السياسية – متابعات :

يتحضر يمن الإيمان والحكمة في أواخر شهر رمضان المبارك لاستقبال المناسبة القدسية، بهمةٍ عالية وتفاعلٍ قلّ له نظير، فصنعاء على موعدٍ مع القدس الحبيب.

اكتظت المحافظات الحرة بالبرامج والأنشطة التحضيرية والتحشيدية الشعبية والرسمية، لإحياء اليوم العالمي للقدس. ورغم استمرار آلام الحصار وخناقه، وتكرر خروقات الهدنة المزعومة غير الموجودة على أرض الواقع، إلا أن ذلك كله لم يثنِ اليمانيين عن الانتصار لقضيتهم الأولى، كما كان دأبهم طيلة سبعة أعوام من أعتى وأشرس حربٍ يشهدها العالم.

يشير مدير عام مكتب الإرشاد في وزارة الإرشاد والعمرة والحج بحكومة الإنقاذ الوطني الدكتور قيس الطل في تصريح خاصٍ بموقع “العهد” الإخباري إلى عددٍ من البرامج الخاصة بمناسبة القدس: “تبدأ الفعاليات المحتفية بهذه المناسبة العظيمة في بداية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، من خلال الدروس اليومية المقامة في المساجد والمجالس من ملزمة يوم القدس العالمي للشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، والتي وضّح فيها الشهيد القائد رضوان الله عليه المنهجية القرآنية الكاملة في الصراع مع العدو الصهيوني، والسبيل للتغلب عليه وفق الخطط الحكيمة والضرورية والمترابطة التي وضعها القرآن الكريم”.

اليمن ينتصر للقدس في يومها العالمي

وتأتي كذلك في إطار برامج التحضير والتحشيد لإحياء يوم القدس العالمي، الفعاليات المختلفة الثقافية والتوعوية والتعبوية والتي تتوزع في كل أحياء ومديريات المحافظات الحرة، وتتنوع في مجالاتها من ندواتٍ وأمسياتٍ وفعالياتٍ رسمية وشعبية. ثم تأتي الفعاليات المركزية، والمسيرات الحاشدة في كل المحافظات الحرة في يوم المناسبة الأساس.

تصاعد القلق الصهيوني من القدرات الصاروخية اليمنية

بات اليمن بقيادته ومنهجيته القرآنية وبوعي شعبه الإيماني يؤدي دورًا رئيسيًا في الدفاع عن القضية الجامعة للأمة ضمن محور المقاومة. يقول الدكتور الطل لموقع “العهد” الإخباري: “هذه المسيرة القرآنية التي دشنها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بأولى محاضراته، حملت عنوان يوم القدس العالمي، وأكدت أن أهم وأكبر وأعظم قضية يحملها شعبنا اليمني المؤمن العظيم هي القضية الفلسطينية والقدس الشريف”.

اليمن ينتصر للقدس في يومها العالمي

وتابع الطل: “وبفضل القيادة العظيمة التي منَّ الله بها علينا وعلى الأمة والمتمثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وببركة التضحيات الكبيرة والعظيمة التي قدمها ويقدمها شعبنا اليمني منذ الحرب الأولى على السيد حسين، وإلى العدوان الأمريكي السعودي الإسرائيلي الإماراتي، وببركة الوعي العالي والثقافة القرآنية، أصبح شعبنا اليمني في صدارة دول محور المقاومة”.

ويرى الطل أن “هذه الحقيقة نلمسها في الحشود المليونية التي تخرج في يوم القدس العالمي بالرغم من العدوان والحصار والمعاناة والتضحيات إلا أن شعبنا لم يسمح لمعاناته الشخصية أن تنسيه قضيته الكبرى والمركزية. ونلمسه كذلك في الاندفاع الكبير لشعبنا في دعم المجاهدين في فلسطين، ووقوفه الصادق والعملي مع المقاومة اللبنانية وقائدها العظيم والشجاع والحكيم. وبفضل الله فقد وصل اليمن من القوة إلى درجة الاعترافات الصهيونية المتكررة بالقلق الكبير من الضربات الصاروخية والجوية اليمنية، خاصة بعد عدة تحذيرات صادقة وقوية من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، ولهذا فنحن بفضل الله والمشروع القرآني العظيم أصبحنا رقمًا صعبًا جدًا في هذا العالم الذي لا يُعترف فيه إلا بالأقوياء، وأصبحنا بفضل الله رافدًا قويًا لكل أحرار أمتنا الإسلامية وخاصةً في محور المقاومة”.

خيارات الدفاع عن المياه الإقليمية في البحر الأحمر:

ما بين هدنة التمهيد للتصعيد لا التطبيع للسلام، ومناورة الشيطان الأكبر في مياه البحر الأحمر، يتأهب اليمنيون لخيارات بحرية قادمة. وكما قال قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للصمود “قادمون بأسلحتنا البحرية، التي تغرق الأعداء، وتوصلهم – بإذن الله تعالى- إلى قعر البحر، كما هو هلاك فرعون”.

وفي هذا الشأن يؤكد مدير عام مكتب الإرشاد بوزارة الإرشاد والحج والعمرة لحكومة الإنقاذ الوطني لموقع “العهد” أنَّ “الخيارات كثيرة جدًا وفوق مستوى تخيل العدو الصهيوني، ونقولها بكل ثقةٍ – فوق مستوى تخيله- بل وفوق مستوى تخيل الأمريكي والبريطاني وغيرهما من قوى الكفر والشرك والنفاق، خاصةً ونحن نمتلك الكثير من عوامل القوة على الأرض سواء من مواقع جغرافية أو أسلحة عسكرية أو مجاهدين نوعيين، وغيرها من العوامل المهمة جدًا. نحن ندرك مدى هشاشة وضعف العدو الصهيوني الذي ضرب الله عليه الذلة والمسكنة وباء بغضب من الله، وكذلك حجم الأهداف المهمة والحساسة والخطيرة في كيان العدو، والتي أصبحت جميعها مرصودة وفي مدى صواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيرة، وقد جربنا بعضًا منها على عميليهما السعودي والإماراتي، وفوق كل هذا ثقتنا المطلقة بالله وبقائدنا العظيم الذي يمتلك الجرأة والشجاعة والحكمة، في توجيه أقسى الضربات الممكنة لهذا الكيان المؤقت”.

الارتباط اليماني المبدئي والديني بالقضية الأم:

يتحدث الطل لموقع “العهد” عن ارتباط الشعب اليمني المؤمن بالقضية الفلسطينية، فهو ارتباط ديني ومبدئي وأخلاقي وقيمي، وجزء أصيل من الهوية الإيمانية للشعب اليمني. فكما يتمنى أي مسلم أن يذهب إلى الحج لزيارة بيت الله وزيارة رسول الله (ص)، فكل يمني يتمنى أن يذهب للجهاد في فلسطين لتحرير المسجد الأقصى. ولذلك نحن متأكدون من أنه في أي مواجهة قادمة مع الكيان الصهيوني، ونحن نراها قريبة طبعًا، فإن المجاهد اليمني سيكون حاضرًا بكل قوةٍ وسيكون له النصيب الأوفر والأثر الكبير. وسنرى كتائب المجاهدين اليمنيين تتوالى من اليمن إلى فلسطين بإذن الله.

وفي ختام حديث الدكتور قيس الطل مدير عام مكتب الإرشاد بوزارة الإرشاد والحج والعمرة لحكومة الإنقاذ الوطني، يوصل رسالته للأمة الإسلامية عبر موقع “العهد” الإخباري: “ندعو جميع المسلمين إلى إحياء هذه المناسبة العظيمة، لأنها خطوة مهمة وضرورية نحو تصحيح واقعنا وإصلاح وضعيتنا وتحرير مقدساتنا وتحقيق حريتنا وضمان وحدتنا وإرضاء ربنا والحمد لله رب العالمين”.

* المصدر :موقع العهد الإخباري – سراء الشهاري