السياسية:

توفي العالم البريطاني، بيتر سكوت مورغان، عن عمر ناهز 64 عاماً، بعد صراع دام 5 سنوات مع مرض العصبون الحركي النادر، استطاع خلالها أن يتحول إلى أول “سايبورغ” في العالم.

ما الذي يعنيه مصطلح “سايبورغ”، ولماذا يعتقد العلماء أنهم سيحكمون الأرض في غضون 80 عاماً؟

ما الذي يعنيه مصطلح سايبورغ؟
يشير مصطلح سايبورغ إلى كائن حي نصفه بشري ونصفه الآخر آلي، ويتكون من مزيج من مكونات عضوية وأخرى حيوية وثالثة إلكترونية وميكانيكية.

وقد صاغ العالم النمساوي المولد، مانفريد إي كلاينز، والعالم الأمريكي، ناثان إس. كلاين، مصطلح “سايبورغ”، وقد ظهرت الكلمة لأول مرة في مقال بعنوان “Cyborgs and Space” في عدد سبتمبر 1960 من مجلة Astronautics.

ووفقاً لما ذكره موقع Interesting Engineering فقد كتب كلاينز وشريكه في التأليف كلاين: “من أجل عمل المجمع التنظيمي الممتد خارجياً كنظام استتباب متكامل دون وعي، نطلق مصطلح سايبورغ”.

وتمت صياغة المصطلح بسبب تركيز البشرية في تلك الفترة على السفر إلى الفضاء، وهو أكبر مشروع علمي في الستينيات.

وتضيف الصحيفة أنّ السفر إلى الفضاء يتحدى البشرية، ليس فقط من الناحية التكنولوجية، ولكن أيضاً من الناحية الروحية، حيث إنه يدعو الإنسان إلى القيام بدور نشط في تطوره البيولوجي، ومن ثم يمكن استخدام الإنجازات العلمية في المستقبل للسماح بوجود الإنسان في بيئات تختلف اختلافاً جذرياً عن تلك التي توفرها الطبيعة كما نعرفها.

ووفقاً لتعريف كلاينز وكلاين فإن السايبورغ هو كائن هجين بين البشري والآلي والإلكتروني، بقدرات بيولوجية معززة بواسطة الأجهزة الإلكترونية أو الكهروميكانيكية، يقوم باستخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب، أو مزيل الرجفان القابل للزرع، أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى مثل المعينات السمعية الاصطناعية للبقاء على قيد الحياة.

ما هي تجربة مورغان في التحول إلى سايبورغ؟
في العام 2017 تمّ تشخيص العالم البريطاني بيتر سكوت مورغان بمرض العصبون الحركي، وكان أمامه عامان فقط للعيش، وفقاً لصحيفة The Sun البريطانية، لذلك قرر أن يتحدى مرضه من خلال أن يصبح آلياً.

وداء العصبون الحركي هو مرضٌ يصيب الخلايا العصبية الحركية في غالبية العضلات الإرادية في الجسم، والتي يقوم الدماغ من خلالها بمراقبة عمل العضلات.

نتيجة لهذا المرض تتلف الخلايا العصبية، ولا يُمكن بعد ذلك تحريك العضلات أو التحكم بها عصبياً، مما يؤدي شيئاً فشيئاً إلى ضعفها ثم شللها، وفقاً لما ذكره موقع “WebTeb”.

خضع عالم الروبوتات المشهور عالمياً لسلسلة من العمليات والإجراءات المعقدة والمحفوفة بالمخاطر خلال رحلته ليصبح رجلاً آلياً، وقبل أن يفقد أياً من عضلات وجهه المستخدمة في إنشاء التعبيرات.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانيّة فقد قام ببناء صورة رمزية تشبه الحياة حتى يتمكن من التعبير عن المشاعر بعد إهدار عضلات وجهه.

كما يسمح له الكرسي المتحرك المتطور بالتحرك بسرعة، والوقوف والاستلقاء بشكل مسطح.

في حين أعطته جراحة العيون بالليزر رؤية مثالية باستخدام الكمبيوتر، كما مكنته تقنية تتبع العين من تشغيل أجهزة الكمبيوتر.

ومن ثمّ تم إدخال أنبوب تغذية مباشرة في معدته، وبطريقة مماثلة، اعتنى كيس قسطرة و”كيس فغرة القولون” باحتياجاته بدلاً من دخول المرحاض.

كما أجرى العالم البريطاني عملية استئصال الحنجرة لفصل المريء والقصبة الهوائية لتقليل خطر إصابته بالتهاب رئوي مميت، ولمنع اللعاب من دخول رئتيه، ما يعني أنه سيفقد الكلام للأبد.

لكنه قبل أن يجري تلك العملية سجل بيتر عشرات الآلاف من الكلمات والجمل التي يمكن أن يطلقها باستخدام عينيه، وركب “صندوق الصوت” الذي يحتوي على كلماته المسجلة مسبقاً لتتحدث نيابة عنه.

لاحقاً أعلن بيتر أنه أكمل انتقاله بالكامل إلى “أول إنسان آلي كامل في العالم”، مطلقاً على نفسه اسم “بيتر 2.0”.

لماذا يحذر العلماء من السايبورغ؟
في العام 2019، تنبأ العالم البريطاني جيمس لوفلوك بعالَم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي، لأنه سيكون قادراً على التفكير أسرع منّا نحن البشر بعشرات الآلاف من المرات.

وقال لوفلوك في تصريح لصحيفة Daily Mail البريطانية: “لَطالما كان احتمال هيمنة الكائنات السيبرانية (السايبورغ) -التي هي نصف إنسان ونصف آلة- موضوعاً لأفلام الخيال العلمي المخيفة، مثل فيلمي 2001 Space Odyssey وThe Terminator”.

وأضاف: “رغم أن هذه الكائنات ستحكم الأرض، لكنها لن تقتلنا، وفكرة أنهم سيحلّون محلنا فكرة سخيفة، سنتعايش معهم تماماً مثلما نتعايش مع النباتات”.

وتابع: “سوف ينظرون إلينا كثيراً بالطريقة التي ننظر بها إلى النباتات لكن بشكل أبطأ، وفي الواقع سيحتاجوننا، وسوف نتعايش معهم، رغم أننا سنكون تابعين لهم”.

ويعتقد لوفلوك أنَّ صعود كائنات “السايبورغ” لتصبح النوع السائد جزء من عملية التطور، ويرى أنه لَطالما كان البقاء للأصلح، وأنهم هم مَن سيرثون العالم بعد ما يزيد قليلاً على 80 عاماً.