“أنصار الله” والرياض فی العام الثامن للعدوان العسكري..
تفاصيل الهجمات الصاروخية على قلب الاقتصاد السعودي ..
السياسية :
أظهرت الأضرار الجسيمة التي لحقت بالعاصمة الاقتصادية والسياحية للنظام السعودي، المعروفة بعروس البحر الأحمر، وعدد من المراكز المهمة الأخرى، أن المقاومة في اليمن لم تضغف ، بل إنها تقوم بالكثير من الاستعدادات أيضًا لفك حصار الشعب اليمني.
وقد شنت القوات المسلحة اليمنية، مساء الجمعة الماضي 25 أبريل / نيسان، عملية غير مسبوقة وواسعة النطاق ضد النظام السعودي، استهدفت عددًا من المناطق الاستراتيجية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ما ألحقت باقتصاد الرياض خسائر مالية فادحة.
وقد تزامنت عملية “كسر الحصار 3” مع بداية العام الثامن من الحرب ضد الشعب اليمني وردا على استمرار الحصار، ولقد تم استهداف عدد من المراكز الاقتصادية المهمة في عدة محافظات منها عسير وجيزان ونجران والرياض والسعودية. ولقد كانت ايضا مرافق شركة أرامكو للنفط في مدينة جدة الساحلية، من أبرز الأهداف الحيوية، ومصفاة رأس التنورة، ومصفاة رابغ في نجران وجيزان وأهداف مهمة أخرى في “جيزان وأبها وخميس مشيط وظهران الجنوب” كانت أيضا بعض الاهداف التي تم استهدافها في هذه العمليات.
وطبعا في اللحظات والساعات الأولى من العملية، فرضت وسائل الإعلام السعودية رقابة شديدة على استهداف منشآت شركة أرامكو في جدة وخزانات شركة المياه في جنوب الظهران (محافظة عسير) ومحطة كهرباء الصامات (محافظة جيزان) وأهداف آخرى في محافظة نجران. وزعمت وسائل الإعلام السعودية أنه تم إحباط هجومين آخرين على أهداف حيوية في المحافظات الجنوبية (نجران وجيزان) ولكنها لم تتحدث عن العمليات التي استهدفت مراكز رئيسية في الرياض ومصفاة رأس تنورة ومصفاة رابغ ومناطق أخرى في خميس مشيط وأبها.
وبحسب مصادر ميدانية، حاول مسؤولون سعوديون ووسائل إعلام سعودية نفي حجم الأضرار في بداية العملية العسكرية اليمنية التي تم تنفيذها بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن النيران في بعض خزانات النفط كانت منتشرة لدرجة أن رجال الإطفاء بعد عدة ساعات لم يطفئوا النيران وهذا ما أظهر حجم الاضرار الكبيرة التي لحقت بتلك المراكز الحيوية. ومن أهم الأهداف المتوقعة في عملية الجمعة الماضية، منشأة أرامكو النفطية في مدينة جدة، وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد لحقت أضرار كبيرة بخزانات وقود الديزل والبنزين وخزانات وقود الطائرات في هذه المنطقة الاقتصادية المهمة. وتعادل النقاط المستهدفة في منشأة أرامكو النفطية ربع إجمالي خزانات الوقود التي يحتاجها النظام السعودي، ومن ناحية أخرى يتطلب إصلاح وإعادة بناء واستبدال بعض هذه الخزانات ميزانية كبيرة بالإضافة إلى كونها مضيعة للوقت.
وبغض النظر عن الأضرار المالية التي لحقت بالمنشآت النفطية التابعة للنظام السعودي، فإن هناك قضية أخرى تواجه الرياض تتمثل في خوف الشركات الأجنبية من انعدام الأمن ولهذا فقد انسحبت العديد من الشركات من المشاركة في المشاريع النفطية، ونتيجة هذا السلوك فإن قيمة أسهم أرامكو سوف تسقط على الحضيض. ولا تقتصر عملية 25 أبريل على تدمير المصافي وفشل النظام السعودي في الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط العالمية، ولكن لها أيضًا تأثير عالمي، حيث سوف تمنع النظام السعودي من استغلال ارتفاع أسعار الذهب الأسود بسبب حرب روسيا وأوكرانيا. بشكل عام، أظهرت شدة ونطاق ومفاجأة عمليات القوات المسلحة اليمنية في الذكرى الثامنة للعدوان العسكري للتحالف الغربي – العبري – العربي أن المقاومة في البلاد لم تضعف فحسب، بل دخلت مرحلة جديدة من القوة. ولا شك أن القوات السياسية والمسلحة اليمنية ستركز جهودها على زيادة الضغط على السعوديين في هذا الوقت الحرج، وستواصل العمل لكسر الحصار واستسلام الرياض وإنهاء الحرب.
وعلى صعيد متصل، توعد العميد “يحيى سريع” المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية “بأن هجمات نوعية ستشمل أهدافًا حساسة لم تكن في حسبان العدو السعودي سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة لكسر الحصار”. يبدو أن المعادلة الجديدة التي ستكون عنوان مرحلة دخول الحرب عامها الثامن: “محطات التحلية مقابل الحصار على اليمن”، وهي معادلة خطيرة جدا إذا ما جرى تنفيذها لأن معظم المدن السعودية تعتمد على عشرات محطات التحلية ولا توجد أي بدائل مائية أخرى يمكن أن تعوضها، سواءً من الداخل أو الخارج، بما في ذلك اقتراح جر جبال الثلج من القطب الشمالي الذي طرحه الأمير محمد الفيصل في السبعينات من القرن الماضي.
هذا التصعيد الجديد، والمفاجئ، الذي تعكسه هجمات القوات اليمنية والتي تمثل في خلق أزمة مياه في المملكة، وربما لاحقًا في الإمارات، من خلال استهداف محطات التحلية، سيكون مصدر قلق كبير، وغير مسبوق للسلطات السعودية لأنه سيواصل الحرب إلى داخل كل بيت في المملكة العربيّة السعودية، ولأول مرة منذ بداية الحرب، الأمر الذي قد يؤدي إما إلى تسريع التوصل إلى حل سياسي عنوانه الأبرز رفع الحصار عن اليمن، ووقف شامل لإطلاق النار والتعويضات، أو الانتقال إلى الخيار الثاني البديل، أي توسيع دائرة الحرب بحيث تشمل أهدافًا ومنشآت مدنيّة إلى جانب الاقتصادية والعسكرية، مثلما قال لنا مصدر يمني رفيع، وختم بالتأكيد “بأن الشعب اليمني لن يجوع ويعطش لوحده بعد اليوم”.
ولقد حذر القيادي في حركة “أنصار الله” الاستاذ “محمد البخيتي”، تحالف العدوان السعودي من حرب شاملة بعد الهجوم الذي نفذته سبع طائرات مسيرة تابعة للقوات اليمنية واستهدف مرافق حيوية سعودية. وقال القيادي في حركة “أنصار الله” محمد البخيتي إن العملية تأتي “في سياق حق الدفاع عن النفس، وعودة إلى استخدام سياسة ضرب العمق الإماراتي والسعودي”. ووجه البخيتي رسالة إلى قادة السعودية والإمارات”، مفادها أن “سياستهم بإشعال الحرائق في المنطقة سواء في اليمن أو في غيره هي سياسة خطيرة، ولا بد أن يصل الحريق إلى عقر دارهم”. وأشار البخيتي إلى أنه “ما تزال أمام القيادة السعودية والإماراتية فرصة لمراجعة حساباتهم، فإذا استمروا في سياساتهم التخريبية، فإننا مقدمون على حرب شاملة وستكون السعودية والإمارات أكبر الخاسرين فيها”.
* المصدر :الوقت التحليلي