السياسية :

موقع ” لبنان نيوز- libnanews” الناطقة باللغة الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

نظرية الحق في التدخل:

نظرية الحق في التدخل الموجات المتتالية في وسائل الإعلام من التعليقات والتحليلات حول الحرب في أوكرانيا والتي يكون مؤلفوها أشخاصاً جادين، وبعضهم على ما يبدو فقط، يضع على جدول الأعمال اقتباس من أنطونين أرثود- شاعر سريالي وممثل كما أنه ناقد وكاتب ومخرج مسرحي فرنسي.”: «الواقع لا يغفر خطأ واحد من الناحية النظرية».

إن «عيب» علم الرياضيات في الرغبة الدائمة في إثبات أهمية أو عدم أهمية ما يتم التأكيد عليه، لذا فإن نظرية حق التدخل تستحق الإثبات بناء على الاقتباس أعلاه.

كانت هذه النظرية مع «نتيجتها الطبيعية»، وهي مسؤولية الحماية، بمثابة معيار لمحور الخير لزرع الخير على رؤوس شعوب العالم الثالث.

ومع ذلك، فإن الواقع واضح بشأن الصومال… رواندا… العراق وليبيا وسوريا واليمن وما إلى ذلك: البلدان التي لم يحصد فيها الناس سوى الشر نتيجة لتطبيق هذه النظرية.

الخلاصة:

نظرية الحق في التدخل ليست سوى أيديولوجية يلوح بها العالم الغربي تحت رعاية الناتو، من أجل تحقيق أهداف غير معلنة… ولكن يمكن رفض هذا الاستنتاج بتقديم الحجة التالية:

إن العواقب الوخيمة التي يعاني منها السكان لا تعزى إلى تدخل محور الخير بل إلى قوى المقاومة التي منعت محور الخير من زرع البذور الحسنة في الأراضي التي تتدخل فيها.

لذلك دعونا نتناول مرة أخرى الفرضية القائلة بأن النظرية التي تحرك محور الخير هي بالفعل فعل صالح البشرية.

في الواقع، إنها تعمل في أوكرانيا لحماية الشعب الأوكراني من الشر الروسي و الدليل: الترحيب باللاجئين والأطفال والنساء والرجال بالآلاف، حتى بالملايين.

السياسيون الغربيون، ناهيك عن الأمين العام للأمم المتحدة، يطبقون ببساطة قواعد القانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان، وبالتالي يقومون بواجبهم: حماية هؤلاء السكان الذين ذبحهم ديكتاتور… رجل مجنون وجزار.

لا شيء لقوله, الإنسانية في أيد أمينة وأنطونين أرثود محق ولكن ليس فيما يتعلق بنظرية حق التدخل كما يدافع عنها محور الخير، كما سوف يقول المدافع عن هذه النظرية.

سوف يضيف الأخير، لدعم قناعته: حتى دولة محايدة مثل سويسرا حيث لا نعرف ماذا يحدث، ترسل أسلحة ومرتزقة لحماية السكان الأوكرانيين.

لكن هذا المدافع عن حقوق الإنسان لا يسمع إلا من أذن واحدة لأنه لا يسمع صرخات الأطفال الذين يموتون من الجوع في الأراضي البعيدة, ولكن ما هي الأراضي التي نتحدث عنها؟

على سبيل المثال، تلك التي لم تطأ فيها أقدام الأمين العام للأمم المتحدة أبداً, بينما حذر من «أسوأ مجاعة» وشيكة منذ عقود لعدم اتخاذ إجراءات فورية.

ولهذا السبب يجب أن ندافع عن سياسة بيئية على نطاق عالمي, ولكن لا علاقة لها بموضوعنا, سترد على المدافع عن محور الخير…

اليمن: تجاهل الحرب، انعكاس للسخرية الغربية منذ نهاية مارس 2015، عندما سقطت القنابل الأولى للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تحت القيادة الأمريكية على السكان اليمنيين.

منذ بداية الحرب، دعمت الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الفرنسية والمملكة المتحدة على الصعيدين السياسي والعسكري تحالف الملكية البترولية ضد المقاومة اليمنية.

بعد سبع سنوات من الحرب، وبتكلفة بشرية باهظة، تندد المنظمات غير الحكومية اليمنية والدولية بالجمود الدولي.

جمود أبرزته الحرب في أوكرانيا, لوصف الرعب الذي يعاني منه السكان اليمنيون، تكفي كلمات “سكينة شرف الدين” العاملة في المجال الإنساني: «نرى بالفعل أطفالًا يعانون من الجفاف لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على البكاء».

لكن من جانب المدافعين عن مسؤولية الحماية الذين لا يذرفون الدموع, والدولة الفرنسية بمعاييرها العالمية؟ بعد «الضربة في الظهر» التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن, فيما يخص بيع الغواصات، سارع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للذهاب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لمداواة جراحه.

يبدو أن العلاج كان فعالاً: عقد تاريخي لبيع 80 طائرة حربية من طراز “رافال- Rafale” بمبلغ 17 مليار يورو.

طائرات داعمه بالبنادق والدبابات الفرنسية تقتل السكان اليمنيين, ناهيك عن الفرقاطات التي تشارك في الحصار البحري قبالة ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه المقاومة اليمنية والذي يمر عبره أكثر من 70٪ من واردات اليمن، وبعبارة أخرى، تشارك الدولة الفرنسية في تجويع السكان اليمنيين.

لكن الصمت! إن «محور الخير» هو الذي يساعد «ديمقراطيات» الأنظمة الملكية الخليجية، دعاة الإسلام المستنير ضد الشر والفيلسوف الفرنسي في قميص أبيض، بهواء عميق ولكن بدون جدوى…

عندما تفتح الباب أمام ساخر، يندفع وحش بوجه بشري, شعب منسي دعونا نضع جانبا العمل الذي قام به “محور الخير” في الشرق الأوسط، والذي تمت مكافأته بإلقاء الحذاء من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي في اتجاه الرئيس الأمريكي، جورج دبليو بوش، وهو يصرخ: ” إنها قبلة الوداع باسم الشعب العراقي يا كلب!”.

دعونا نتجاهل سوريا في مواجهة الألوية الدولية «الإسلامية»، التي يدعمها الناتو والتي تكون أفعالها ثورية في أي دولة من دول العالم الثالث عندما تناسب الإمبريالية الغربية ولكن الإرهابية في الغرب.

ولكن ماذا عن الشعب الفلسطيني وألف قرار من قرارات الأمم المتحدة بشأن حقه في الوجود في دولة ذات سيادة؟

أجابت بعض الدول العربية على هذا السؤال بتوقيع اتفاقيات سياسية واقتصادية وعسكرية مع القوة الصهيونية المحتلة للأراضي الفلسطينية, هذه هي سياسة التطبيع الشهيرة.

الترجمة: اختزال القضية الفلسطينية في مشكلة إنسانية بسيطة, لكن هذه الدول تتبع فقط مسار “الإمبريالية الغربية مع الولايات المتحدة كمرشد أعلى”.

ومما لا شك فيه أن أي موقف سياسي يصدر عن الأمم المتحدة بشأن الشعب الفلسطيني يهدف وسوف يكون هدفه توسيع المحفوظات التي تراكمت فيها بالفعل الآلاف قرار.

وتأييدا للبيان المذكور أعلاه، تكفي خطابان ألقاهما مناصر القانون الدولي والعالمية. أريد أن اسلط الضوء على رئيس الدولة الفرنسي، ماكرون, في أول خطاب ألقاه نيابة عنه, رئيس الوزراء جان كاستيكس، في 25 فبراير 2022 في العشاء السادس والثلاثين لممثل المجلس عن المؤسسات اليهودية في فرنسا “القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي”.

الثاني والذي عقده الرئيس نفسه في مدينة تولوز في 20 مارس 2022, إلى جانب إسحاق هرتسوغ, رئيس دولة إسرائيل, وذلك بمناسبة إحياء الذكرى السنوية العاشرة لهجمات تولوز ومونتوبان.

مقدمة الخطاب الأول: «العدوان العسكري الذي شنته روسيا على أوكرانيا يشكل عملا من أعمال الحرب وانتهاكا واضحا لجميع قواعد القانون الدولي»,ولكن حول الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون؟ صمت!

وهذا الصمت يؤيده البيان التالي: “… إنه صراع وجودي من أجل ما نحن عليه، لأن معاداة السامية ومعاداة الصهيونية هما أعداء الجمهورية”.

هذا سخيف لأنه يرقى إلى إرباك دين ويهودية وأيديولوجية السياسية الصهيونية.

خلط مفيد لأنه يضفي الشرعية، في جملة أمور، على حظر جماعات التضامن مع الشعب الفلسطيني.

شدد في خطابه الأول على تمسكه بالقدس, باعتبارها العاصمة الأبدية للشعب اليهودي.

لم أتوقف عن قول ذلك, يتناقض هذا الارتباط مع التزاماته لعام 2018 التي تنص فيه على أن «وضع القدس لا يمكن تحديده إلا بين الطرفين، في إطار يتم التفاوض عليه تحت رعاية المجتمع الدولي».

في خطر الغرق في فيضان كلماته، يحمل الرئيس الفرنسي حقائق كاذبة لأنه وفقاً للقانون الدولي، لا يوجد شعب يهودي… لا شعب مسيحي ولا شعب مسلم!أما بالنسبة للقدس، كعاصمة، فليقرر القانون الدولي.

دون أن ننسى أن هناك شعباً له رأي, الشعب الفلسطيني! وهذا ما فعلوه وما زالوا يفعلونه من خلال مقاومتهم…

وأضاف الرئيس الفرنسي: «كيف نجرؤ على الحديث عن الفصل العنصري في دولة يمثل فيها المواطنون العرب في الحكومة»…

صحيح، لكن يبدو أن الرئيس غير مدرك أن مليوني عربي إسرائيلي هم جزء من الشعب الفلسطيني المكون من حوالي عشرة ملايين شخص, مقسمين بين الضفة الغربية, حيث تمارس قوة الاحتلال الفصل العنصري، وقطاع غزة، سجن مفتوح.

ولا يزال هؤلاء ينتظرون قرار الأمم المتحدة 194 (11/12/1948) الذي يفرضه أنصار «نظرية» مسؤولية الحماية على الدولة الإسرائيلية «الديمقراطية».

وتكشف نظرة إلى التاريخ أن «الفلسطينيين هم ضحايا التاريخ الديني والعنصري العنيف لأوروبا الذي ولد دولة إسرائيل», المخلوق الذي ولد في مختبرات الدبلوماسية.

وختاما، لم ينطق الرئيس الفرنسي في كلا الخطابين بعبارة فلسطين، أو الفلسطينيين, وإذا لم نقول: «سوف يسود حظر جماعي لفلسطين», نسيهم أنصار ما يسمى بـ «النظرية» وأتباعهم، شعب يتذكر كل يوم، من خلال مقاومته، وجوده وحقه في السيادة على أرض فلسطين.

*    المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع