نفط اليمن.. أطماع متواصلة عابرة لحدوده الجغرافية
السياسية – متابعات :
يقال ان الاطماع السعودية ودول تحالف العدوان في ثروة اليمن النفطية تتسع لتشمل الولايات المتحدة التي ارسلت الى اليمن سفيرا جديدا هو “ستيفن هاريس فاجن”، ليباشر حظه في هذا البلد عسى ولعل الحظ يكون مؤاتيا لصالحه للانقضاض على خزين النفط والاحتياطي النفطي الكبير لهذا البلد.
اليمن معروف بكبر احتياطاته النفطية التي يزيد حجمها عن جميع احتياطات نفط السعودية وعموم المحميات الخليجية (مجتمعة) مضافا اليها جزء من احتياطات جنوبي العراق.
كما هو معلوم ان الازمة الاوكرانية القت بثقلها النفطي والغازي على عموم اوروبا ومعها اميركا، حيث بات الجميع (الاوروبي والاميركي) يبحث عن مصادر جديدة ورخيصة للطاقة لنهبها واستثمارها لسد ثغرة قد يتسع حجمها مستقبلا.
الموارد النفطية في اليمن تجعله في المرتبة 29 عالميا في تصنيف احتياطات النفط، حيث يمتلك 106 حقول في مناطق الامتياز، من بينها 13 حقلا تخضع لأعمال استكشافية، و12 حقلا منتجا، و81 حقلا بمثابة قطاعات مفتوحة للاستكشاف والتنقيب، فيما يبلغ عدد الشركات العاملة في مجال الاستكشاف والإنتاج 18 شركة أجنبية أميركية وفرنسية وكورية.
لم يستخرج من ثروة اليمن النفطية حتى الان سوى 20%، فيما لا يزال أكثر من 80% من الأحواض الرسوبية والمناطق المؤهلة لتكوين نظام بترولي غير مكتشف، يقال ان اليمن يطفو على بحر من النفظ يمتد الى الضفة الشرقية من القارة الافريقيةالمقابلة لشواطئ اليمن.
السفير الجديد سلم رئيس ما يعرف بـ”مجلس القيادة” التابع للسعودية “محمد العليمي”، أمس الاربعاء بالقصر الرئاسي في عدن، اوراق اعتماده، وحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فإن “ستيفن فاجن”، هو عضو مهني في السلك الدبلوماسي الأقدم برتبة وزير – مستشار ، وشغل مؤخرا منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية لدى العاصمة العراقية بغداد، كما عمل مستشارا سياسيا واقتصاديا لسفارة بلده في بروكسل.
منذ بدء العدوان السعودي وتحالفه الاماراتي على اليمن تنفيذا لاجندة “صهيوأميركية” معروفة في العام 2015، سيطرت قوات دول تحالف العدوان على حقول ومواقع نفطية، وحالت دون الاستمرار بعمليات الاستكشاف والتنقيب، ما أدى إلى توقف غالبية أنشطة التنقيب عن النفط في اليمن، وبالتالي خفض الإنتاج بواقع 40%، وقد شهد قطاع النفط في هذا البلد خسائر كبيرة، وتعرضت آبار النفط لهجمات، ليفقد اليمن بذلك جزءا كبيرا من الموارد التي تدر على الخزينة مليارات الدولارات سنويا.
قائد قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي، اتهم في احد خطاباته النظامين السعودي والإماراتي بسرقة نفط اليمن وثرواته قائلا: “لدينا كل الموارد. لدينا كميات هائلة من النفط. بعضها أخرجوه، وكان يُنهب الكثير منه، وعائداته كانت تضيع، وبعضها لم يستخرج استرضاء لدول معينة أرادت الانتظار حتى يتهيأ لها فرصة السيطرة المباشرة لتسرقه، أمثال النظام السعودي برعاية شركات أميركية وغربية، والنظام الإماراتي كذلك”.
واليوم حانت تلك الفرصة اثر تداعيات الحرب في اوكرانيا وارتفاع اسعار النفط حيث من المتوقع أن يصل سعر برميل النفط اليوم الخميس، إلى أعلى مستوى له عند 118.57 دولار للبرميل، فيما وصل سعر البنزين العادي إلى مستوى قياسي بلغ 4.67 دولار للغالون الواحد يوم أمس الأربعاء.
سابقا، اتهمت حكومة صنعاء السعودية بمنع عمليات الاستكشاف والتنقيب بهدف الاستحواذ على المخزون النفطي وتحويل المواقع النفطية إلى قواعد عسكرية، ومن ذلك ما اعلنه وزير النفط اليمني أحمد دارس في آذار/مارس 2021، بقوله، أنَّ التحالف السعودي “أقدم على تحويل حقول ومواقع نفطية إلى قواعد عسكرية”، مشيراً إلى أنَّ “سيطرة التحالف على قطاع النفط حرم ميزانية الدولة من 75% من رافد الميزانية”.
الاطماع في اليمن لا تقتصر على السعودية بل تشمل الامارات ايضا، فبحسب المسؤولين ومحللين يمنيين، فهي تحاول السيطرة على موانئ المنطقة كلها، “وتضع يدها على جزيرة سُقطرى اليمنية التي تقع في نهاية خليج عدن، وتُشرِف على طريق الملاحة نحو إفريقيا، وبالسيطرة على ميناء عدن تكون الإمارات عمليا قد أحْكَمَت الطَوْق على الممرَّات المائية في عموم المنطقة، وهذا طبعا ما يُفسِّر سبب دخول الإمارات بقوَّة على خط الحرب في اليمن.
كل ذلك يؤكّد مطامع دول تحالف العدوان السعودي وفوقها الولايات المتحدة باليمن وثرواته، ويؤكد مساعي هذه الدول الحثيثة لسرقة والسيطرة على الاحتياط النفطي في اليمن، وهو ما أظهرته الأحداث التي شهدها اليمن طوال السنوات الماضية، فخلال 6 سنوات من الحرب على اليمن، بلغت خسائر قطاع النفط والمعادن اليمني 45 مليار دولار.
وكان اليمن قد اتهم تحالف العدوان السعودي بمصادرة أكثر من 5 مليارات دولار من عائدات تصدير النفط اليمني الخام، بعد الاستيلاء على حقول النفط في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، وهو ما دفع عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي إلى مطالبة السعودية “بإعادة إيرادات النفط اليمنية”.
* المصدر : قناة العالم الإخبارية – السيد ابو ايمان