السياسية – تقرير: مرزاح العسل

 

في ظل التصعيد الصهيوني الكبير على الشعب الفلسطيني والمُقدسات الإسلامية مع حلول شهر رمضان المبارك، تتصاعد التحذيرات والتنبيهات في كيان الاحتلال من خطورة ما يمكن أن يحدث فيه من تصعيد على مستوى الأماكن المقدسة في القدس المحتلة وعلى رأسها بالطبع المسجد الأقصى المبارك، فيما يتوعد الفلسطينيون المحتل بمقاومة “أقوى وأشد”.

وفي هذا السياق.. أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية على مواصلة العمل بالوسائل والأشكال كافة لتعزيز المقاومة ضد كيان الاحتلال، وشددت في بيان لها بعد اجتماعها التشاوري، على مواصلة العمل لتوسيع رقعة المقاومة، وأنه “لا أمن ولا أمان ولا استقرار للاحتلال حتى ينال شعبنا حريته”.

وأعلنت فصائل المقاومة أن أي فعل إجرامي من كيان الاحتلال سيقابله الشعب الفلسطيني ومقاومته بمقاومة أقوى وأشد.. مشيرة إلى أن سياسة الملاحقة والاعتقال والاغتيالات أثبتت فشلها وزادت الشعب الفلسطيني إصراراً على مواصلة مقاومته.

وشددت الفصائل على وحدة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، وأن سياسة العدو لن تفلح في عزل أي جزء من الشعب عن الآخر.. مؤكدة الاستمرار بالعمل الفلسطيني المشترك بين كل الساحات بما يخدم القضية الفلسطينية.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش، الليلة الماضية أن المقاومة لن تسمح باجتياح جنين وغزة لن تبقى مكتوفة الأيدي.

وحذر البطش خلال مسير عسكري لسرايا القدس بمحافظة الوسطى، كيان العدو من اقتحام جنين.. مشدداً على أن اقتحام جنين يعني معركة مع غزة.

وأشار إلى أن عملية الشهيد ضياء حمارشة هي رسالة جنين أنها لن تغير مسيرتها الجهادية المقاومة.

بدورها نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باقتحام وزير خارجية العدو الصهيوني لمنطقة باب العامود في القدس المحتلة.. مؤكدة أنه تصعيد خطير.

وقال الناطق باسم الحركة في مدينة القدس المحتلة محمد حمادة في تصريح صحفي: إن “إقدام وزير خارجية العدو الصهيوني على اقتحام باب العامود، وما أعقبه من إطلاق جيش العدو الرصاص على شعبنا في القدس المحتلة، دليل صارخ على إصرار العدو على تنفيذ مخططاته الخبيثة بحق القدس والمسجد الأقصى”.

وأضاف أن “ذلك تصعيد خطير واستفزاز لمشاعر شعبنا وأمتنا في هذا الشهر الكريم، ونحمل قادة العدو مسؤولية تداعياته”.

وتابع: “لقد أخذنا وشعبنا العهد على أن نحمي القدس والأقصى بقوة وبكل الوسائل المتاحة”.

وبعد ليلة ساخنة من المواجهات بباب العامود في القدس المحتلة، مساء الاحد، أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بجروح مختلفة جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في منطقة باب العامود.. أصدر وزير حرب الكيان الصهيوني، بيني غانتس، ورئيس أركان جيشه أفيف كوخافي، تعليمات لجيش الاحتلال بالاستعداد لـ”شهر من التصعيد”، كما أوعزا بـ”تكثيف العمل الاستخباراتيّ”، إزاء “سورية، وسيناء، والفلسطينيين في لبنان”.

وكثّفت أجهزة الأمن الصهيونية حملات اعتقالها، في الضفة الغربية المحتلة، وفي مناطق 48.. زاعمةً أنها أحبطت عدة عمليات في الأيام الأخيرة، كانت على وشك أن تُنفَّذ.

ويأتي ذلك بعد عمليات إطلاق النار والطعن والدهس البطولية، وبخاصة اللتين نُفّذتا خلال الأسبوع الأخير، في قلب مدن صهيونية (بئر السبع والخضيرة وبني براك) في “تل أبيب” قبيل حلول شهر رمضان.

وزعم جهاز الحرب الصهيوني أنه أحبط عدة عمليات في الأيام الأخيرة كانت على وشك أن تُنفَّذ في “المستقبل القريب جدا، فيما لا تزال هناك تحذيرات.. من تنفيذ مزيد من العمليات”، وفق ما أوردته وسائل الإعلام العبرية.

كشفت مصادر إعلامية عبرية اليوم الاثنين،  عن مخاوف ما تسمى المؤسسة الأمنية الصهيونية من المواجهات قرب باب العامود بالقدس المحتلة.. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أن المؤسسة الأمنية لديها تخوفات كبيرة من المواجهات التي اندلعت أمس بالقرب من باب العامود بالقدس.

ونقلت عن مصدر أمني قوله: “إذا تصاعدت الأوضاع في القدس فإن غزة ستدخل في ساحة التوترات أيضًا، وتم وضع القبة الحديدية في الجنوب بحالة التأهب القصوى”.

ورصد تقرير فلسطيني تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل في شهر مارس المنصرم بشكل كبير ومؤثر.

وفي حصيلة هي الأعلى خلال شهر واحد منذ عام 2017، وثق التقرير الذي يصدره مركز معلومات فلسطين “معطى” استشهاد 20 فلسطينياً، ومصرع نحو 12 صهيونياً، وإصابة 64 آخرين في عمليات للمقاومة.

وأفاد “معطى” بأن مجموع العمليات التي رصدت خلال الشهر المنصرم بلغ 821 عملاً مقاومًا.. ولم تشهد الضفة والداخل المحتل هذا العدد من الخسائر البشرية لدى الاحتلال خلال شهر واحد منذ عام 2017.

كما رصد تقرير “معطى” تنفيذ 52 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، 25 عملية منها وقعت في جنين.

ونفذ الأسير المحرر الشهيد ضياء حمارشة (27 عاما) من سكان يعبد في جنين أبرز العمليات المسلحة، حيث هاجم المغتصبين في منطقتي “بني براك ” و”رمات غان” بـ”تل أبيب”، وأسفرت العملية عن مصرع 5 صهاينة وجرح 12 آخرين، قبل أن يٌستشهد.

وكما نفذ الشهيدان إبراهيم وأيمن اغبارية، من أم الفحم، عملية إطلاق نار في مدينة الخضيرة بالداخل المحتل، أسفرت عن مصرع 2 من قوات الاحتلال وجرح 6 آخرين، واستشهاد المنفذين.

وفي بئر السبع المحتلة، نفذ الأسير المحرر الشهيد محمد أبو القيعان عملية دهس وطعن مزدوجة، أسفرت عن مقتل 4 مغتصبين وإصابة 2 بجروح خطرة.

وبلغ عدد عمليات الطعن أو محاولات الطعن  9 عمليات، وعدد عمليات الدهس أو محاولة الدهس عمليتين، بالإضافة إلى 7 عمليات حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية لقوات الاحتلال.

وواصل الشبان والمقاومون التصدي لقوات الاحتلال في مختلف المحاور والمدن، حيث شهدت الضفة والقدس 255 عملية إلقاء حجارة تجاه الاحتلال والمغتصبين.

ورصد مركز “معطى” 28 عملية إلقاء زجاجات حارقة، و296 مواجهة بأشكال متعددة.

ومن خلال ما سبق.. يبدو واضحاً حالة أن هنالك استنفار غير مسبوقة لدى قادة دولة الاحتلال، وصلت في جزء منها إلى تجاذبات حادة وخلافات علنية بين القادة وأجهزة الأمن الصهيونية.. فهذا شهر رمضان الأول بعد أحداث 28 رمضان العام الماضي التي تطورت إلى معركةٍ عنيفةٍ عمّت جميع الأراضي الفلسطينية.

وتعود أهمية شهر رمضان هذا العام في كونه يتقاطع لأول مرةٍ مع فترة ما يسمى بـ”عيد الفصح العبري”، الذي يعد في أدبيات اليمين الصهيوني المتطرف أحد المواسم الكبرى لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وتثبيت أمر واقع جديد فيه كل عام.

وهذا العام ترى الجماعات المتطرفة أن حكومة بينيت الهشة تُعتبر فرصتها الذهبية، وربما الوحيدة ، للذهاب إلى أبعد قدر ممكن في تنفيذ رؤيتها في اقتطاع مساحةٍ دائمةٍ لصلاة اليهود داخل المسجد الأقصى عبر فرض الطقوس الدينية فيه بالقوة.

الجدير ذكره أن مواصلة كيان الاحتلال عمليات الاغتيالات للفلسطينيين في شهر رمضان المبارك يُعد مؤشراً خطيراً وتصعيد غير مسبوق قد تأتي مغبَّة لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة بأكملها.. ويستغل الكيان انشغال العالم بما يجري في أوكرانيا، ويقوم بتصعيد اغتيالاته ضد الشعب الفلسطيني وهذا ما سيدفع المقاومة الفلسطينية بالتمسك بحقها في مواجهة المحتل، ولن تتنازل عن المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.