاصة مع وكالة الانباء اليمنية سبأ: إن العدو تلقى ضربة قوية بعد استيلاء المقاومة على المنطاد العسكري الذي يحمل معدات وكاميرات متطورة، فذهب باتجاه قصف مواقع في قطاع غزة لتفريغ حالة الغضب والاستياء التي يشعر بها قادته.
وأضاف الصواف: إن العدو يحاول جر المقاومة لحالة اشتباك واسعة، لكن المقاومة لم تعد فعلا عشوائيا، وهي تعرف متى ترد وبشكل مخطط ومدروس.
وأكد الكاتب الصواف أن جبهات المقاومة الفلسطينية متماسكة وموحدة، وهو ما يزعج العدو الذي فشل أكثر من مرة في تحييد وفصل جبهة عن الجبهات الأخرى، سواء في الضفة المحتلة والقدس أو مدن الداخل المحتل عام 1948.
يوافقه في ذلك الخبير في الشأن الصهيوني د. عاهد فروانة الذي قال إن رئيس حكومة العدو الصهيوني “نفتالي بينت” يحاول ترميم قوة الردع الصهيونية واستعادة هيبة الجيش من خلال تكثيف الاغتيالات والقصف الجوي.
وذكر فروانة في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن رئيس الحكومة الصهيوني يحاول إرسال رسالة ردع للمقاومة بعد العمليات النوعية التي نفذتها داخل الكيان في شهر رمضان الماضي وبعده، وأظهرت هشاشة منظومة الأمن الصهيونية.
وأشار الخبير في الشأن الصهيوني إلى أن بينت يضغط على الشعب الفلسطيني في ظل ضعف حكومته واحتمال سقوطها في أي وقت، كما يسعى لتصدير الملف الأمني للمشهد الصهيوني بهدف التهرب من الاستحقاقات الكبيرة التي يواجهها بفعل ما يجري على الساحة السياسية في الكيان، وفي ظل الانشقاقات التي تعاني منها الحكومة.
وحول تأثير الزيارة المرتقبة التي ينوي القيام بها الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط وخاصة كيان العدو، يرى فروانة أن قرب موعد الزيارة يكبح من جماح حكومة العدو لتوسيع العدوان والاشتباك في الساحات الفلسطينية، كون تدهور الأوضاع الأمنية سينعكس على الزيارة التي يعتبرها رئيس الحكومة مهمة جدا له ولاستقرار وثبات أركان حكومته.
ولفت الخبير فروانة إلى أن استمرار العمليات الفدائية وتصاعدها في مدن الضفة شكل ضربة لمنظومة الأمن داخل الكيان وأفقد المستوطنين الشعور بالأمن، كون العمليات جاءت في وقت أعلن فيه الاحتلال رفع جهوزيته واستنفار قواته، كما نوه إلى أن أكثر من 70% من المستوطنين أكدوا لوسائل إعلامهم فشل حكومتهم في توفير الأمن لهم.
وختم فروانة حديثه لوكالة الأنباء اليمنية سبأ بأن وزير الحرب الصهيوني “بيني غانتس” بات يُحمّل رئيس أركان الجيش “أفيف كوخافي” مسؤولية الفشل، ويفكر جديا بعزله وتعيين ضابط آخر من ضباط الجيش مكانه، ليحاول من خلاله ترميم الصورة الأمنية للكيان.