السياسية- متابعات:

 

أطلقت صنعاء مبادرة تعليق العمليات العسكرية براً وبحراً وجواً لمدة 3 أيام، مع استعدادها تحويل هذا الإعلان إلى التزام نهائيّ وثابت، إذا التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن، بصورة نهائيّة” حسب ما أعلن رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط. غير ان السعودية التي اعتادت على الالتفات والاسراف بالتفاؤل عن حيازتها للدعم الغربي قد لا تستثمر هذه المبادرة مع غياب الضوء الأخضر الأميركي، وهذا ما حذر منه قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي خلال لقاء حضره العلماء والقيادات استقبالًا لشهر رمضان، مشدداً على اننا ” نحذر تحالف العدوان من تفويت فرصة المبادرة… ستندمون”.

وتأتي هذه المبادرة بعيد العملية التي استهدفت العمق السعودي والتي وصفها عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي في حديث خاص عبر كلوب هاوس الخنـادق بأنها “أكبر عمليات كسر الحصار وهي كانت بمثابة تحذير للقيادة السعودية بأن قدرات اليمن فيما يتعلق بضرب العمق السعودي باتت كبيرة، واليمن بات يمتلك القدرة على الحاق أكبر ضرر على النظام السعودي وبمنشآته الحيوية وخاصة النفطية، كما نمتلك الإرادة لاتخاذ هذا القرار”.

مؤكداً ان “الكرة اليوم قد أصبحت في ملعبهم بعد مبادرة الرئيس مهدي المشاط، وهذه العملية والعمليات اللاحقة -في حال لم تستجب السعودية لمبادرة السلام- ستركز على استهداف المنشآت النفطية وهو يأتي كرد فعل على منع دخول المشتقات النفطية إلى اليمن والعقوبة لا بد ان تكون من جنس العمل”.

 

محمد البخيتي: العمليات في باب المندب حق مشروع

ولدى سؤاله عما جاء في خطاب السيد عبد الملك الحوثي وما ألمح إليه في “اتخاذ إجراءات استثنائية لفك الحصار” أكد البخيتي في حواره مع الخنـادق على ان “دول العدوان وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات هم باتوا يدركون ما هي تلك الأهداف التي يمكننا استهدافها حتى لو لم يتم الإعلان عنها، كما ان شركة أرامكو قد أصبحت هدفاً ثابتاً لمثل هذه العمليات. أضف إلى ذلك ان هناك عمليات لأهداف حساسة والمتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع دائما يشدد على هذا المصطلح والقيادة السعودية وبقية دول العدوان يعرفون ماذا يعني الأهداف الحساسة”.

مشيراً إلى ان السيد عبد الملك الحوثي لفت في كلمته الأخيرة “إلى تطوير قدراتنا الدفاعية فيما يتعلق بالقوات البحرية وقد أكد بشكل واضح إلى ان عملياتنا ستتوسع ولن نكتفي فقط باستهداف العمق السعودي بل سيكون لنا أهداف خارج اليمن وخارج السعودية”.

ويؤكد البخيتي رداً على سؤال حول نقل العمليات العسكرية إلى باب المندب “عندما يكون هناك عمليات معينة لا تستخدم فيها الطاقة القصوى لأي دولة لتحقيق أهدافها، لكن دول العدوان وعلى رأسهم السعودية استخدموا طاقتهم القصوى العسكرية والاقتصادية، ومن اول لحظة وضعوا الشعب اليمني اما الاستسلام او الموت جوعاً وبالتالي لم يعد لدى اليمن ما يخسره وبعد تطوير قدراته الجوية والصاروخية على وجه التحديد أصبحت كل الأهداف لنا مشروعة، ونحن اخترنا الذهاب إلى ما أبعد ما يمكن من أجل كسر هذا الحصار…نحن ندرك التوجهات الإسرائيلية والاميركية للهيمنة على باب المندب، واليمن بات يمتلك قدرات بحرية بحيث أصبح بإمكانه فرض واقع جديد في باب المندب والبحر الأحمر”.

وتعليقاً على وصول البلاد إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري، يشير البخيتي إلى ان “اليمن كان دولة مستوردة لكل أنواع الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار، لكن كان هناك بنية تحتية لم تكن مستخدمة فيما يتعلق بصيانة المعدات على وجه التحديد، ونتيجة للحصار الجائر الذي فرض لم يكن لدينا أي خيار الا اللجوء إلى عملية التصنيع. وانا كنت متابع لعملية التصنيع منذ بدايتها حيث تم الاعتماد على الخبراء الذين كان لديهم اطلاع سابق ولكن الذين ابدعوا في عملية التصنيع هم طلاب، بعضهم طلاب ثانوية وبعضهم طلاب اعدادية وتمكنوا من تطوير هذه القدرات”.

ويؤكد البخيتي على “ان المبادئ الأولية لعملية التصنيع أصبحت متاحة في المناهج التعليمية وعبر الانترنت. اليمن اليوم، أصبح يصنع مختلف أنواع الأسلحة ابتداءً بالبندقية وانتهاءً بالصاروخ والطائرة فضلاً عن صناعة الأجهزة الحساسة كأجهزة الرصد والاتصالات والاستشعار وعملية تطوير هذه القدرات تسير على قدم وساق”.

مشيراً إلى ان “معركة النفس الطويل التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم تعد لصالح السعودية بل أصبحت في صالح اليمن، ويمكننا القول بأن اليمن أصبح أول دولة عربية لديها القدرة على التصنيع العسكري في مختلف المجالات. ونحن لا زلنا بأول الطريق والمستقبل واعد لتطوير هذه الإمكانات وزيادة عددها”.

 

الحرب قدمت لليمن ما كانت تخشى السعودية حدوثه

وأكد البخيتي في حديثه مع الخنـادق إلى ان “القيادة السعودية كانت تستشعر الخطر لأننا نحمل مشروع معاد للصهيونية التي ترتبط به، ولم يكن في حسبانها ان اليمن سيقطع هذا الشوط الكبير لذلك نلاحظ انهم كانوا يتوقعون انتهاء الحرب خلال أيام او أسابيع”.

في حين ميّز البخيتي بين الدول المستوردة للسلاح وبين تلك التي باتت تصنعه محلياً حيث أشار إلى انه “لا بد ان ندرك ان هناك فرقاً كبيراً بين الذي يستورد الأسلحة حتى الحديثة منها وبين من يصنعها، لأن الأخير يمكنه تطوير قدراته وتعديلها بالشكل المطلوب الذي يحتاجها في أرض المعركة، فكلما احتجنا تعديلات معينة في صواريخنا الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة من أجل تجنب منظومات الدفاع الجوي باتريوت قمنا بها، وقد تمكنا من تحويل تلك الإمكانات الهائلة التي كلفت السعودية عشرات المليارات الدولارات إلى خردة وهذه هي ميزة من يصنع الأسلحة”.

 

البخيتي: العملية في أوكرانيا زادت من تأثير عملياتنا العسكرية

وأشار عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله إلى ان “استمرار الحرب هو مصلحة اميركية ولن تتخذ القيادة السعودية هذا القرار الا بموافقة اميركية التي لن تعطي الضوء الأخضر الا عندما يصبح النظام السعودي مهددا ونحن اقتربنا من هذا الامر”.

في حين أكد على ان “حرب اوكرانيا زادت من تأثير عملياتنا في العمق السعودي وأثّر على طبيعة اهدافنا ايضاً وما يحصل في اوكرانيا هو عامل مساعد لزيادة أثر عملياتنا العسكرية وخصوصاً فيما يتعلق باستهداف منشآت النفط السعودية”.

وتعليقاً على طلب السعودية من إيران توظيف علاقتها لإنهاء الحرب، قال البخيتي “للسعودية بأنها ليست بحاجة لوسيط للتفاوض يمكنها ان تتحدث الينا مباشرة لوقف الحرب”.

 

البخيتي: نحن وحزب الله في خندق واحد

وعن العلاقة مع حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله شدد عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي في حوار مع موقع الخنـادق ان “هناك الكثير من اليمنيين يتطلعون ان يكون لليمن دور في قضية الأمة وقضية فلسطين، وكنا نغبط الشعب اللبناني ان لديهم قيادة مثل السيد حسن نصرالله وبالنسبة لنا كان مجرد حلم نرى انه من الصعب ان يتحقق ان يكون لنا قيادة مثله. لكن اليوم الحمدلله، لنا قيادة نتشرف بها كما نتشرف بالسيد نصرالله كقائد في مواجهة الهيمنة الأميركية في المنطقة”. مشيراً إلى ان انهم يعتبرون “حزب الله والمقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها وفصائل المقاومة العراقية وايران ونحن في أنصار الله، في خندق واحد لمواجهة الهيمنة الأميركية ونحن نفتخر بهذه العلاقة”.

 

  • المصدر: “الخنادق” اللبناني
  • المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع