السياسية :

الانتقال إلى التسويات بالروبل عند دفع ثمن الغاز الروسي يمكن أن يغير بشكل أساسي النظام المالي العالمي القائم على أساس البترودولار، بحسب صحيفة “بيتشات” الصربية.

ووصف الكاتب بويان دميتريفيتش في مقال كتبه ونشرته صحيفة “بيتشات” قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببيع المواد الخام للدول غير الصديقة بالروبل بتسونامي والبرق في سماء صافية وحصان طروادة. وبحسب الكاتب، فإن هذا القرار جعل العقوبات ضد روسيا بلا معنى.

وقال: “قرار فلاديمير بوتين، يمكن أن يغير بشكل جذري العلاقات الاقتصادية الدولية والنظام المالي، الذي يعتمد على البترودولار كعملة احتياطية عالمية”.

ونوه دميتريفيتش إلى أن روسيا أعادت إلى أراضيها احتياطيات الذهب البالغة 1400 طن، ورفعت أسعار الفائدة وقدمت حوافز ضريبية لعودة رأس المال إلى البلاد.

وتابع: “الغرض من جميع الإجراءات المذكورة هو تحقيق الاستقرار المالي ومنع انهيار الروبل”.

وأضاف: “نجحت هذه الإجراءات فقد تعافى الروبل مقابل الدولار، بعد انخفاض سريع، وارتفعت أسعار الأوراق المالية تدريجيا. وبهذه الطريقة تم الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي لوقف التضخم”.

أدى الانتقال إلى التسويات بالروبل إلى تعزيز الروبل وحماية روسيا من ضربات العقوبات وأصبح مؤشرا على تغييرات خطيرة في النظام المالي العالمي.

وأشار الكاتب إلى التاريخ. بدءا من اتفاقية بريتون وودز عام 1944، كان النظام الاقتصادي العالمي قائما على الدولار كعملة احتياطية، والتي كانت حتى عام 1971 مرتبطة بالذهب. ثم ألغت الولايات المتحدة معيار الذهب، ومنذ عام 1973 أصبح البترودولار هو العملة الاحتياطية. وعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، بدأ الدولار بفقد الثقة وانخفض نصيبه من الاحتياطيات العالمية من 80٪ إلى 60٪.

وكشف دميتريفيتش أنه من بين الأسباب، الإفراط في طباعة النقود، وارتفاع العجز التجاري للولايات المتحدة وارتفاع الدين العام والحروب التجارية للولايات المتحدة مع الصين و”التسلية” بالعقوبات. في الوقت نفسه، انتهت المحاولات التي قامت بها الدول المنتجة للنفط لتجنب الدفع بالدولار بالحروب والعقوبات والانقلابات. كما في ليبيا والعراق وإيران. وجاءت الضربتان الرئيسيتان للدولار من الصين وروسيا. حيث أقنعت بكين المملكة العربية السعودية ببيع النفط باليوان الذهبي، وموسكو تحولت إلى بيع الغاز بالروبل.

وحذر: “بالنسبة للدولار، قد تكون هذه صدمة كبيرة تهدد موقعه المهيمن. إذا لم تتخل روسيا عن طلبها، فسيفقد الدولار بالتأكيد مكانته الرائدة، تماما كما فقدها الجنيه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية”.

وسيؤدي هبوط الدولار على الساحة العالمية إلى تشكل صعوبات في الدين العام للولايات المتحدة، وخسارة في الأرباح، وعدم القدرة على الحصول على منافع مناسبة عن طريق طباعة النقود.

وأكد أنه يمكن لروسيا إطلاق عودة العالم إلى معيار الذهب، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة قيمة العملات الإقليمية أو ظهور نظام تسوية جديد قائم على سلة من وسائل الدفع. وبالإضافة إلى ما سبق، قد يكون هناك تهديد للحفاظ على الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في حالتهما الحالية. وبهذا الشكل سيتحول العالم إلى متعدد الأقطاب ويتسم بالمساواة.

* المصدر :رأي اليوم

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع