السياسية:

تحت عنوان “قاعدة موارد”، كتب مدير معهد مبادرات السلام وعلم الصراعات، دينيس دينيسوف، في “إزفيستيا”، حول مخاطر التقارب مع وارسو على كييف.

وجاء في المقال: غيرت العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بشكل كبير تركيبة العلاقات بين دول المنطقة بالكامل. فكما هو معلوم، على مدى العقد الماضي، كانت بولندا تحاول أن تتبوأ موقع الريادة، وقد تجلى ذلك في زيادة نشاطها على مسار السياسة الخارجية، والتنمية الاقتصادية الديناميكية إلى حد ما (مقارنة بالعديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى) وبناء قدرات عسكرية استراتيجية.

أوكرانيا، بالنسبة لبولندا، أرض وسكان يطمع بهما هذا البلد تقليديا. وفي ظل هذه الظروف، يبدو الدور الذي تحاول بولندا أن تلعبه في سياق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، طبيعيا. وبالتحديد دور الجناح المتقدم للحضارة الغربية في المواجهة مع روسيا. بناء على ذلك، تبدو مبادرات القيادة البولندية، تقليديا، الأكثر جذرية من بين كل المبادرات المطروحة من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وقد أعلن فلاديمير زيلينسكي عن منح وضع قانوني خاص للمواطنين البولنديين على أراضي أوكرانيا. ووزارة الخارجية، في طور إعداد مشروع قانون ينظم هذه المبادرة.

بالنظر إلى هذه المبادرة، من منظور استراتيجي، ينبغي التوقف عند أهميتها لمستقبل العلاقات الأوكرانية البولندية. فأولاً، هذا، في الواقع، اندماج “ناعم” لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي دون انضمام رسمي، وهو أمر تخشاه فرنسا وألمانيا بشدة؛ وثانيا، هذا توفير فعلي لفرص حصرية للمواطنين البولنديين لممارسة الأعمال مع أوكرانيا (في الظروف الحالية، هذا يعني نقل قطاعات كاملة من الاقتصاد الأوكراني إلى بولندا بامتياز)؛ وثالثا، يعد هذا بالفعل هجوما جيوسياسيا حقيقيا من جانب بولندا، والذي سيتبعه حتماً مطامع أكبر في أراضي أوكرانيا ومدنها.

المصدر: روسيا اليوم ـ المادة الصحفية تعبر عن رأي الكاتب