“صباح زنغنه” لـ “الوقت”: حرب السعودية على اليمن لم تحقق أياً من أهدافها
السياسية – متابعات :
في نهاية العام السابع من الحرب المفروضة على اليمن، استهدف الجيش اليمني، أهدافاً في السعودية، بما في ذلك منشأة أرامكو، رداً على الهجمات المستمرة للسعوديين على المناطق السكنية والحصار المفروض على اليمن لكي تواجه الحرب على هذا النحو صدمة كبيرة في بداية عامها الثامن.
وفي هذا السياق، أجرى موقع الوقت التحليلي حواراً مع السيد صباح زنغنه المحلل المختص بشؤون غرب آسيا، لبحث التطورات في اليمن في الذكرى السنوية للحرب التي فرضتها السعودية.
الوقت: بالنظر إلى سبع سنوات من الحرب وقصف اليمن من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية، هل تمكنت الرياض من تحقيق أهدافها ونتائجها خلال هذه السنوات السبع؟
لم تحقق الحرب التي خاضتها السعودية والتحالف العربي لدعم الرئيس المستقيل أياً من أهدافها تقريباً، مما حولها إلى أزمة في شبه الجزيرة العربية ومؤشر على الجريمة الإنسانية في اليمن والعديد من الاضطرابات في السعودية والإمارات. لذلك، فإن هذا العمل الذي بدأ بهدف إجبار الشعب اليمني على قبول نوع من الوصاية السعودية، لم يحقق هدفه، لكن القبائل والأحزاب التي كان لها نوع من التقارب مع السعودية خرجت من دائرة حلفاء السعودية وتعرضت السعودية لأضرار سياسية كبيرة داخل المنطقة والدول المحيطة، وعلى مستوى العالم كدولة اعتدت على جارتها العربية المسلمة مثلها. في هذه الحرب، أوصلت السعودية اليمن إلى وضع حرج للغاية وفرضت عليه الكثير من التكاليف، وتدفقت ثروة بيع النفط إلى خزينة الدول الغربية واشترت أسلحة غربية وغرقت في مستنقع الحرب اليمنية، ولم تحقق أي نتيجة من هذه الحرب.
الوقت: وفقا لبعض التقارير حول محادثات السلام في اليمن، هل ستجلب هذه المحادثات آفاق السلام؟
لطالما كان هناك نوع من الخلاف والحوار بين الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية، ومن وقت لآخر كان يجتمع الشعب اليمني والأطراف اليمنية لحل الخلافات واتباع نظام سياسي مقبول من قبلهم. بالطبع تتعرض اليمن للعدوان والهجوم من قبل بعض الدول كل 50 عاما أو 100 عام، لكن هذه الهجمات لم تسبب حروبا أهلية طويلة بين الشعب اليمني، وكانت الدولة المعتدية تضطر لترك اليمن بخسائر مالية وبشرية كبيرة. سواء كانت تركيا العثمانية، أو مصر جمال عبد الناصر، أو السعودية في عهد عبد العزيز أو عهد فيصل أو السعودية الحالية.
لذلك كان وجود العامل الأجنبي في اليمن السبب في الاضطراب، لكن في النهاية توصلت الأطراف والجماعات اليمنية إلى اتفاق. جرت محاولات لتقسيم اليمن إلى جزئين شمالي وجنوبي، لكن هذا الوضع تحقق لفترة وجيزة في تاريخ اليمن، وتوحد الشعب اليمني مرة أخرى وشكل الجمهورية العربية اليمنية. لذلك، كان لهذه الخلافات والاتفاقيات مسارها الخاص مع آليتها الخاصة بين القبائل والأحزاب.
لكن السعودية حاولت تعطيل هذه العملية الطبيعية بضغط خارجي لصالحها ، لكن كان واضحاً أن هذا التدخل محكوم عليه بالفشل، مثل التدخلات الخارجية السابقة في تاريخ اليمن. لدى الأطراف والقبائل اليمنية سبل لخلق بيئة سلمية لحل القضايا والخلافات، وتوصلوا إلى حل بالاجماع بين الأحزاب والقبائل. كانت السعودية تجبر أحيانا أحزاباً كبيرة على الانخراط في صراع ضد القبائل الأخرى ودعمها من خلال توظيفها كمرتزقة. لكن التطورات التي حدثت قبل سبع سنوات والتي أحبطت التدخل السعودي أدت إلى حصار بري وبحري وجوي لليمن، واعتقد السعوديون أنهم يمكن أن يستولوا على اليمن في غضون أسبوعين، لكن هذا الحلم لم يتحقق.
عمليا، أصبح وضع الشعب اليمني أقوى يوما بعد يوم في السنوات السبع الماضية، والآن بعد أن أصبحت المناطق الشمالية من اليمن تحت سيطرة اللجان الشعبية وقوات أنصار الله، فقد تم تحرير أجزاء من وسط اليمن إلى إلى حد كبير وتسيطر عليها اللجان الشعبية وأنصار الله، والقبائل اتحدت معهم مثل مأرب وشبوة والجوف وهي المناطق التي كان السعوديون يأملون بالسيطرة عليها، ولكن الفهم الصحيح لأنصار الله والقبائل، غير الوضع وأدى التعاون بين القبائل مع أنصار الله واللجنان الشعبية إلى استقرار هذه المناطق واكتساب المصالح الوطنية.
في الجنوب، أدركت بعض الشخصيات والأحزاب أن أفضل طريقة لإجراء حوار يمني – يمني نظراً إلى عدم إحراز تقدم بين السعودية والإمارات ، وأن هذه الأحزاب والجماعات في الجنوب ابتعدت عن المسار الذي سعت إليه السعودية في اليمن من خلال ايجاد حوار سعودي يمني، وعلى السعوديين، إذا أرادوا أن يقبلهم الشعب اليمني، أولاً وقف هجماتهم ورفع الحصار عن اليمن وتسهيل الحركة حتى يتمكن الناس من رعاية شؤونهم وزراعتهم وصناعاتهم.
لذلك نحن بين مسارين: الأول هو أن يتمكن الشعب اليمني وأحزابه وقبائله من إطلاق برنامج وبنية تحتية للحوار اليمني اليمني وتحقيق نتائج أكثر استقرارا واستمرارية، أو المسار الذي تريد السعودية اتباعه بإشرافها وبعض دول مجلس التعاون الخليجي وعقد اجتماع والسعي لمزيد من المباحثات مع الأمم المتحدة ، ومن الواضح أن وجود السعودية لن يكون مقبولا دون مغادرة اليمن وإنهاء الحرب ورفع الحصار ، لأن لا يمكن للشعب اليمني أن يتجاهل جرائم السعودية التي استمرت سبع سنوات. لذلك ، بعد تحقيق السلام الداخلي في اليمن ، يمكن للسعودية كدولة مجاورة الدخول في تعامل وتعويض أضرار الحرب، والسعي إلى علاقة جوار وصداقة، وإلى أن تتم هذه الاستعدادات لا يبدو الشعب اليمني على استعداد لتحمل وجود السعودية.
الوقت: في الوقت الراهن بالنظر إلى استمرار الاشتباكات في اليمن، ما هي أفق التطورات في هذا البلد؟
طالما كانت هناك حرب وقصف على الشعب اليمني، والعالم الخارجي لم يكترث لتطورات اليمن، ولا مصلحة للدول الأجنبية في وقف الحرب. والآن بعد أن توجه الشعب اليمني واللجان الشعبية وأنصار الله إلى السعودية لردود أكثر جدية ، وكما دمرت السعودية البنية التحتية اليمنية ، الآن يستهدف الشعب اليمني أيضا البنية التحتية الاقتصادية وعصب الحياة السعودية، والتي بالطبع ، في ظل الوضع في أوكرانيا والعقوبات على روسيا لحرمانها من صادرات النفط والطاقة وتعطيل سوق الطاقة، فإن الهجوم على أرامكو سيوجه ضغوطا إضافية على الدول الغربية، وسيؤدي تعطيل منشأة أرامكو إلى ارتفاع أسعار النفط، وستتعرض الحكومات الغربية والحكومات الحليفة للسعودية لضغوط ، وسيكون الاقتصاد السعودي في مأزق وستتأثر الدول التي تستورد النفط من السعودية، وبهذا العمل سيزداد الضغط على السعودية حتى تتوقف عن العدوان عل اليمن وتدخله وحصاره، ويعود الشعب اليمني إلى حياته الحرة والطبيعية.
* المصدر :الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع