“زافترا” : توخيا للحقيقة
السياسية:
تحت العنوان أعلاه، نشرت “زافترا” نص لقاء طويل مع الاقتصادي الروسي الشهير ميخائيل خازن، أجراه فلاديمير فينيكوف، حول مسائل متعددة من بينها مصير الدولار والمناطق التي ستغادرها أمريكا
ومما جاء في اللقاء:
“متى سينهار الدولار؟” سؤال يُطرح بإلحاح، إلى جانب السؤال: “متى سينتهي الصراع في أوكرانيا؟”
بطبيعة الحال، نظام الدولار العالمي محكوم عليه بالفشل. لقد سبق أن كتبت مع أندريه كوبياكوف عن ذلك في كتاب “أفول إمبراطورية الدولار ونهاية السلام الأمريكي”، الذي نُشر سنة 2003. لكن من المرجح أن يستمر الدولار، باعتباره العملة الوطنية للولايات المتحدة.
مع أوكرانيا، كل شيء بسيط. لقد تحدث رئيسنا عن ذلك. يقول بوتين دائما الأشياء علانية، ولكن لسبب ما لا يسمعه أحد. لا يمكنهم ذلك أو لا يريدون. في خطابه الأخير في منتدى دافوس، بداية العام 2021، قال إن العديد من الخبراء يرون أن آلية تطوير الرأسمالية قد استنفدت، وأنه يميل إلى الاتفاق مع هؤلاء الخبراء. هذا هو السبب في أن الوقت قد حان للتفكير في الشكل الذي سيكون عليه العالم، ليحل محل الرأسمالية. هذا أولا؛
وأما ثانيا، فقبل عام، في التاسع من مايو، وفي إطار الاستعداد للقاء بايدن، قال بوتين إن القوى العظمى في منطقة مسؤوليتها سوف تحدد قواعد اللعبة بنفسها. وهذا يعني، في الواقع، أن روسيا، في مجال مسؤوليتها، لن تتسامح مع الفاشية أو الليبرالية أو أي شيء آخر. وطالما أن اجتماع رئيسي روسيا والولايات المتحدة في 16 يونيو من العام الماضي تم، فهذا يعني أن موقف بوتين مقبول من الجانب الأمريكي.
الأمر الواضح الذي نراه اليوم هو أن المكان الذي تعتزم الولايات المتحدة مغادرته، سوف تتركه أرضا محروقة. هذا لا ينطبق فقط على أوكرانيا، إنما على أي دولة أخرى، بما في ذلك أوروبا، أي دولة لا تبقى في منطقة النفوذ الأمريكية. إنهم لا يريدون ترك أي شيء لـ “السادة الجدد”، سواء كانت روسيا أو الصين أو الهند أو أي جهة أخرى.
* المصدر : روسيا اليوم ـ المادة الصحفية تعبر عن وجهة نظر الكاتب